
ضاعفت حكومة بكين مخزونات النيكل في الصين منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، مستغلّة انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2020.
والنيكل من المعادن الأساسية في صناعة السيارات الكهربائية والصلب؛ ما قد يبرر خطوة بكين لتعزيز قدراتها التنافسية؛ خلال وقت تتصاعد فيه الحرب التجارية مع أميركا.
وزادت مخزونات النيكل في الصين بنحو 100 الف طن منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2025، وفق بيانات حديثة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعملت بكين على زيادة مشترياتها من النيكل النقي أو ما يُطلق عليه "درجة أولى"، وفق ما أظهرته بيانات التجارة الصينية وبورصة لندن للمعادن.
واردات الصين من النيكل
تهيمن الصين على سلسلة إمداد المعادن الحيوية والأرضية النادرة، وتستعمل نفوذها في هذا المجال لتعزيز موقفها تجاه شركائها التجاريين.
وقال مصدر معروف في الصناعة، فضّل عدم ذكر اسمه: "كانت هناك زيادة كبيرة في واردات الصين من النيكل، وكانت تلك المشتريات من قِبل حكومة بكين لدعم المخزونات".
وقطعت الصين الإمدادات من تلك المعادن عن أميركا في بداية اشتعال الحرب التجارية بينهما، وفرض واشنطن تعرفات جمركية على السلع الصينية تبلغ 145%، قبل أن تعودا إلى مفاوضات لم تسمح الولايات المتحدة بها إلا عندما وافقت بكين على عودة تدفق تلك المعادن إليها.
وتعزز بكين الهيمنة على تلك المعادن بوسائل عديدة، أحدثها استغلال انخفاض أسعار النيكل إلى أدنى مستوى في 5 سنوات، وشراء كميات كبيرة منه لدعم مخزونات النيكل في الصين.
واشترت الإدارة الوطنية لاحتياطيات الغذاء والسلع الإستراتيجية، وهي ذراع الحكومة الصينية لإدارة المخزونات العامة، أعلى درجات النيكل نقاوة، أو الدرجة الأولى من المعدن.
ويُستعمل النيكل النقي من الدرجة الأولى في صناعة الإلكترونيات وسفن الفضاء، إضافة إلى السيارات الكهربائية.
وتشير بيانات إدارة الجمارك الصينية إلى أن مشتريات الدولة من النيكل بلغت 77.7 ألف طن في أول 5 أشهر من العام الجاري (2025)، وهي أكبر كمية تشتريها منذ عام 2019، وتقترب من ضعف الكمية المستوردة في المدة نفسها من العام الماضي (2024).
ولا ينمو استهلاك النيكل النقي من الدرجة الأولى إلا بنسبة 5-10% سنويًا. وتوقعت مجموعة "إنترناشيونال نيكل ستدي غروب" أن يرتفع إجمالي الطلب على النيكل في الصين بنسبة 4.9% في عام 2025، بما في ذلك أنواع أقل جودة مثل حديد الصب ومنتجات النيكل الأخرى. وذكرت بيانات الصناعة أن هذا التفاوت "يُعد دليلًا قاطعًا على الحاجة إلى التخزين".

تراكم مخزونات النيكل في الصين
لا تدعم حكومة بكين مخزونات النيكل في الصين فقط، لكن تهتم بالعديد من المعادن الأخرى. وأشارت بيانات حكومية إلى أن إدارة الغذاء ومخزونات السلع أعلنت، في مارس/آذار الماضي، أنها تتطلع إلى شراء الكوبالت والليثيوم والنحاس، إضافة إلى النيكل.
وهبطت أسعار النيكل بنسبة 40% خلال العامين الماضيين؛ بفضل زيادة إنتاج إندونيسيا، أكبر منتج للمعدن، وتسيطر على ثلثي الاحتياطيات العالمية. وتعرضت صناعة الصلب الصينية لمشكلات في سنوات سابقة بسبب سيطرة مصدرين على الخام اللازم للصناعة.
وقال مصدر: "تراجع أسعار النيكل العام الماضي خلق فرصة أمام الصين لزيادة المخزونات والاحتياطيات، إذ قد تساعد مشتريات الصين من النيكل في تحرك أسعاره إلى أعلى، لكن مازال الطلب عليه متباطئ؛ بسبب هبوط الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية".
وكشفت بيانات السحب على النيكل النقي في بورصة لندن للمعادن، عن تحركات غير اعتيادية في التجارة؛ إذ اشترى التجار 78.8 ألف طن في المدة بين يناير/كانون الثاني و27 يونيو/حزيران 2025، وهي تعادل عدة أضعاف الكميات المشتراة في المدة نفسها العام الماضي والبالغة 17.5 ألف طن، وتقارب ضعف الكمية المشتراة خلال كل العام وهي 44.12 ألف طن.
وقالت بورصة لندن للمعادن إن النشاط التجاري على النيكل ارتفع إلى أعلى مستوى فصلي له منذ 2020؛ خلال الربع الثاني من العام الجاري (2025).
موضوعات متعلقة..
- غضب شعبي ضد تعدين النيكل في إندونيسيا.. والاستثمارات الصينية في خطر
-
الصين توسع استثمارات النيكل في إندونيسيا لتلبية الطلب على السيارات الكهربائية
-
سيطرة الصين على معادن "تغير المناخ".. أسرار الحرب بين الشرق والغرب (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أسعار النفط تنخفض.. وخام برنت لشهر سبتمبر يسجل 68 دولارًا
-
انبعاثات الكربون في الدول العربية.. 3 بلدان تشهد انخفاضًا بقيادة الجزائر
المصدر: