رئيسيةأخبار النفطنفط

تقنيات جديدة لزيادة إنتاج النفط من الآبار القائمة في إندونيسيا

دينا قدري

تبذل العديد من دول العالم مساعي حثيثة لزيادة إنتاج النفط، في ظل البحث المستمر عن إمدادات موثوقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، للاستغناء عن الواردات باهظة الثمن والمتقلبة أحيانًا.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أصدرت إندونيسيا لائحة جديدة لجذب استثمارات من مزودي تقنيات التنقيب عن النفط، سعيًا منها لتعزيز إنتاج الآبار القائمة.

وصرّح نائب وزير الطاقة، يوليوت تانجونغ، بأن هذه السياسة تهدف بشكل رئيس إلى إعادة تنشيط الآبار المعطلة، في إطار الجهود المبذولة لرفع إنتاج النفط إلى مليون برميل يوميًا بحلول عامي 2029 و2030، من أقل من 600 ألف برميل يوميًا حاليًا.

بعد أن كانت إندونيسيا مُصدّرًا صافيًا للنفط والغاز، شهد إنتاجها خلال العقد الماضي انخفاضًا مطردًا؛ بسبب تقادم الآبار ونقص الاستثمارات الجديدة.

تعزيز إنتاج النفط في إندونيسيا

يسعى الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة تحت قيادته، وقد صرّح وزير الطاقة بهليل لاهاداليا، سابقًا بأن إعادة تنشيط الآبار المعطلة قد تزيد إنتاج النفط بنحو 200 ألف برميل يوميًا.

وبموجب السياسة الجديدة، سيُسمح لمشغلي حقول النفط والغاز بالشراكة مع مزودي التقنيات لزيادة الإنتاج من الآبار أو الحقول القديمة أو المعطلة، والتي غالبًا ما يُقلل المشغلون من تركيزهم عليها مُفضلين الآبار الأحدث والأكثر اقتصادية.

وقال نائب وزير الطاقة، يوليوت تانجونغ: "يحتاج العديد من هؤلاء المشغلين إلى شراكات مع موردين يمتلكون أحدث التقنيات".

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، حدّدت الحكومة نحو 2500 بئر وأكثر من 100 حقل أو منشأة، يُمكن للمشغلين فتحها للشراكة مع هؤلاء الموردين.

وفي الوقت نفسه، تُعِدّ الحكومة 74 حقلًا جديدًا للنفط والغاز؛ لعرضها على الشركات في العام المقبل (2026) لزيادة الإنتاج على المدى الطويل، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

جولة مناقصات حقول النفط والغاز

في سياقٍ متصل، أعلن مسؤول في وزارة الطاقة الإندونيسية انطلاق جولة مناقصات حقول النفط والغاز، يوم الثلاثاء (20 مايو/أيار 2025)؛ إذ عرضت 3 حقول جديدة على المقاولين، في إطار جهودها لزيادة احتياطيات الطاقة.

وصرّح المسؤول في الوزارة تري وينارنو، بأن وزارة الطاقة والثروة المعدنية عرضت حقل غاغا للنفط والغاز، الواقع في مقاطعة جنوب سومطرة البرية، بموارد تُقدّر بـ173 مليون برميل من النفط، أو 1.1 تريليون قدم مكعّبة من الغاز.

وأضاف وينارنو أن الوزارة عرضت أيضًا حقل بيركاسا، الواقع على البر والبحر في مقاطعة جاوة الشرقية، للمشاركين في مؤتمر رابطة النفط الإندونيسية.

إنتاج النفط والغاز
إحدى منصات إنتاج النفط والغاز - الصورة من منصة "إنرجي نيوز"

وأوضح أن حقل بيركاسا يحتوي على ما يُقدّر بـ228 مليون برميل من موارد النفط، أو 1.3 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وعرضت الحكومة مباشرةً على شركة الطاقة الحكومية "برتامينا" (Pertamina) حقل غاز "لافندر"، الذي يقع في جنوب سولاويزي بريًا وبحريًا، وتُقدّر موارده الغازية بنحو 10 تريليونات قدم مكعّبة.

وأكد تري أن الحكومة ستوفر لهذه الحقول تسهيلات مالية جاذبة، وخطط تعاقد مرنة، وحوافز أخرى لتوفير "بيئة أكثر ملاءمة للاستثمار في النفط والغاز".

وفي المناسبة نفسها، أعلنت الوزارة أن شركة "هواتونغ سيرفيسز إندونيسيا" (Huatong Services Indonesia) فازت بحقل "إير كوميرينغ" في جنوب سومطرة من جولة المناقصات السابقة.

مشروع المعادن الحيوية مع أميركا

في سياقٍ آخر، صرّح وزير الاقتصاد الإندونيسي أيرلانغا هارتارتو، يوم الإثنين (30 يونيو/حزيران 2025)، بأن إندونيسيا عرضت على الولايات المتحدة فرصة الاستثمار المشترك في مشروع للمعادن الحيوية، جزءًا من مفاوضات التعريفات الجمركية مع واشنطن.

وأضاف الوزير هارتارتو أن صندوق الثروة السيادي الإندونيسي "دانانتارا إندونيسيا" سيشارك في المشروع المقترح المتعلق ببطاريات السيارات الكهربائية وقطاع المعادن الحيوية.

وقال هارتارتو: "الاستثمار مخصص لمشروعات المعادن الحيوية في المناطق الصناعية القديمة في إندونيسيا.. نحن نعرض ذلك بوضوح على الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن المشروعات تتضمّن توسيع العمليات القائمة بدلًا من البدء من الصفر.

ومع ذلك، رفض هارتارتو الكشف عن هوية المشروعات بسبب سرية الاتفاقيات؛ قائلًا: "لقد قدمناها لهم.. وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، يُعد هذا العرض مُقنعًا للغاية".

وأوضح هارتارتو أن المقترح سيُعزّز احتياطيات البلاد الهائلة من النيكل، وسيُوسّع طاقة إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.

ويستند عرض الاستثمار المشترك إلى التزامات سابقة قطعتها جاكرتا على نفسها تجاه واشنطن، بما في ذلك زيادة وارداتها من الأغذية والوقود المصنوع في الولايات المتحدة، وتخفيف قيود الاستيراد، والسعي إلى الاستثمار الخارجي في الولايات المتحدة لتحقيق التوازن في التجارة الثنائية وتهدئة البيت الأبيض، وسط تهديدات بفرض تعريفات جمركية "متبادلة" باهظة.

يُذكر أن إندونيسيا تُعدّ أكبر مُنتج في العالم، وتمتلك أكبر احتياطيات مُقدّرة من النيكل، وهو مادة أساسية في معظم البطاريات المُستعملة في السيارات الكهربائية، مثل تلك التي تُصنّعها شركة صناعة السيارات الأميركية تيسلا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تقنيات جديدة لزيادة إنتاج النفط في إندونيسيا، من وكالة رويترز.
  2. جولة مناقصات لـ3 حقول نفط وغاز، من وكالة رويترز.
  3. مشروع مشترك مع الولايات المتحدة في قطاع المعادن الحيوية، من منصة "ذا ستار".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق