السعودية توقّع اتفاقيات لتصدير الكهرباء والهيدروجين إلى أوروبا
الطاقة

في خطوة جديدة تعزّز مكانة السعودية بصفتها لاعبًا عالميًا في سوق الطاقة النظيفة، شهدت العاصمة الرياض توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين إحدى شركات المملكة وعدد من الشركات الدولية.
وبحسب بيان، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الاتفاقيات الجديدة تستهدف تطوير منظومة متكاملة لتصدير الكهرباء المولّدة من مصادر متجددة، والهيدروجين الأخضر، من المملكة إلى أوروبا.
وجرى التوقيع بحضور وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، خلال فعاليات ورشة العمل الدولية التي نظّمتها شركة "أكوا باور" بعنوان: "تصدير الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر".
وشهدت الورشة مشاركة ممثلين رفيعي المستوى من حكومات السعودية واليونان، وفرنسا، وألمانيا، إضافة إلى نخبة من كبار التنفيذيين في كبريات الشركات العالمية العاملة في مجالات الطاقة والتقنيات النظيفة.
تفاصيل الاتفاقيات الجديدة
تُبرز تفاصيل الاتفاقيات الجديدة التقدّم الذي أحرزته السعودية في مسار تنويع مزيج الطاقة، وتعزيز تكاملها الإقليمي والدولي، بما يعكس التزامها بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويسهم في تعزيز مكانتها مزودًا موثوقًا ومستدامًا للطاقة على المستوى العالمي.
ويأتي هذا التحرّك في سياق أوسع لدعم مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، إذ تستثمر المملكة موقعها الجغرافي الإستراتيجي لربط أسواق الشرق والغرب، عبر بنية تحتية متطورة تسهّل تدفُّق الطاقة النظيفة والسلع الإستراتيجية.
وشملت الاتفاقيات الموقّعة مذكرة تفاهم متعددة الأطراف بين "أكوا باور" وعدد من الشركات الأوروبية الرائدة، من أبرزها إديسون الإيطالية، وتوتال إنرجي الفرنسية، وزيرو أوروبا الهولندية، وإن بي دبليو الألمانية.

وتستهدف الاتفاقيات الجديدة تصدير الكهرباء المتجددة من السعودية إلى أوروبا، بالإضافة إلى دراسة الجدوى الاقتصادية والتجارية لهذا التوجّه، في ظل تسارع الطلب الأوروبي على حلول الطاقة منخفضة الكربون.
كما وقّعت الشركة السعودية مذكرات تفاهم مع عدد من الجهات المتخصصة في تقنيات الربط الكهربائي ونقل الطاقة عالية الجهد، من بينها شركة سي إي أس آي (CESI) الإيطالية بصفتها مستشارة فنية مستقلة، وشركات بريسميان (Prysmian)، وجي إي فيرنوفا، وسيمنس إنرجي، وهيتاشي.
وتهدف هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم إلى تطوير ممرّات عابرة للحدود ذات كفاءة عالية لنقل الكهرباء، بما يعزّز موثوقية الإمدادات عبر شبكة طاقة مترابطة دوليًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ هذه الاتفاقيات نواة لشبكة طاقة نظيفة عابرة للقارات، تُرسّخ موقع السعودية بصفتها مصدرًا رئيسًا للطاقة المتجددة لدول الاتحاد الأوروبي، وتفتح المجال أمام مشروعات استثمارية مشتركة في البنية التحتية للطاقة وتقنيات التصدير.
قطاع الهيدروجين في السعودية
كان لقطاع الهيدروجين الأخضر في السعودية نصيب مهم من الاتفاقيات الجديدة، إذ وقّعت الشركة اتفاقية تطوير مشترك مع شركة "إي إن بي دبليو" الألمانية، لإطلاق المرحلة الأولى من مشروع مركز ينبع للهيدروجين الأخضر، المُزمَع بدء تشغيله التجاري بحلول عام 2030.
ويهدف المشروع إلى إنشاء منظومة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، تشمل:
- منشآت لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة.
- محطات لتحلية المياه.
- وحدات تحليل كهربائي لفصل الهيدروجين.
- منشآت لتحويل الهيدروجين إلى أمونيا خضراء.
- محطة تصدير مخصصة للمنتجات النهائية.
ومن المتوقع أن يسهم مركز ينبع في تلبية الطلب العالمي على الطاقة البديلة، خصوصًا في الصناعات الثقيلة والنقل البحري، كما يعزز موقع المملكة في سلاسل القيمة العالمية للهيدروجين منخفض الكربون.
ويمثّل هذا المشروع امتدادًا لجهود السعودية في قيادة التحوّل العالمي نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات، إذ تستفيد من مواردها الشمسية والرياح الوفيرة، ومن قدرتها على إنتاج الطاقة النظيفة بتكلفة تنافسية.
ومن خلال هذه الاتفاقيات والمبادرات، تُواصل السعودية ترسيخ موقعها المحوري في معادلة الطاقة العالمية، ليس بصفتها مصدرًا موثوقًا للهيدروكربونات فحسب، بل -أيضًا- مُصدّرًا واعدًا للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
ومن شأن هذه الخطوة أن تدعم جهود السعودية لمواكبة التحول العالمي نحو الاستدامة، ووضعها في مقدمة خريطة الطاقة للقرن الـ21.
موضوعات متعلقة..
- قفزة في واردات مصر من الديزل.. والسعودية توفّر 83% من الاحتياجات
- سهم أرامكو السعودية يغلق عند أدنى مستوى في تاريخه
- الاقتصاد الدائري في أرامكو السعودية.. 300 مبادرة تدعم الاستدامة وخفض الانبعاثات
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية استهلاكًا للفحم في 2024.. قائمة بـ5 بلدان يتصدرها المغرب
- أكبر الدول في قدرة احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه.. دولتان عربيتان بالقائمة
- إنتاج قطر من النفط ينتظر طفرة قياسية بحلول 2030 (تقرير)
- صادرات الغاز المسال الأميركية تقفز 19%.. ودولة عربية ضمن كبار المستوردين
المصدر..