كهرباءأخبار الكهرباءسلايدر الرئيسية

تصديقًا لتوقعات "الطاقة".. شبكة الكهرباء في العراق تفقد 15% من سعتها

نتيجة الحرب الإيرانية-الإسرائيلية

محمد عبد السند

وقعت شبكة الكهرباء في العراق فريسةً للحرب الإيرانية الإسرائيلية التي اندلعت في الآونة الأخيرة؛ ما فاقم أوضاع منظومة الطاقة في البلد العربي، وفق تقرير حديث اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وأثرت التصعيدات العسكرية بين إيران وإسرائيل سلبًا في إمدادات الغاز الإيرانية الواصلة إلى العراق، التي انخفضت بمعدل النصف اليوم الثلاثاء 1 يوليو/تموز (2025)؛ ما انعكس بدوره على سعة توليد الكهرباء في محطات الكهرباء العاملة بالغاز في العراق.

ويأتي التقرير المنشور على شبكة بلومبرغ تصديقًا لتصريحات حصرية كان لمنصة الطاقة المتخصصة السبق في نشرها في 21 يونيو/حزيران الفائت، والتي أدرِج فيها العراق بين 3 دول عربية –بجانب مصر والأردن- هي الأكثر تضررًا جراء الحرب الإيرانية الإسرائيلية.

وأصبح العراق معتادًا على مسألة نقص الإمدادات، واعتاد على تغطية الفجوة بين الاستهلاك وحجم الطلب على الكهرباء من خلال القطع المنهج للكهرباء.

سعة الشبكة المفقودة

فقدت شبكة الكهرباء في العراق أكثر من 15% من سعة التوليد الخاصة بها بعدما انخفضت إمدادات الغاز الأتية إليها من جارتها إيران، بمعدل النصف اليوم الثلاثاء 1 يوليو/تموز (2025)؛ ما يسلط الضوء على مخاطر أمن الطاقة التي يتعرض لها البلد العربي على الرغم من ثرواته النفطية.

وتلامس إمدادات الغاز الإيراني 25 مليون متر مكعب يوميًا، أي أقل من الكمية المنصوص عليها بموجب اتفاقية ثنائية، وتبلغ 55 مليون متر مكعب، بحسب ما ورد في بيان صادر عن وزارة الكهرباء العراقية.

وتسببت كمية الغاز المفقودة في غلق بعض محطات الكهرباء العاملة بالغاز في العراق، وخسارة سعة توليد كهرباء تقدر بنحو 3800 ميغاواط، وفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعزى مدير عام وزارة الكهرباء العراقية سعد فريح تراجع إمدادات الغاز إلى الطلب المحلي المرتفع المقترن بأعمال الصيانة الجارية حاليًا في إيران.

وأضاف النقص في إمدادات الغاز في العراق ضغوطًا على شبكة الكهرباء الهشة في الأصل، في وقت يتزايد فيه الطلب المحلي في موسم الصيف.

وأكدت وزارة الكهرباء العراقية أنها تنسق مع وزارة النفط من أجل تأمين الديزل لاستعماله في حالات الطوارئ.

صورة تعبيرية للربط الكهربائي بين العراق وإيران

خفض إمدادات الغاز الإيرانية

لا يمتلك العراق، وهو ثاني أكبر بلد منتِج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، كمياتٍ كافيةً من الغاز لتشغيل محطات الكهرباء العاملة بالغاز لديه؛ ما جعله يعاني انقطاعات الكهرباء في كل موسم صيف حينما يلامس الطلب ذروته.

وفي معرض استجابتها للأزمة، تحاول الحكومة العراقية جاهدةً خفض كميات حرق الغاز المهدرة من حقولها، وتتطلع إلى شراء الغاز الطبيعي المسال بوصفه خيارًا متاحًا لسد النقص في إمدادات الغاز الآتية من إيران.

ويحصل العراق على الغاز الطبيعي الإيراني من خطي أنابيب، غير أن التدفقات الواصلة إليه قد تعطلت مرات عدة خلال السنوات الأخيرة.

وفي عام 2023، خفضت إيران إمداداتها من الغاز الواصلة إلى العراق إلى النصف بسبب عدم سداد بغداد الفواتير المستحقة عليها؛ وهو ما أرجعته حكومة البلد العربي إلى العقوبات الأميركية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووية المثير للجدل.

مستشار منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي ومدير المنصة عبد الرحمن صلاح

توقع "الطاقة" يتحقق

سبقت منصة الطاقة المتخصصة المنابر الإعلامية والصحفية في الحديث عن الدول الأكثر تأثرًا بأزمات انقطاع الكهرباء جراء التصعيدات العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل.

وقال مدير تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبدالرحمن صلاح إن شبكة الكهرباء في العراق ومصر والأردن هي الأكثر تأثرًا جراء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، في الدول العربية.

وجاءت تصريحات صلاح خلال مشاركته في حلقة سابقة نُشِرت في وقت لاحق من شهر يونيو/حزيران المنصرم من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدمها مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، على مساحات منصة "إكس" بعنوان: "الحرب على إيران وآثارها في أسواق النفط والغاز".

واستطرد صلاح في حديثه عن أزمة شبكة الكهرباء في العراق، قائلاً إنها كانت الأقل حدة من بين الدول العربية الـ3 المذكورة، جراء الحرب الإيرانية الإسرائيلية، لا سيما وأن بغداد تستورد الغاز الإيراني لكن بكميات قليلة للغاية.

وقال: "كميات الغاز قبل اندلاع الحرب كانت في حدود 20 مليون متر مكعب يوميًا، كما يستورد العراق الكهرباء من إيران، وخط الربط المشترك بين البلدين تقريبًا في حدود 1000 ميغاواط، لكن الفعلي قبل الحرب كان يتراوح بين 700 إلى 800 ميغاواط يوميًا".

يُشار إلى أنه في أعقاب اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية في 13 يونيو/حزيران المنصرم، وتحديدًا بعد 72 ساعة، قالت مصادر لـ"الطاقة" في العراق إن ضخ الغاز الإيراني تراجع إلى ما بين 7 و8 ملايين متر مكعب يوميًا، وتوقعت -مع استمرار الحرب- توقف الضخ نهائيًا عن العراق.

وأضاف صلاح أن تلك التوقعات استندت إلى إدراك حاجة إيران لكل الغاز، لا سيما مع انخفاض الإنتاج بسبب الظروف الراهنة، ووجود أزمة وقود فعلية في العديد من المحافظات الإيرانية.

وتابع: "ومن ثم، من المنطقي أن تتوقف -أيضًا- إمدادات الكهرباء للعراق، التي ما زالت حتى الآن في حدود 700 ميغاواط، ولكن توقعاتنا أنها ستنخفض إلى دون 300 ميغاواط خلال أيام".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.سعة شبكة الكهرباء في العراق تتأثر جراء الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
2.تحليلات منصة الطاقة المتخصصة لأزمات الكهرباء في العراق جراء التصعيد الإيراني الإسرائيلي.

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق