تقارير منوعةالتقاريرسلايدر الرئيسيةمنوعات

التعدين في سلطنة عمان.. مسار تصاعدي رغم تراجع الإنتاج خلال 2024

سامر أبووردة

شهد التعدين في سلطنة عمان خلال عام 2024 تحوّلًا مهمًا، رغم التراجع النسبي في مؤشرات الإنتاج والمبيعات، إذ اتُخذت خطوات واسعة لتعزيز القطاع ضمن خططها لتنويع الاقتصاد وزيادة الاعتماد على الموارد غير النفطية.

وجاء عام 2024 مدعومًا بإطلاق مشروعات إستراتيجية، وتوسيع نطاق التصدير، وتحديث البنية التشريعية والرقمية، بالإضافة إلى التركيز على تمكين الكفاءات العُمانية في قطاع المعادن.

في المقابل، ووفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سجّل قطاع التعدين في سلطنة عمان انخفاضًا في بعض مؤشرات الأداء، نتيجة تأخّر بعض الشركات في تقديم تقاريرها الشهرية، ما أثّر في دقة التقديرات الكلّية للإنتاج والمبيعات.

وفي سياق متصل، يُتوقع أن تُسهم المنظومة الجديدة للتراخيص وتوسعة مناطق الامتياز وتطوير مناجم النحاس في تعزيز جاذبية القطاع، وزيادة إسهامه في الناتج المحلي خلال السنوات المقبلة.

إنتاج الخامات المعدنية في سلطنة عمان

بلغ إجمالي إنتاج الخامات المعدنية في سلطنة عمان خلال 2024 نحو 67.7 مليون طن، بانخفاض 14% مقارنة بعام 2023.

وتراجع المؤشر نتيجة انخفاض إنتاج مواد البناء، التي تمثّل 52% من إجمالي الإنتاج، بواقع 12.6 مليون طن.

ويُعزى هذا التراجع إلى تأخّر الشركات التعدينية في تقديم التقارير الدورية، وهو ما أثّر أيضًا في بيانات المبيعات، التي بلغت 62.5 مليون طن، بانخفاض 12% عن العام السابق.

أحد مشروعات التعدين في سلطنة عمان
أحد مشروعات التعدين في سلطنة عمان - أرشيفية

مبيعات المعادن في سلطنة عمان

سجلت مبيعات الخامات خلال 2024 نحو 114.3 مليون ريال عُماني (297.27 مليون دولار أميركي)، بانخفاض بلغت نسبته 6% مقارنة بالعام الماضي، ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض كميات مبيعات مواد البناء تحديدًا، وهي الفئة التي تقود الطلب في السوق المحلية والإقليمية.

(الريال العماني = 2.60 دولارًا أميركيًا)

ورغم ذلك، حافظ قطاع التعدين في سلطنة عمان على مستوى متقدم من التنوع في المنتجات، إذ تشمل الخامات المستخرجة الجبس، والحجر الجيري، والنحاس، والدولوميت، والكروم، والنيكل، والليتريت، والفلدسبار، والبوتاش، وغيرها.

وبلغت صادرات الخامات المعدنية 36 مليون طن خلال 2024، مسجلة تراجعًا بنسبة 10% مقارنة بعام 2023.

ويأتي هذا التراجع مدفوعًا بانخفاض صادرات خام مواد البناء بنسبة 39%، التي شكّلت 35% من إجمالي كمية الصادرات.

في المقابل، ارتفعت صادرات الجبس بنسبة 6%، محتفظة بحصّة 35% من إجمالي الصادرات، كما زادت صادرات الحجر الجيري بنسبة 49%، لتصل إلى 21% من الإجمالي.

وبدأت سلطنة عمان في تصدير النحاس بإجمالي 24 ألف طن، في مؤشر إلى بداية مرحلة جديدة في القيمة التصديرية لقطاع المعادن.

مشروعات إستراتيجية في قطاع التعدين

شهد عام 2024 تشغيل عدد من المشروعات الإستراتيجية التي تعكس تطور التعدين في سلطنة عمان، وفي مقدّمتها مشروع الغيزين لاستخراج النحاس بتمويل أولي قدره 43 مليون ريال عُماني (111 مليون دولار أميركي)، ويهدف إلى إنتاج 6 ملايين طن من خام النحاس بدرجة 2% خلال 6 سنوات ونصف.

وبالفعل، تمكّن المشروع من تحقيق مستهدفاته خلال العام، إذ بدأ الإنتاج التجاري، وأُصدِرت له شهادات تصدير رسمية.

ومن المتوقع أن يوفّر المشروع 50 وظيفة مباشرة للعُمانيين في مرحلته الأولى، مع التزام الشركة المنفّذة بتخصيص 1% من الإنتاج السنوي للإسهام المجتمعي، وإسناد عقود مساندة إلى شركات محلية.

كما سجّل مشروع الواشحي بولاية المضيبي تقدمًا لافتًا، من خلال تطوير منجم يحتوي على نحو 16 مليون طن من خام النحاس، وتصدير شحنات أولية بتركيز 24% نحاس/طن.

ويُتوقع أن يشكّل هذا المشروع أحد أهم روافد دعم الصادرات العُمانية من المعادن خلال السنوات المقبلة.

منجم الغيزين للنحاس
منجم الغيزين للنحاس - أرشيفية

مناطق الامتياز والتراخيص الرقمية

بلغ عدد الشركات المشغّلة لمناطق الامتياز التعديني في سلطنة عمان 10 شركات بنهاية 2024، تعمل في 21 منطقة غنية بموارد مختلفة، أبرزها النحاس، الكروم، الليتريت، البوتاش، الدولوميت، الجبس، الحجر الجيري، النيكل، الكوبالت.

ويمثّل هذا التنوع الجيولوجي ركيزة أساسية لنمو قطاع التعدين في سلطنة عمان، إذ يوفّر قاعدة لاستثمارات طويلة الأجل، ويدعم فرص التصنيع المحلي وزيادة الصادرات.

وواصلت الوزارة المختصة جهودها لتسهيل بيئة الاستثمار من خلال تطوير منظومة التراخيص الرقمية، وقد صدر خلال 2024 عدد من التراخيص، شمل:

  • 14 ترخيصًا تعدينيًا دائمًا
  • 12 ترخيصًا تنقيبيًا جديدًا
  • تجديد 10 تراخيص تعدينية دائمة
  • تجديد ترخيص تنقيبي واحد

ويُتوقّع أن تُسهم هذه الإجراءات في تقليص أوقات الانتظار، وتعزيز الشفافية، ورفع مستوى الامتثال التنظيمي لدى الشركات المستثمرة في قطاع المعادن.

أحد مشروعات التعدين في سلطنة عمان
أحد مشروعات التعدين في سلطنة عمان - أرشيفية

التعمين في قطاع التعدين العماني

بلغ عدد العُمانيين العاملين في الشركات التعدينية خلال 2024 نحو 890 موظفًا وموظفة من أصل 3 آلاف و942، بنسبة تعمين بلغت 23%.

ورغم أن هذه النسبة ما تزال دون مستهدفات بعض القطاعات الأخرى، فإنها تعكس تحسّنًا تدريجيًا بتوطين الوظائف الفنية والإدارية في قطاع التعدين في سلطنة عمان.

ويُذكر أن نسبة التعمين في قطاع الطاقة والغاز بلغت 89%، وشهدت شركة تنمية نفط عُمان تسجيل أكثر من 1400 وظيفة جديدة للعُمانيين خلال العام، مع بلوغ نسب التعمين فيها 90%.

برنامج مجد

أُطلِق برنامج مجد بصفته إطارًا موحّدًا لتعزيز المحتوى المحلي في قطاعي الطاقة والمعادن، بهدف تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتحويل التحديات إلى فرص اقتصادية حقيقية.

وقد بلغ حجم الإنفاق على هذه المؤسسات في قطاع الطاقة فقط نحو 1.8 مليار دولار أميركي، أي ما يعادل 17.2% من إجمالي الإنفاق الكلي.

ومن المنتظر أن يمتد تأثير هذا البرنامج إلى قطاع التعدين في سلطنة عمان، من خلال إسناد الخدمات اللوجستية والتوريد والصيانة إلى الشركات المحلية.

الخلاصة:

رغم التراجع النسبي في حجم الإنتاج والمبيعات خلال 2024، فإن المؤشرات الإستراتيجية تؤكد أن التعدين في سلطنة عمان يسير في مسار تصاعدي مدروس، معزّزًا بتشغيل مشروعات النحاس، وتوسيع رقعة الامتيازات، وتحسين البنية التنظيمية والتقنية.

وتُعوِّل سلطنة عمان على هذا القطاع ليكون أحد مرتكزات رؤية "عُمان 2040"، من خلال زيادة إسهامه في الناتج المحلي، وتحقيق التكامل بين الأنشطة التعدينية والصناعية، ورفع مستوى التشغيل للمواطنين العُمانيين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. التقرير السنوي لوزارة الطاقة والمعادن العُمانية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق