قفزة في واردات مصر من الديزل.. والسعودية توفّر 83% من الاحتياجات

قفزت واردات مصر من الديزل إلى مستويات قياسية خلال شهر يوليو/تموز الجاري، لتلبية الطلب المتزايد من قطاع الكهرباء وسط نقص إمدادات الغاز.

وبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، استوردت مصر 263 ألف برميل يوميًا من الديزل حتى يوم 17 من الشهر الجاري، مقابل 82 ألفًا في إجمالي الشهر نفسه من العام الماضي.

وكسرت واردات مصر من الديزل المنقول بحرًا المستوى القياسي السابق المسجل في يونيو/حزيران الماضي عند 210 آلاف برميل يوميًا.

ووفّرت السعودية أكثر من 83% من إجمالي الواردات المصرية خلال الشهر الجاري حتى الآن، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

ولجأت مصر إلى تعزيز وارداتها من الديزل في آخر شهرين لتزويد محطات الكهرباء بالوقود مع تأخُّر ربط سفن التغويز بالشبكة القومية.

واردات مصر من الديزل في 2025

سجّلت واردات مصر من الديزل مستويات غير مسبوقة خلال النصف الأول من 2025 عند متوسط 112 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع 99 ألف برميل يوميًا خلال المدّة نفسها من العام الماضي.

وتشير بيانات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن واردات مصر الشهرية تضاعفت مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب، كما يوضح الرسم البياني التالي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:

وتُعد السعودية المصدر الرئيس لواردات مصر من الديزل، حيث شكّلت وحدها 72 ألف برميل يوميًا (64%) خلال النصف الأول من العام الحالي، ومن بعدها روسيا والكويت بنحو 25 ألفًا و11 ألف برميل يوميًا على التوالي.

وبالنسبة إلى يوليو/تموز الجاري فقط؛ جاءت واردات مصر من أكبر 3 مصدرين على النحو التالي:

• السعودية: 219 ألف برميل يوميًا.
• الكويت: 30 ألف برميل يوميًا.
• روسيا: 14 ألف برميل يوميًا.

أسباب زيادة واردات مصر من الديزل في 2025

رصدت وحدة أبحاث الطاقة 3 أسباب رئيسة وراء قفزة واردات مصر من الديزل في 2025:

• تراجع إمدادات الغاز المحلي والمستورد عبر الأنابيب

شهدت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي انخفاضًا حادًا في الأشهر الأخيرة، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة ثم انقطعت مؤقتًا في يونيو/حزيران المنصرم خلال حرب الـ12 يومًا بين تل أبيب وإيران، قبل أن تعود لطبيعتها مؤخرًا.

وتزامن ذلك مع انخفاض كبير مستمر منذ أكثر من 3 سنوات لإنتاج الغاز المصري؛ إذ يبلغ -حاليًا- نحو 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا انخفاضًا من 6.6 مليارًا و6.4 مليار قدم مكعبة يوميًا في المتوسط خلال عامي 2021 و2022 على التوالي.

في المقابل، يبلغ الطلب الحالي على الغاز الطبيعي في مصر أكثر من 7 مليارات قدم مكعبة يوميًا، بحسب أحدث البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة.

• تأخُّر تشغيل سفن إعادة تغويز الغاز المسال

كان من المتوقع سابقًا تشغيل أكثر من سفينة تغويز بحد أقصى أول يوليو/تموز الجاري، استعدادًا لأشهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة، لكن العقبات اللوجستية حالت دون ذلك.

وفي يوم الأربعاء الماضي (16 يوليو/تموز) أعلنت الحكومة المصرية تشغيل سفينتي التغويز "إنرغوس إسكيمو" و"إنرغوس باور" ودخولهما الخدمة رسميًا في العين السخنة، لترتفع القدرة التشغيلية الحالية لإعادة التغويز إلى 2.25 مليار قدم مكعبة يوميًا، متضمنة سفينة "هوج غاليون" الموجودة في البلاد منذ منتصف العام الماضي.

ويُذكر أن الطاقة التصميمية تبلغ 750 مليون قدم مكعبة يوميًا لكل سفينة، لكن سفن التغويز تعمل حاليًا وفق ظروف وإمكانات التشغيل إلى جانب الاحتياجات الفعلية.

وكانت مصر قد عززت وارداتها من الغاز المسال إلى 2.41 مليون طن خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، ويستعرضها الرسم أدناه:

• زيادة الطلب من قطاع الكهرباء مع ارتفاع درجة الحرارة

يعتمد قطاع الكهرباء على الغاز بنسبة تتجاوز 80%، وأدّى نقص إمداداته في الأشهر الأخيرة إلى زيادة واردات مصر من الديزل لتشغيل محطات الكهرباء بأقصى طاقة، وسط جهود مكثّفة من الحكومة للوفاء بالتزامها بعدم تخفيف الأحمال كما حدث العام الماضي.

وبحسب بيانات وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، سجلت مصر أعلى ذروة استهلاك كهرباء هذا العام -حتى الآن- في يوم الخميس الماضي عند 37 ألفًا و600 ميغاواط.

وتشير تقديرات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن الاستهلاك الفعلي للديزل -أغلبه من قطاع الكهرباء- بلغ 76 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من 2025، بالنظر إلى أن البلاد صدّرت 36 ألفًا، واستوردت في المقابل 112 ألف برميل يوميًا.

أمّا خلال الشهر الجاري، ومع زيادة الاستهلاك المحلي، لم تُصدّر مصر أي شحنة ديزل، حتى الآن.

موضوعات متعلقة..

• واردات مصر من الديزل ترتفع بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية
• استئناف صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن بعد تشغيل حقل ليفياثان
• مصر تُشغّل 4 سفن تغويز لزيادة طاقتها إلى 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا

اقرأ أيضًا..

• توقعات الطلب على النفط والمعروض.. مقارنة لرؤية 3 مؤسسات كبرى
• أغلى أسعار خامات النفط العربية في النصف الأول من 2025
• واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب تهبط 10%.. والجزائر تنفرد بزيادة الصادرات