تغييرات جذرية تضرب صناعة البتروكيماويات.. الأسباب والأسواق المتضررة
هبة مصطفى

تمرّ صناعة البتروكيماويات العالمية بمرحلة دقيقة من عمر القطاع، وتحاول كبريات الشركات إظهار مرونة في التعامل مع المتغيرات الجديدة.
وأجرت 11 شركة ذات صيت في القطاع -خلال العام الماضي 2024 والأشهر الفائتة من العام الجاري- تغييرات في خطط بعض أصولها، استجابة لمتغيرات السوق.
واتجهت شركات بتروكيماويات عدّة إلى بيع مصانع ووحدات خاصة بها، لتعزيز قدرتها على تجاوز التحديات المتفاقمة، وفق تحديثات للقطاع تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وتعدّ سوق البتروكيماويات ضمن أسواق الطاقة شديدة الحساسية للتقلبات الاقتصادية والجيوسياسية؛ ما وضعها تحت ضغط أَسهَم في إعادة تشكيل خريطة الإنتاج.
صناعة البتروكيماويات العالمية
تأثرت صناعة البتروكيماويات العالمية بـ3 متغيرات رئيسة خلال الآونة الماضية، أدت في نهاية الأمر إلى تصاعُد وتيرة إغلاق وحدات الشركات والاستغناء عن بعض الأصول.
وتعدّ غالبية هذه العوامل ذات صلة بالصين وأوروبا، في حين كانت المؤثرات أكثر هدوءًا في الشرق الأوسط وأميركا.

وبالتوازي مع ذلك، تُمسِك الشركات في آسيا العصا من منتصفها، إذ تتراجع مستويات الطاقة الإنتاجية، لكن بمعدل أكثر بطئًا مقارنة بأوروبا.
وتسبَّب ارتفاع إنتاج البتروكيماويات في الصين بزيادة وفرة المعروض في السوق العالمية، ونموّ حدّة المنافسة مع المنتجين الآخرين.
وفي الوقت ذاته، ترتفع تكاليف الإنتاج والتطوير في أوروبا لمستويات كبيرة، بجانب التحديات التنظيمية والإدارية، والاندفاع تجاه نشر الطاقة النظيفة والوقود البديل.
وإجمالًا، كانت صناعة البتروكيماويات العالمية إحدى ضحايا الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي استمرت 12 يومًا في يونيو/حزيران الماضي، وانتهت بإعلان وقف متبادل إطلاق النار عقب ضربة أميركية استهدفت مواقع نووية في طهران.
11 شركة تغير خطط التطوير
عدّلت 11 شركة بتروكيماويات من خطط أصولها، بعد إعادة تقييم لجدواها الاقتصادية والعوامل الضاغطة، وتنوعت هذه التغييرات بين تقليص للإنتاج، أو إغلاق الوحدات بالكامل والتخارج من مشروعاتها.
وفي الأسطر التالية نتطرق إلى تطورات هذه الشركات وتغير خططها، طبقًا لما أورده تقرير لرويترز.
1) سابك السعودية
أفصحت شركة سابك السعودية، العام الماضي، عن نيّتها تطبيق الإغلاق الدائم على واحدة من أصل وحدتَي تكسير تعتمدان على "النافثا"، في مصنع تابع لها بهولندا.
2) إكسون موبيل الأميركية
شهد العام الماضي أيضًا إعلان شركة إكسون موبيل الأميركية إغلاق وحدة تكسير في مصنع "غرافينشون" بفرنسا، ووقف إنتاج الكيماويات.
وأرجعت الشركة قرارها إلى خسائر المصنع المتراكمة منذ عام 2018 حتى الآن، التي بلغت خلال هذه المدة 500 مليون يورو (582 مليون دولار أميركي).
وأدت هذه الخسائر إلى إضعاف قدرة المصنع على المنافسة.

3) شل العالمية
باعت شركة شل العالمية مجمع لإنتاج الكيماويات في سنغافورة أبريل/نيسان الماضي، وشملت عملية بيع المنشأة مصفاة ووحدة لتكسير الإيثيلين وغيرها من أصول البتروكيماويات.
وفي مايو/أيّار الماضي، كشفت الشركة أنها تواصل إجراء مراجعة لأنشطة الكيماويات الخاصة بها في أوروبا.
ويباشر مراجعة الإستراتيجيات الكيماوية للشركة في أوروبا وأميركا "مورغان ستانلي" للخدمات المصرفية والاستثمارية.
4) شركة النفط البريطانية
تبحث شركة النفط البريطانية بي بي عن مشترين لوحدة تكسير ومصفاة تابعة لها، منذ فبراير/شباط الماضي.
وتشمل عملية البيع المرتقبة أصول تكرير في ألمانيا.
5) توتال إنرجي الفرنسية
تعتزم شركة توتال إنرجي الفرنسية إغلاق أقدم وحداتها للتكسير في بلجيكا بحلول عام 2027، بحسب ما أعلنته في أبريل/نيسان الماضي.
وتوقعت الشركة توافر كميات فائضة كبيرة من الإيثلين في أوروبا.

6) إيني الإيطالية
أغلقت شركة إيني الإيطالية مصنعًا لإنتاج البولي إيثيلين في صقلية، وتُواصل العمل على إغلاق وحدتي تكسير محليتين بحلول نهاية العام الجاري.
7) إينيوس اليابانية
دفع تراجع الطلب أكبر شركات التكرير اليابانية "إينيوس" إلى اتخاذ إجراءات بشأن مرافقها.
ويتضمن ذلك:
- بحث غلق وحدة تنتج الإيثيلين في "مصفاة كاواساكي" بصورة جزئية، بحلول عام 2027، تبعًا لما أوضحته الشركة في فبراير/شباط الماضي.
- وقف إنتاج زيوت التشحيم وبعض المشتقات النفطية في مصنع يوكوهاما تدريجيًا، بحلول مارس/آذار 2028.
8) ليوندل باسل الأميركية
شرعت شركة "ليوندل باسل" الأميركية في بدء مشاورات بيع 4 مصانع أوليفينات وبولي أوليفينات تابعين لها في أوروبا، وتتخذ المواقع المقترح بيعها من (فرنسا، وألمانيان وبريطانيا، وإسبانيا) مقرّات لها.
وانطلقت هذه المباحثات شهر يونيو/حزيران الماضي، مع المشتري الألماني المحتمل "إيكويتا".
وبالتوازي مع ذلك، تدرس "ليوندل باسل" الخيارات المستقبلية المحتملة بشأن مصانعها في هولندا، وإيطاليا.
9) داو الأميركية
تتجه عملاقة الكيماويات الأميركية "داو" إلى إغلاق 3 مواقع إنتاج أوروبية، بحسب ما أعلنته مطلع يوليو/تموز الجاري.
والمواقع الـ3 هي: وحدة لتكسير الإيثيلين ومنشأة لمعالجة الكلور القلوي -تقع كلتاهما في ألمانيا، ومصنع للسيلوكسانات في بريطانيا.
وقبل هذه الخطوة، كشفت شركة "داو" -في يناير/كانون الثاني الماضي- خطّتها لوقف تشغيل وحدة تكسير هولندية تابعة لها أيضًا.
10) شركة أورلن البولندية
قرّرت شركة أورلن البولندية -نهاية العام الماضي- تغيير خطط مشروع الأوليفينات، وتأجيل الإنتاج إلى عام 2030 أو بعد ذلك.
وبالتوزاي مع ذلك، تستهدف الشركة خفض التكلفة المقدَّرة للمشروع بمقدار "الثلث".
11) هانتسمان الأميركية
تواصل مجموعة هانتسمان الأميركية للكيماويات تقليص مشروعاتها في أوروبا، ويشمل ذلك: إغلاق مصنع بولي يوريثان، ومصنع آخر (لم يفصح تقرير رويترز عن أنواع الكيماويات التي يعالجها).
وتتجه الشركة لإتمام عملية الإغلاق، نهاية الربع الجاري (الثالث من العام، ويستمر من يوليو/تموز حتى نهاية سبتمبر/أيلول).
موضوعات متعلقة..
- قطاع البتروكيماويات قد يشكل 17.5% من استهلاك النفط بحلول 2030
- صناعة البتروكيماويات في 2025.. 5 تحولات ترسم مستقبل القطاع
- صناعة البتروكيماويات في أوروبا على شفا الانهيار.. ما الأسباب؟
اقرأ أيضًا..
- أول تعليق من تركيا بعد قرار إنهاء اتفاقية نقل النفط العراقي (تحديث)
- بيع ناقلة نفط ضخمة بسعر مغرٍ ومحاولات لإخفاء وجهتها.. أين ذهبت؟
- خطط السيارات الكهربائية تتعرض لانتكاسة.. 11 شركة و8 حكومات تتراجع (مسح)
المصادر: