حقل بيرلا.. 17 تريليون قدم مكعبة تدعم قطاع الغاز الفنزويلي
أحمد بدر

إلى جانب كونه واحدًا من أكبر حقول الغاز في فنزويلا، يعدّ حقل بيرلا من أهم مصادر الغاز الطبيعي في أميركا الجنوبية بالكامل، لا سيما مع إمكاناته العملاقة التي تسهم في تلبية الطلب على الطاقة محليًا وعالميًا.
ووفق بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغازي العملاق يكتسب أهمية إستراتيجية كبيرة نظرًا لدوره البارز في تعزيز إنتاج فنزويلا من الغاز الطبيعي.
وبفضل هذا الإنتاج، يسهم حقل بيرلا في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة فنزويلا بصفتها مصدرًا رئيسًا للطاقة، لذلك تُولي حكومة الدولة اهتمامًا كبيرًا لتطوير الحقل، من خلال استثمارات محلية ودولية تهدف إلى الاستفادة المثلى من احتياطياته.
ويسهم حقل بيرلا في توفير إمدادات كبيرة من الغاز الطبيعي، سواء للاستهلاك المحلي في محطات توليد الكهرباء في فنزويلا، وكذلك في عدد من الصناعات الحيوية في الدولة، أو للتصدير إلى عدد من دول العالم، التي تعتمد على الغاز مصدرَ طاقة رئيسًا لديها.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل بيرلا
تُظهر المعلومات عن حقل بيرلا للغاز الطبيعي في فنزويلا أن تاريخ اكتشافه يعود إلى العقد الأول من القرن الـ21، وتحديدًا في عام 2009، إذ يشكّل هذا الاكتشاف نقطة تحول في قطاع الطاقة الفنزويلي، بعدما أتاح للدولة الفرصة لتوسيع بُنيتها التحتية في مجال الغاز الطبيعي.
ويعدّ الحقل من أهم الاكتشافات الغازية في تاريخ فنزويلا، لا سيما أنه جاء بعد عمليات استكشافية مكثفة ودراسات جرت من خلال شركتين عالميتين، وهما "ريبسول" الإسبانية و"إيني" الإيطالية، أظهرت نتائجها أن الحقل يحتوي على احتياطيات ضخمة، دفعت الحكومة إلى وضعه ضمن أولويات خططها التنموية.
ويقع حقل بيرلا في المياه الإقليمية ضمن خليج فنزويلا بالقرب من الساحل الشمالي الغربي للبلاد، وهو موقع يعدّ إستراتيجيًا ومثاليًا لاستخراج الغاز ونقله بسهولة من خلال شبكات التوزيع المحلية والدولية إلى المواني ومراكز المعالجة وغيرها من المرافق.

وبفضل هذا الموقع الإستراتيجي، فإن الحقل الغازي العملاق يعدّ قريبًا من الأسواق الرئيسة في أميركا الجنوبية، وهو ما يسهّل نقل الغاز المنتج في الحقل إلى الدول المجاورة التي تشتريه، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى مرّ السنوات الماضية، شهدَ حقل بيرلا مراحل تطوير متتالية، شملت استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتقنيات الحديثة لضمان استخراج الغاز بكفاءة عالية، وذلك بإسهام مباشر من عدد من الشركات العالمية والمحلية.
وبفضل حرص الحكومة الفنزويلية على تطوير الحقل لتحقيق الاستفادة القصوى من موارده الضخمة، فإن "بيرلا" يعدّ من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها اقتصاد الدولة في قطاع الطاقة، في الوصول إلى عوائد ضخمة تدعم مشروعات تنموية في قطاعات أخرى.
ويُعدّ حقل بيرلا مصدرًا اقتصاديًا مهمًا، بفضل إسهامه الرئيس في توفير مصدر مستدام للطاقة لدعم الصناعات المحلية، بجانب تعزيزه الصادرات بما يدرّ إيرادات كبيرة للحكومة الفنزويلية، وكذلك من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ودعمه خطط الحكومة في التحول إلى اقتصاد أكثر تنوعًا.
احتياطيات حقل بيرلا
تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل بيرلا تبلغ نحو 17 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي عالي الجودة، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر الحقول المنتجة للغاز في فنزويلا، وفي أميركا الجنوبية بالكامل.
وبينما تشير التقديرات إلى أن الحقل يحتوي على كميات ضخمة من السوائل الغازية، فإن هذه الاحتياطيات تكفي بشكل كبير لدعم استدامة الإنتاج لعقود طويلة من الزمن، بما يعزز أمن الطاقة في البلاد، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويبلغ حجم الإنتاج الحالي لحقل بيرلا للغاز الطبيعي نحو 1.2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، بينما تتواصل خطط الدولة لزيادة الإنتاج مستقبلًا، من خلال مشروعات التوسعة والتطوير المستمرة، بما يلبي احتياجات السوق المحلية والتزامات الدولة التصديرية.
جهود تطوير حقل بيرلا
منذ اكتشافه للمرة الأولى قبل 16 عامًا، شهدت جهود تطوير حقل بيرلا الغازي عددًا من المراحل الرئيسة، التي كانت أولها بين عامي 2009 و2012، وشملت دراسات جيولوجية مكثّفة وحفر آبار تجريبية لتقدير حجم الاحتياطيات.
وفي المرحلة الثانية، التي كانت بين عامي 2013 و2016، بدأت الشركات المطورة للحقل عمليات بناء البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك محطات المعالجة وخطوط الأنابيب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أمّا المرحلة الثالثة، التي بدأت في عام 2017، وما تزال مستمرة حتى الآن، فقد اشتملت على زيادة إنتاج حقل بيرلا من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى توسيع شبكات التوزيع لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في السوقين المحلية والعالمية.
وتشارك في تطوير الحقل الغازي العملاق شركات عالمية عديدة، في مقدّمتها شركة ريبسول الإسبانية، وهي التي عملت مع شركة إيني الإيطالية على تحقيق اكتشاف الحقل وتطويره في المراحل الأولى، بجانب تنفيذ مشروعات تقنية وتأسيس البنية التحتية.

وجرت جهود تطوير حقل بيرلا تحت إشراف وإدارة وقيادة شركة بتروليوس دي فنزويلا "بي دي في إس إيه" (PDVSA)، وهي الوطنية الحكومية المسؤولة عن إدارة قطاع النفط والغاز في البلاد، التي تشارك كذلك في عمليات الإنتاج والتوزيع.
وبفضل الجهود المتواصلة لتطوير الحقل الغازي، فإنه يشكّل ركيزة رئيسة في قطاع الغاز الطبيعي في فنزويلا، إذ يعزز قدرة الدولة على الإنتاج والتصدير، بما يحقق استثمارات كبيرة، ويدعم الوصول إلى الاستقرار الاقتصادي والطاقي في البلاد، ويدعم سوق الطاقة العالمية في الآن ذاته.
نرشّح لكم..
- حقول النفط والغاز في سوريا تدفع ثمن الحرب (ملف خاص)
- حقول النفط والغاز في سلطنة عمان.. ملف خاص عن الاحتياطيات والإنتاج
- حقول النفط والغاز في الجزائر.. ملف خاص عن الاحتياطيات الضخمة والإنتاج
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)
المصادر..
- بيانات الاحتياطيات والإنتاج في حقل بيرلا الفنزويلي.. من "غلوبال إنرجي مونيتور"
- تقرير عن إمكانات الحقل وتاريخه والشركات المساهمة فيه.. من "أوفشور تكنولوجي"
- بيانات عن جهود التطوير في حقل بيرلا.. من موقع شركة "إيني" الإيطالية