
أثار قرار بدء إجراءات إفلاس مصفاة تكرير بريطانية القلق، خاصة أنها ثاني التحديات التي تواجه إمدادات الوقود خلال أسابيع قليلة.
وبدأت خطوات إعلان إفلاس مصفاة "ليندسي" التي تديرها شركة "براكس"، وسط انتقادات من وزير الطاقة مايكل شانكس لما سيؤول إليه وضع عمّالها، مطالبًا بالتحقيق في الملابسات.
وكانت ملكية المصفاة تعود في الأصل لشركة توتال إنرجي الفرنسية، لكنها انتقلت إلى "براكس" بعد عملية شراء جرت قبل 4 سنوات فقط، حسب قاعدة بيانات مصافي التكرير العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وتطمح حكومة حزب العمال برئاسة كير ستارمر إلى التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، وخفض استهلاك الوقود الأحفوري، واتخذت في سبيل ذلك خطوات عدّة، من بينها تضييق الخناق على منتجي بحر الشمال.
مصفاة ليندسي
يُعرِّض إفلاس مصفاة ليندسي 420 عاملًا لخطر فقدان وظائفهم، خاصة أن شركة "براكس" المشغّلة لم تعلن مصيرهم بعد إجراءات التصفية.
وحتى الآن، ما يزال عاملو المصفاة يتقاضون رواتبهم ويمارسون مهامهم وفق المعتاد، بحسب ما نقلته رويترز.
وقال وزير الطاقة، مايكل شانكس، إن عمّال المصفاة تضرروا من قرار الإفلاس في ظل المشكلات الممتدة مع شركة براكس، مشيرًا إلى مساعٍ للتحقيق في رؤية مديري الشركة وأسباب الاتجاه للإفلاس.

أمّا بشأن الإمدادات، فقد يعمّق إفلاس المصفاة من أزمة الطاقة البريطانية، خاصة أن هذه المتغيرات جاءت بعد أسابيع قليلة من توقُّف عمليات التكرير في مصفاة غرانغماوث أيضًا.
ويبدو أن الأداء المالي للمصفاة تحديدًا أربك حسابات مجموعة براكس، خاصة أن أصولًا أخرى للشركة (مثل حقول وآبار منتجة، ومحطات وقود) تواصل عملها.
كما أن أرباح المجموعة سجلت ما قبل الفوائد والضرائب والإهلاك 120.4 مليون دولار العام الماضي 2024، مقابل تراجع في نسبة الدين.
أزمة وقود محتملة
تُقدَّر الطاقة الإنتاجية للمصفاة بنحو 113 ألف برميل يوميًا، ما يفسّر مخاوف نقص إمدادات الوقود، التي قد تضطر بريطانيا إلى زيادة الواردات.
ويعدّ هذا الإنتاج مشمولًا ضمن إجراءات الإفلاس والتصفية، بالإضافة لأصول أخرى تابعة لمجموعة "براكس"، من بينها: شركة براكس لإدارة مرافق التخزين، وبراكس لمحطات كيلينغهوم.
واللافت للنظر أن مصفاة ليندسي -التي اشترتها "براكس" من شركة توتال إنرجي الفرنسية مقابل 168 مليون دولارًا عام 2021- كانت إحدى 6 مصافٍ ما تزال تعمل في بريطانيا، حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وفاقمت تصريحات ممثلة شركة "تينيو" المسؤولة بشكل مشترك عن عملية التصفية "كلير بوردمان" من المخاوف، إذ لفتت إلى أن هناك اتجاهًا لدراسة الخيارات المتاحة بالنسبة للأصول غير المشمولة في عملية تصفية مصفاة ليندسي.
وتشمل هذه الإجراءات: بيع أصول تابعة لشركة براكس في قطاع المنبع، سواء في بريطانيا أو أوروبا، ومن بينها حقل "لانكاستر" في بحر الشمال الذي سجل إنتاجه 6.300 برميل يوميًا العام الماضي.
وبالإضافة لذلك، تشمل دراسة أصول الشركة 250 محطة وقود، في: بريطانيا وألمانيا والنمسا وسويسرا والدنمارك.
وصدر أمر تصفية مصفاة التكرير والشركات الأخرى التابعة لمجموعة "براكس"، اليوم الإثنين 30 يونيو/حزيران 2025، بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية.
موضوعات متعلقة..
- تدشين أول فرن يعمل بالهيدروجين لمصفاة تكرير في بريطانيا
- بريطانيا تحاصر انبعاثات النفط والغاز في بحر الشمال بقيود جديدة
- سوق مصافي التكرير العالمية قد تتجاوز 3.7 تريليون دولار بحلول 2032
اقرأ أيضًا..
- إمكانات الطاقة الشمسية في أفريقيا تُقدر بـ482 تيراواط.. وهذه أكبر 10 دول
- البرنامج النووي الإيراني.. أبرز خطوات أميركا لمنع طهران من تخصيب اليورانيوم (مقال)
- انفجار بناقلة نفط تحمل مليون برميل قبالة سواحل ليبيا
المصادر..
- مصير 420 عاملًا وموارد الوقود بعد إفلاس مصفاة تكرير بريطانية، من رويترز
- قرار الإفلاس وخطوات التصفية، من موقع الحكومة البريطانية