تداعيات تغير المناخ تلقي بظلال قاتمة على المزارعين في المملكة المتحدة (تقرير)
نوار صبح

- تغير المناخ يفاقم الظواهر الجوية القاسية الأخيرة في المملكة المتحدة.
- %86 من المزارعين تضرروا من هطول أمطار غزيرة و78% منهم من الجفاف.
- الظواهر الجوية القاسية أدت إلى انخفاض الإنتاجية وتراجع غلة المحاصيل وإنتاج الماشية.
- شتاء العام الماضي الممطر الشديد أدى إلى أحد أسوأ المحاصيل منذ عقود.
ألقت تداعيات تغير المناخ بظلال قاتمة على المزارعين في المملكة المتحدة؛ ما تسبب بتراجع الإيرادات وغلة المواسم وتضرر المواشي.
ويكشف بحث جديد بشأن تأثر المزارعين في البلاد بالظواهر الجوية القاسية الأخيرة، التي تفاقم الكثير منها بسبب تغير المناخ.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع؛ فقد تضرر 86% من المزارعين من هطول أمطار غزيرة، و78% منهم من الجفاف، وأكثر من نصفهم من آثار موجات الحر، في السنوات الـ5 الماضية.
في المقابل، فإن 2% فقط لم يشهدوا أي شكل من أشكال الطقس القاسي.
ويتبع البحث العديد من دراسات الإسناد الحديثة التي تربط بين تزايد قسوة الطقس الذي يؤثر في المزارعين وتغير المناخ.

دراسة السوق
أُجريت دراسة السوق التي شملت 300 مزارع في جميع أنحاء المملكة المتحدة بتكليف من "وحدة استطلاعات الطاقة والمناخ "إنرجي آند كلايمت إنتليجنس يونيت" (ECIU) لشركة "غراونديد ريسيرتش" (Grounded Research) المتخصصة في جمع المعلومات بشأن قضايا الغذاء والزراعة.
وعند سؤالهم عن تأثير الأحوال الجوية القاسية الأخيرة في مزارعهم، أشار 87% منهم إلى انخفاض الإنتاجية، وشهد 84% انخفاضًا في غلة المحاصيل أو إنتاج الماشية، في حين شهد 3 أرباعهم انخفاضًا في دخلهم.
ويتزامن نشر البحث مع بداية مهرجان "غراوندسويل" Groundswell للزراعة التجديدية؛ حيث سيتحدث وزير الدولة لشؤون البيئة والغذاء والشؤون الريفية ستيف ريد، يوم الخميس 3 يوليو/تموز 2025.
وتعليقًا على البحث، قال محلل الأراضي والأغذية والزراعة لدى "وحدة استطلاعات الطاقة والمناخ" توم لانكستر: "يقف المزارعون في طليعة مواجهة تداعيات تغير المناخ، ويكشف هذا البحث عن تأثير ذلك فيهم وفي أعمالهم".
وأضاف "بدءًا من فقدان المحاصيل والماشية وصولًا إلى تآكل التربة، يكافح المزارعون هذه الآثار على أكثر من جبهة؛ حيث تؤثر موجات الحر والجفاف المتكررة وأوقات الأمطار الغزيرة سلبًا في ثقة المزارعين".
وتابع "بعيدًا عن المزارعين؛ فإن حجم هذه التأثيرات المناخية يُثير تساؤلات بشأن الأمن الغذائي للمملكة المتحدة في مواجهة الطقس القاسي الناجم عن تغير المناخ".
وأردف: "نحن بحاجة إلى أخذ هذه المخاطر على محمل الجد، مع تقديم المزيد من الدعم للزراعة للتكيف وبناء القدرة على الصمود، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات أكثر إلحاحًا لمساعدة المزارعين على تقليل انبعاثاتهم".
خسائر المزارعين بسبب تداعيات تغير المناخ
يأتي هذا البحث بعد مدة وجيزة من تأكيد خسارة مليار جنيه إسترليني (1.37 مليار دولار) للمزارعين بعد شتاء العام الماضي الممطر الشديد غير المسبوق الذي أدى إلى أحد أسوأ المحاصيل منذ عقود وتزايد المخاوف بشأن هذا الحصاد بعد أن كان الربيع الأكثر دفئًا وجفافًا على الإطلاق.
واستجابةً لهذه التأثيرات، غيّر أكثر من ثلثي المزارعين طريقة زراعتهم؛ بما في ذلك محاصيلهم من خلال الانضمام إلى خطة بيئية والاستثمار في التنويع.
ويشعر أكثر من 30% "بقلق بالغ" بشأن قدرتهم على كسب لقمة العيش من المزرعة في المستقبل بسبب تداعيات تغير المناخ، في حين يشعر 50% بالقلق إلى حد ما، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعند سؤالهم عن قدرة الجيل المقبل على كسب لقمة العيش، ارتفعت نسبة القلق الشديد إلى 2 من كل 5؛ ما ترك أكثر من 4 أخماس قلقين بشأن تأثير تغير المناخ في قدرة الجيل المقبل على الزراعة؛ ما زاد من المخاوف بشأن مستقبل الزراعة بعد موازنة العام الماضي.

وقال أنتوني كوروين، وهو مزارع من كينت: "تزداد صعوبة الزراعة بشكل متزايد بالنظر إلى الآثار التي نشهدها الآن مع تغير المناخ. لقد انتقلنا من الجفاف إلى فيضانات هائلة ثم عدنا إلى الجفاف في غضون بضع سنوات فقط.
وأوضح "أنه أمر مدمر، ويخشى الكثير منا في مجال الزراعة الآن على مستقبل مستدام".
وأضاف "ما نحتاج إليه بشدة الآن من الحكومة هو بعض الاستقرار ودعم أفضل لمساعدتنا على الصمود في وجه هذه التأثيرات".
وأردف "إذا أردنا الحفاظ على مصدر قوي من الغذاء المزروع محليًا؛ فعلينا زيادة الاستثمار في التربة والمياه والحياة البرية التي تبني هذه المرونة وتعزز أساسيات أمننا الغذائي؛ وفي عصرٍ يُلحق بنا فيه المناخ ضررًا بالغًا، نحتاج إلى دعم الحكومة، لا أن تُفاقم حالة الضبابية".
ووجد البحث الذي أُجري لصالح وحدة استطلاعات الطاقة والمناخ "إنرجي آند كلايمت إنتليجنس يونيت" أن المزارعين مستعدون ومنفتحون على التغيير، لكنهم بحاجة إلى دعم أفضل.
وعند سؤالهم عما إذا كانت معالجة خطر تغير المناخ أولوية، حتى لو استلزم ذلك تغيير المحاصيل وطريقة زراعتها في المملكة المتحدة ونوع الطعام الذي يتناولونه، وافق أكثر من نصف المزارعين، في حين عارضها أقل من الثلث بقليل.
موضوعات متعلقة..
- لجنة تغير المناخ في المملكة المتحدة تواجه اتهامات بإصدار توقعات "غير واقعية"
- كوارث تغير المناخ تثير قلقًا متزايدًا بين سكان المملكة المتحدة
- تداعيات تغير المناخ.. مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتراجع مجددًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: إيران تورّطت في دعم ألمانيا.. وهذا ما قاد "مصدق" لتأميم النفط
- خبراء: العلاقة بين النفط والسياسة لا تنفصل.. والإستراتيجيات المرنة ضرورة لمواجهة التقلبات
- إنتاج الوقود الحيوي في العالم يرتفع 8% بقيادة 4 دول
المصدر: