الحديد الأخضر سلاح أستراليا لمواجهة تراجع إيرادات صادرات الطاقة (تقرير)
أسماء السعداوي

سلّط تقرير حديث الضوءَ على إمكانات وفرص الحديد الأخضر في دفع الاقتصاد الأسترالي قدمًا من خلال بناء سلسلة توريد عالمية الطراز تعوّض التراجع المتوقع في إيرادات صادرات الطاقة والموارد.
إذ يمكن أن تحقق إيرادات صادرات الحديد الأخضر أكثر من 250 مليار دولار أسترالي (162.8 مليارات دولار أميركي) سنويًا، فضلًا عن الريادة في قطاع مهم لمسيرة تحول الطاقة العالمية.
يأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع فيه أن تتراجع فيه صادرات أستراليا من الحديد الخام بنسبة 17% بحلول عام 2027-2026 مقارنة بعام 2025-2024.
(العام المالي في أستراليا يبدأ في الأول من يوليو/تموز وينتهي في 30 يونيو/حزيران من العام التالي).
وبحسب موسوعة مفاهيم الطاقة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُنتَج الحديد الأخضر عبر الاختزال المباشر لخام الحديد باستعمال كهرباء الطاقة المتجددة، ويُعوَّل عليه لخفض البصمة الكربونية لصناعة الحديد التقليدية كثيفة الانبعاثات.
صادرات الطاقة الأسترالية
يسلّط التراجع المتوقع والكبير في صادرات الطاقة الأسترالية مقارنة بالعام المالي المنصرم، الضوء على الحاجة إلى تنويع موارد الاقتصاد وتحويل دفّته بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، ومنح الأولوية لإضافة القيمة للموارد المعدنية والطاقية بدلًا من تصديرها في صورتها الخام.
وفي الوقت الذي يسرّع فيه كبار شركاء التجارة لوتيرة إزالة الكربون من الاقتصاد للوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق باريس للمناخ، يهدد التراجع المتوقع مرونة الاقتصاد الأسترالي وأمن الصادرات.

لكن مركز أبحاث "كلايمت إنرجي فاينانس" الأسترالي (Climate Energy Finance) أشار إلى امتلاك أستراليا إمكانات وميزات تنافسية لمعالجة المواد الخام، ومنها إنتاج الحديد الأخضر باستعمال الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة لإزالة الكربون وإضافة القيمة للصادرات، وتوسيع رقعة صناعة السلع منخفضة الكربون.
وارتفعت صادرات الطاقة الأسترالية خلال العام المالي 2023-2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن من المتوقع -بحسب بيانات حكومية- أن تنخفض إيرادات صادرات الموارد التالية في 2027-2026، مقارنة بعام 2025-2024، على النحو التالي:
- تنخفض إيرادات صادرات الحديد الخام 17% من 116 مليار دولار أسترالي إلى 97 مليار دولار أسترالي.
- تنخفض إيرادات صادرات الغاز المسال 42% من 67 مليار دولار أسترالي إلى 53 مليار دولار أسترالي.
- تنخفض إيرادات صادرات الفحم الحراري بأكثر من 60% من 66 مليار دولار أسترالي إلى 26 مليار دولار أسترالي.
- تنخفض إيرادات صادرات الفحم المعدني بنحو 34% إلى 42 مليار دولار أسترالي فقط.
الدولار الأسترالي يعادل 0.65 دولارًا أميركيًا.
تمويل استثمارات الحديد الأخضر في أستراليا
بحسب البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، أستراليا صاحبة أكبر احتياطيات لخام الحديد في العالم، تليها البرازيل والصين.
كما تستهدف أستراليا زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 82% بحلول عام 2030، قبل الوصول إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتفصيليًا، من المقرر أن تُسهم الطاقة الشمسية بـ51 غيغاواط، وطاقة الرياح بـ34 غيغاواط، والطاقة الكهرومائية بـ7.2 غيغاواط، بالإضافة لمصادر أخرى نظيفة، مثل الهيدروجين.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تَصدُّر أستراليا أكبر الدول صاحبة توقعات إنتاج الهيدروجين الأخضر من طاقة الرياح:
لكن المشكلة أمام إنتاج الحديد الأخضر في أستراليا هي شحّ التقنيات المناسبة للإنتاج، وهو ما يتطلب ضخ استثمارات ضخمة للبحث والتطوير.
إذ إن المعدّات التي يُسوَّق لها لإنتاج الحديد الأخضر عالميًا لا تناسب خام الحديد ذا نسبة الشوائب العالية وانخفاض نسبة الخام في أستراليا.
ومن شأن تسهيل أعمال البحث والتطوير وتجربة التقنيات ذات الصلة بالتعاون مع كبار الحلفاء في منطقة شرق آسيا أن يدعم قطاع الحديد الخام في مواجهة خطر اضمحلال الصناعة وصادرات الوقود الأحفوري في أستراليا، بسبب تحول الطاقة.
يتزامن ذلك مع إعادة هيكلة جارية داخل سلاسل توريد الصلب العالمية المتجهة نحو المناطق التي تتميز بإنتاج الحديد عالي الجودة وقليل الشوائب.
وبالفعل، خصصت حكومة حزب العمال مبلغ 750 مليون دولار أسترالي لصندوق الابتكار "مستقبل صُنع في أستراليا" لصالح مشروعات إنتاج المعادن الخضراء.
وبحسب التقرير، يجب نشر تلك المخصصات لصالح المشروعات شبه التجارية ضخمة تستهدف التعلم بالممارسة، وحشد تمويلات القطاع الخاص.
وعلى نحو خاص، أوصى مركز أبحاث "كلايمت إنرجي فاينانس" بتزويد منظمة البحوث العلمية والصناعية الكومنولثية (CSIRO) باستثمار 500 مليون دولار أسترالي لصالح أبحاث وتطوير التسويق التجاري لتقنيات الحديد الأخضر.
فرص الحديد الأخضر الأسترالي
من شأن بناء صناعة قوية لإنتاج وتصدير الحديد الأخضر في أستراليا أن يحقق المكاسب التالية:
- ترتفع إيرادات صادرات الحديد إلى أكثر من 250 مليار دولار أسترالي سنويًا، وهو ما يحقق الرخاء الاقتصادي.
- مكسب مناخي كبير لخفض انبعاثات صناعة الصلب التي تشكّل 6.7% من الانبعاثات العالمية.
- التوافق مع سياسات خفض الانبعاثات مع كبار مستوردي صادرات الحديد الأسترالية، لا سيما الصين، التي تستحوذ على 86% منها.
لكن ذلك الطموح يتطلب التحركات التالية:
- وضع إستراتيجية وطنية للصلب والحديد الأخضر تحمل أهدافًا واضحة وقابلة للقياس.
- تقديم سياسات وحوافز تدعم العرض والطلب.
- إقامة شراكات مع كبار المستوردين عالميًا.
- سدّ الفجوة بين الأسعار وتكاليف الإنتاج من خلال العقود مقابل الفروقات.
- تسريع بناء مشروعات الطاقة المتجددة وتصاريح البناء.
موضوعات متعلقة..
- ناميبيا تزوّد ألمانيا بالحديد الأخضر.. والدعم يهدد مشروع هيدروجين
- خطط جديدة تدعم صناعة الحديد الأخضر الأسترالي للمنافسة عالميًا (تقرير)
- مستقبل الحديد الأخضر في أستراليا يتوقف على مسارين (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية إنتاجًا للغاز الطبيعي في 2024
- خريطة الهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا.. 6 دول تتصدرها مصر
- انبعاثات الكربون في الدول العربية.. 3 بلدان تشهد انخفاضًا بقيادة الجزائر
- حقل زواتا.. 52.5 مليار برميل تعزّز صادرات النفط الفنزويلي
المصدر: