هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

الهيدروجين الأخضر في أوروبا أساس خفض الانبعاثات.. لماذا تجاهلته المفوضية؟

أسماء السعداوي

سلطت منظمة عالمية الضوء على أهمية الهيدروجين الأخضر في أوروبا نحو تحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات الجديدة التي أقرّتها المفوضية الأوروبية قبل أيام.

إذ تقترح المفوضية تسريع وتيرة خفض الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي إلى 90% مقارنة بمستويات عام 1990، وذلك بحلول عام 2040، ارتفاعًا من 55% بحلول عام 2030، بحسب آخر تحديثات قطاع الهيدروجين العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقالت منظمة الهيدروجين الأخضر العالمية (GH2) التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها، إن الهدف الجديد لن يتحقق دون دعم إنتاج الهيدروجين الأخضر واستعماله، رغم التحديات التي يواجهها القطاع بسبب ارتفاع الأسعار والتكاليف وانخفاض الطلب من بين أخرى.

وبالفعل، تقول المفوضية الأوروبية، إن إنتاج الهيدروجين الأخضر واستهلاكه يسير بوتيرة أبطأ من المتوقع، كما أنه ما زال غير قادر على منافسة مصادر الوقود الأحفوري التقليدية الملوثة.

قطاع الهيدروجين الأخضر في أوروبا

لتسريع نشر الهيدروجين الأخضر في أوروبا، أوصت منظمة الهيدروجين الأخضر العالمية بتحفيز الطلب والإنتاج من خلال الخطوات التالية:

أولًا: وضع قوانين على المستوى الوطني لجعل أهداف نشر الهيدروجين الأخضر مُلزمة قانونًا، وتوقيع عقوبات على عدم الامتثال لها.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، ينص توجيه الطاقة المتجددة الصادر عن المفوضية الأوروبية على أن يشكّل الهيدروجين الأخضر 1% على الأقل من وقود النقل و42% على الأقل من كل الهيدروجين المستعمل على النطاق الصناعي، لترتفع النسبة إلى 60% بحلول عام 2035.

كما يستهدف الاتحاد الأوروبي إنتاج 10 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، فضلًا عن استيراد الكمية نفسها بحلول عام 2030.

ثانيًا: تقليل استعمال الهيدروجين الأزرق لصالح زيادة الهيدروجين الأخضر في أوروبا، منتقدةً مشروع قانون تعمل عليه المفوضية الأوروبية بشأن حجم انبعاثات الهيدروجين منخفض الكربون.

إذ تقول المنظمة غير الربحية، إن مشروع القانون لا يسمح سوى للهيدروجين الأزرق المُنتج من الغاز الطبيعي بالقيام بدوره في مسيرة إزالة الكربون داخل الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، يتطلب هدف خفض الانبعاثات 90% بحلول عام 2040 تشديد اللوائح ذات الصلة، وليس زيادة دور الهيدروجين منخفض الكربون المنتج من مصادر أحفورية.

مشروع هيدروجين أخضر
مشروع هيدروجين أخضر- الصورة من موقع شركة إيبردرولا الإسبانية

وتنص القواعد المقترحة على إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون -ومنه الأزرق- مع خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 70%، بالمقارنة بالهيدروجين الرمادي.

وإذ لا توجد منهجية دقيقة لحساب طريقة خفض تلك الانبعاثات، تحذّر المنظمة من أن يؤدي دعم الهيدروجين الأزرق إلى زيادة استعمال الوقود الأحفوري على العكس من مستهدفات 2040 بالتخارج التدريجي من تلك المصادر الملوثة.

ثالثًا: زيادة تمويلات الهيدروجين الأخضر في أوروبا من خلال بنك الهيدروجين الأوروبي ومبادرات مثل "اتش تو غلوبال" (H2Global) لتعزيز المنافسة في مواجهة إعانات الوقود الأحفوري التي تصل إلى تريليونات الدولارات.

ويوضح الإنفوغرافيك أدناه –أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:

إنفوغرافيك عن أنواع الهيدروجين

صناعة الهيدروجين في أوروبا

انتقد مراقبون لصناعة الهيدروجين في أوروبا إغفال المفوضية لدور الوقود النظيف في تحقيق هدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة 90% بحلول عام 2040، قبل تحقيق الحياد الكربوني في 2050.

كما اتهموا إستراتيجية تحول الطاقة في أوروبا بالتناقض، لأن صنّاع السياسات يعترفون بدور الهيدروجين بوصفه ركيزة لإزالة الكربون من القطاعات صعبة الكهربة مثل النقل والصناعة، لكنهم أسقطوا ذكره عمدًا في إستراتيجية خفض الانبعاثات الأحدث الصادرة في 2 يوليو/تموز الجاري (2025).

وبهذا المعنى، تقول رئيسة الشؤون القانونية في شركة "إلكتريك هيدروجين" (Electric Hydrogen) بيث دين، إن الأهم من وضع أهداف طموحة هو طريقة تنفيذها، مضيفةً أن الصناعة ليست بحاجة إلى مستهدفات جديدة، بل تحفيف الأهداف الموضوعة.

وعلى نحو خاص، انتقدت عدم حل مشكلات مرتبطة بتنفيذ أهداف عام 2030، لا سيما تفويضات خاصة بالهيدرجين المتجدد من أصل غير بيولوجي (RFNBO).

ينضم إليها الرئيس التنفيذي لرابطة هيدروجين يوروب (Hydrogen Europe) جورجو شاتزيماركاكيس، الذي حذَّر من أن تُلقي المزايدات السياسية بظلالها على الوضوح التنظيمي ودعم مرافق البنية الأساسية للهيدروجين.

يُشار هنا إلى أن شركة استشارات الطاقة ويستوود غلوبال إنرجي (Westwood Global Energy) لا تتوقع تحقيق أهداف الهيدروجين بحلول عام 2030 بسبب التحديات المرتبطة بالسياسات والتمويل والطلب.

إذ لن تصل سوى أقل من خُمس (17%) مشروعات الهيدروجين في الاتحاد الأوروبي إلى مرحلة الإنتاج بحلول عام 2030، بما يعني أن 83% من تلك المشروعات لن تُبصر النور بحلول هذا الموعد.

يُضاف إلى ذلك أن 23 مشروعًا بقدرة إجمالية 29.2 غيغاواط توقفت أو أُلغيت بحلول نهاية العام الماضي (2024)، نتيجة للتأخيرات التنظيمية، وارتفاع التكاليف، وضعف الطلب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. الهيدروجين الأخضر في أوروبا أساس لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات، من منظمة الهيدروجين الأخضر
  2. مخاوف بشأن مصداقية إستراتيجية الانبعاثات بسبب الهيدروجين، من منصة "فيول سيل وركس"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق