إنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي لمياه البحر.. تقنية واعدة
توفر حلولًا لندرة الموارد
نوار صبح

يعتمد علماء من يوغوسلافيا السابقة تقنية لإنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي لمياه البحر، ضمن مشروع مموّل من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما قد يوفر حلولًا لندرة الموارد المائية العذبة.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يرى العلماء داليبور كاراتشيتش، ونييتش هودنيك، وإيغور باستي، وسانجين غوتيتش، أن أبحاثهم يمكن أن تقدّم حلًا مناسبًا للاستعمال التجاري، على عكس العديد من تقنيات الهيدروجين قيد التطوير حول العالم.
ولإطلاق العنان لإمكانات هذا القطاع، يدعو العلماء برامج تمويل الهيدروجين إلى تحويل التركيز من الحلول المعقّدة و"الراقية" إلى تلك التي يمكن تطبيقها خارج المختبر، وفقًا للعلماء.
تجدر الإشارة إلى أن الاستثمار في تقنيات الهيدروجين عالميًا تجاوز 200 مليار دولار أميركي في عام 2023، إلّا أن معظم الأبحاث قد لا تُنتج حلولًا قابلة للتطوير نظرًا لتعقيدها المفرط، وعدم قابليتها للتطبيق العملي، وفقًا للعلماء الـ4.
دمج تقنية الأغشية مع التحليل الكهربائي لمياه البحر
يعمل العلماء كاراتشيتش وهودنيك وباشتي وغوتيتش على مشروع مموّل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) يدمج تقنية الأغشية مع التحليل الكهربائي لمياه البحر.
ويؤكدون أنهم لا يسعون وراء الابتكار، بل "بناء شيء يُمكن تطبيقه عمليًا"، بما يمكّنهم من إنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي لمياه البحر.
نظريًا، يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من الهيدروجين 9 لترات من الماء، وأكثر من ذلك في حالة استخلاص الهيدروجين من الوقود الأحفوري.

من ناحية أخرى، يستند بحثهم إلى افتراض أن التحليل الكهربائي لمياه البحر، وحتى مياه الصرف الصحي، يُمكن أن يُنتج الهيدروجين بكثافة مياه أقل، ودون مدخلات فائقة النقاء، ما يُوفر وفورات كبيرة في البنية التحتية.
ويُعدّ هذا الأمر ذا أهمية خاصة لدول مثل البوسنة والهرسك وصربيا، التي تفتقر إلى البنية التحتية للهيدروجين الصناعي، ولكنها تمتلك مصادر مياه طبيعية وفيرة ومواهب تقنية، حسبما يزعمون.
تطبيق حلول الهيدروجين
يعتقد الباحث الرئيس في أنظمة تحويل وتخزين الكهرباء لدى مركز سراييفو للتكنولوجيا المتقدمة (CNT)، داليبور كاراتشيتش، أن مشروع إنتاج الهيدروجين بالتحليل الكهربائي لمياه البحر قادر على تحقيق النتائج المرجوة، لكنه يُحذّر من أن المنطقة تفتقر إلى الإرادة السياسية لتطبيق حلول الهيدروجين.
وقال كاراتشيتش: "بإمكاننا تحقيق النتائج المرجوّة، لكنني لا أعرف من يرغب في الحصول عليها، فالإرادة السياسية تتخلّف عن القدرة التقنية".
وأوضح أن بعض استعمالات الهيدروجين لا تتطلب تخزينًا عالي الضغط باهظ التكلفة.
وفيما يتعلق بمسألة التخزين، يُؤكد أستاذ الكيمياء الكهربائية في كلية الكيمياء الفيزيائية بجامعة بلغراد، إيغور باستي، أن بعض التطبيقات الصناعية للهيدروجين، مثل إنتاج الأمونيا أو معالجة الصلب، لا يتطلب تخزينًا عالي الضغط باهظ التكلفة.
وأشار إلى أن الخزّانات التي يصل ضغطها إلى 200 بار قادرة على تخزين الهيدروجين بأمان لمدة عامين.
ومن أبرز العوائق أمام تحويل نجاح المختبرات إلى جدوى صناعية، اعتماد العديد من أنظمة المحفزات المستعمَلة في المختبرات على معادن نادرة أو ظروف بيئية غير واقعية، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وأكد رئيس مختبر التحفيز الكهربائي في المعهد الوطني للكيمياء بمدينة ليوبليانا في سلوفينيا، نيجك هودنيك، أن 99% من الأبحاث الحالية لا يمكن توسيع نطاقها، إمّا لعدم استقرار المادة، أو لعدم إمكان تطبيق العملية خارج المختبر.
موضوعات متعلقة..
- مخزن سري لإمدادات الهيدروجين الطبيعي.. احتياطيات هائلة
- تقنية إماراتية لإنتاج الهيدروجين من مياه البحر دون تحلية
- أول سفينة سياحية تعمل بالهيدروجين في العالم "تشق البحر" قريبًا
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز جزائري احتياطياته 13 تريليون قدم مكعّبة يشهد صفقة ضخمة
- توقف إنتاج حقول النفط في كردستان العراق بعد 3 هجمات بطائرات مسيرة
- أمين عام أوبك: البعض حاول شيطنة النفط والغاز.. ونواصل تحمل مسؤولياتنا
المصادر..