السيارات الكهربائية الصينية تتسابق لزيادة حصتها السوقية في تايلاند (تقرير)
نوار صبح

- شركة "نيتا" قالت إنها لا تستطيع إنتاج العدد المطلوب من السيارات محليًا
- الشركة الأم لنيتا دخلت في إجراءات إعلان إفلاس بالصين خلال الشهر الماضي
- "بي واي دي" حلّت محل تيسلا لتصبح أكبر شركة مصنعة للسيارات الكهربائية في العالم
- سوق السيارات المحلية في تايلاند أصبحت أكثر تنافسية في ظل تباطؤ الاقتصاد
تتسابق السيارات الكهربائية الصينية لزيادة حصتها السوقية في مملكة تايلاند المجاورة، التي تُعد أكبر أسواقها في آسيا.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تكافح الشركات الصغيرة لمنافسة شركة "بي واي دي" الصينية (BYD) المهيمنة، ما يعرّض خطط الإنتاج المحلي الطموحة للخطر.
من ناحيتها تُعدّ "نيتا" (Neta)، وهي من أوائل العلامات التجارية الصينية للسيارات الكهربائية التي دخلت تايلاند في عام 2022، مثالًا على شركة صناعة سيارات متعثرة تجد صعوبة في تلبية متطلبات برنامج حوافز حكومي صارم يهدف إلى تعزيز إنتاج السيارات الكهربائية في تايلاند.
وبموجب هذا البرنامج، تُعفى شركات صناعة السيارات من رسوم الاستيراد، لكنها مُلزمة بمواءمة أحجام الواردات مع الإنتاج المحلي في عام 2024.
تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية
نظرًا إلى تباطؤ المبيعات وتشديد شروط الائتمان، طلبت شركات صناعة السيارات من الحكومة تعديل البرنامج، وتم ترحيل العجز في الإنتاج لعام 2024 إلى هذا العام.
وأكد مسؤول إدارة الضرائب في تايلاند، بانوبونغ سريكيت، أن "شركة (نيتا) قالت إنها لا تستطيع إنتاج العدد المطلوب من السيارات محليًا".
وأشار إلى أن الحكومة حجبت بعض المدفوعات لشركة صناعة السيارات الكهربائية، وتلقت شكوى رفعها الشهر الماضي 18 وكيلًا لشركة "نيتا" في تايلاند سعيًا لاسترداد أكثر من 200 مليون بات تايلاندي (6.17 مليون دولار) من الديون المزعومة غير المسددة.
وتضمّنت الشكوى تفاصيل المدفوعات المتأخرة من "نيتا" والمتعلقة بالدعم الموعود لبناء صالات العرض وخدمة ما بعد البيع.
من ناحيته، قال صاحب وكالة "نيتا"، سارافوت خونبيتيلوك: "توقفتُ عن طلب المزيد من السيارات في سبتمبر/أيلول الماضي، لأنني شعرتُ بوجود خلل ما، وأنني أرفع دعوى قضائية ضدهم حاليًا".
ووفقًا لوسائل إعلام رسمية، دخلت شركة "تشجيانغ هوزون نيو إنرجي أوتوموبيل" (Zhejiang Hozon New Energy Automobile)، الشركة الأم لنيتا، في إجراءات إعلان إفلاس في الصين خلال الشهر الماضي.

تراجع حصة "نيتا" في سوق تايلاند
بلغت حصة "نيتا" في سوق السيارات الكهربائية في تايلاند ذروتها عند نحو 12% من مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2023، عندما كانت الصناعة تشهد نموًا، وفقًا لبيانات شركة كاونتربوينت ريسيرتش، في حين بلغت حصة "بي واي دي" (BYD) 49% في ذلك العام.
وفي تايلاند، التي تُعد مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير السيارات، تهيمن العلامات التجارية الصينية على سوق السيارات الكهربائية بحصة إجمالية تزيد على 70%.
وتضاعف عدد العلامات التجارية الصينية للسيارات الكهربائية في العام الماضي، ليصل إلى 18 علامة، ما وضع ضغوطًا على تلك التي تفتقر إلى نطاق "بي واي دي"، التي حلّت محل شركة تيسلا الأميركية (Tesla)، لتصبح أكبر شركة مصنعة للسيارات الكهربائية في العالم.
في الأشهر الـ5 الأولى من هذا العام، انخفض تسجيل سيارات "نيتا" الجديدة -وهو مؤشر على المبيعات- بنسبة 48.5% عن العام السابق، وانخفضت حصتها من تسجيلات السيارات الكهربائية إلى 4%، وفقًا لبيانات حكومية.
وقال محلل السيارات لدى شركة كاونتربوينت ريسيرش، أبيك موخيرجي: "يعكس تراجع مبيعات (نيتا) في تايلاند هشاشة العلامات التجارية الصينية للسيارات الكهربائية من الدرجة الثانية محليًا ودوليًا".
وأضاف أن "المنافسة الشديدة في الأسعار ومزايا الحجم التي تتمتع بها الشركات المهيمنة جعلت بقاء الشركات الصغيرة أمرًا صعبًا، لا سيما في أسواق التصدير، حيث الهوامش ضئيلة، والدعم القوي لما بعد البيع ضروري".
تجدر الإشارة إلى أنه في تايلاند، أكبر سوق دولية لشركة "نيتا"، تبيع الشركة 3 طرازات، إذ يبلغ سعر أرخص طراز "نيتا" في-2 لايت 549 ألف بات (16 ألفًا و924 دولارًا) قبل الخصومات، مقارنةً بطراز دولفين الأساسي من شركة "بي واي دي"، الشركة الرائدة في السوق، الذي يبلغ سعره 569 ألفًا و900 بات.
(الدولار الأميركي = 32.4100 بات تايلاندي).
ولذلك، أصبحت سوق السيارات المحلية في تايلاند أكثر تنافسية في ظل تباطؤ الاقتصاد.
وقال مساعد المدير العام لشركة "كي ريسرتش" KResearch، التابعة لبنك كاسيكورنبانك التايلاندي، روجيبون أساروت: "خفّضت بعض العلامات التجارية الصينية أسعارها بأكثر من 20%"، مشيرًا إلى أن "التسعير أصبح الإستراتيجية الرئيسة لتحفيز الشراء".
وفي الوقت نفسه، دفع فائض إنتاج السيارات الكهربائية في الصين وحرب الأسعار شركات صناعة السيارات إلى التوسع في الخارج، لكن أسواقًا مثل تايلاند تشهد حاليًا الضغوط التنافسية الشديدة نفسها، ما يُعرّض الشركات الصغيرة لمخاطر مماثلة.
قبل 3 سنوات، كشفت تايلاند عن خطة طموحة لتحويل صناعة السيارات، التي لطالما هيمنت عليها شركات يابانية كبرى مثل تويوتا (Toyota) وهوندا (Honda)؛ وذلك لضمان أن يكون 30% على الأقل من إجمالي إنتاجها من السيارات الكهربائية بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- أسهم شركات السيارات الكهربائية الصينية تصعد بدعم من إجراءات حكومية
- سر الارتفاع "الوهمي" لمبيعات السيارات الصينية.. الأسباب والتداعيات
- خريطة إنتاج السيارات الكهربائية في العالم.. الصين تستحوذ على 70%
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات كهرباء في يونيو 2025.. العراق وسوريا بالمقدمة (تقرير)
- واردات النفط الأميركية من 4 دول عربية تتجاوز 16 مليون برميل
- أنس الحجي: إيران تورّطت في دعم ألمانيا.. وهذا ما قاد "مصدق" لتأميم النفط
المصدر: