اليورانيوم الإيراني المُخصب يستفيد من الضربات الأميركية.. كيف ذلك؟
بعثرة الخامات
حياة حسين

يبدو أن اليورانيوم الإيراني المُخصب استفاد من الضربات الأميركية الأخيرة بشكل غير متوَّقع؛ رغم ما أحدثته تلك الضربات من أضرار بالغة في برنامج طهران النووي.
ووفق أكثر من 10 مسؤولين حاليين وسابقين، عملوا في الوكالة، فإن الضربات الأميركية على المواقع النووية، قد تكون دمرّت خيوط تتبُّع برنامج طهران، وبذلك تكون قد شكّلت غطاءً للتمويه يسهم في تشتيت مجهودات الوكالة الدولية للطاقة الذرّية.
يبدو اليورانيوم الإيراني المُخصب على غطاء للتمويه وتشتيت مجهودات الوكالة الدولية للطاقة الذرّية؛ بفضل الضربات الأميركية على المواقع النووية، التي قد تكون دمرّت خيوط تتبُّع برنامج طهران، وفق أكثر من 10 مسؤولين حاليين وسابقين، عملوا في الوكالة.
وقبل إنهاء حرب الأيام الـ12 بين إسرائيل وإيران، التي بدأت مع اغتيال تل أبيب عشرات من قيادات الجيش العليا وعلماء نوويين في 13 يونيو/حزيران 2025، وجّهت أميركا ضربات لـ3 مواقع نووية إيرانية، وليُعلن الرئيس دونالد ترمب في اليوم التالي توقُّف الحرب في المنطقة.
غير أن ما أكده ترمب هو تدمير اليورانيوم الإيراني المخصب، وتعطيل جهود تخصيب اليورانيوم لإنتاج قنابل نووية لسنوات طويلة، رغم نشر تقارير متعددة تفيد غير ذلك.
وتأتي رؤية علماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتكشف جانبًا آخر من أزمة الضربة الأميركية لمواقع طهران النووية الثلاثة، لتؤكد أن الأمر ليس إيجابيًا، بل انقلب الحال إلى الأسوأ، حيث أضعف قدرات تتبُّع آثار اليورانيوم الإيراني، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
البحث عن اليورانيوم الإيراني المُخصب أصبح أكثر تعقيدًا
قال كبير المفتشين السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي عمل في المدة بين 2005 و2010، أولي هينونن، إن البحث على اليورانيوم الإيراني المخصب بات أكثر تعقيدًا، خاصة أن الوكالة مضطرة حاليًا إلى استعادة الخامات من المنشآت المُهدّمة، إضافة إلى الأدلة الجنائية والبيئية، وهو ما يستغرق وقتًا طويلًا.
وأضاف هينونن -الذي عمل في إيران خلال وجوده في الوكالة، ويعمل حاليًا في مركز بحوث "ستيمسون" في واشنطن-: "هناك احتمالات لضياع آثار اليورانيوم الإيراني المخصب بسبب بعثرته أو دفنه تحت الركام، أو حتى فُقِد تمامًا خلال التفجير".
وتبلغ كمية اليورانيوم الإيراني المُخصب بنسبة تتجاوز 60% نقاء، والقريبة من معدل التخصيب اللازم لإنتاج أسلحة نووية، وهي 90%، نحو 400 كيلوغرام، وإذا خُصِّبَت لهذه النسبة، فهي صالحة لإنتاج نحو 9 أسلحة نووية، وفق الوكالة. وإذا تُركت كمية ضئيلة من هذا اليورانيوم، حتى إذا كانت كسورًا، دون حساب، فهي ستُشعل مخاوف الدول الغربية التي تعتقد أن إيران على أعتاب إنتاج أسلحة نووية.
وهناك مؤشرات على نقل كمية من اليورانيوم الإيراني المخصب قبل توجيه الضربة الأميركية إلى المواقع الثلاثة. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إن إيران أخطرته يوم 13 يونيو/حزيران -وهو اليوم الذي بدأت إسرائيل هجومها عليها- أنها ستعمل على حماية خاماتها وأجهزتها النووية، ورغم أنه لم يُدلِ بأيّ تفاصيل تشرح الأمر، فقد أكد أنها نقلت تلك الخامات والمعدّات لمواقع أخرى.

نقل الخامات والمعدات
رجّح دبلوماسي غربي منخرط في مسألة اليورانيوم الإيراني المُخصب -فضّل عدم ذكر اسمه لحساسية المسألة- أن طهران نقلت كل الخامات في موقع فوردو، وهم على الأغلب كانوا يعرفون موعد الهجمات الأميركية.
وأشار بعض الخبراء إلى أنه قبل الضربة الأميركية، شوهدت سيارات نقل عن طريق صور الأقمار الصناعية، تتحرك من موقع فوردو قبل الضربة الأميركية، ما يشير إلى نقل اليورانيوم المخصب، على الرغم من أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث صرَّح بأنه لا علم له بأيّ معلومات استخباراتية تُشير إلى أن إيران نقلته.
كما نفى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأمر نفسه، مؤكدًا أن هذه الخامات ثقيلة جدًا، ويصعب نقلها، وأنهم لم يكونوا على علم بموعد الضربة الأميركية.
ووصف دبلوماسي غربي ثانٍ مستقبلَ العلاقات بين طهران والوكالة بأنها ستكون مثل "لعبة القط والفأر".
وشرح وجهة نظره قائلًا: "سيكون تحديًا حقيقيًا في تحديد حجم مخزونات اليورانيوم.. العلاقة الطويلة بين إيران والوكالة مليئة بالمناوشات والخلافات، آخرها بسبب فشل طهران بشرح آثار اليورانيوم في مواقع غير مُعلنة".
وقبل بدء الحرب الإسرائيلية على إيران، كان للوكالة قدرة للوصول إلى مواقع اليورانيوم الإيراني المخصب، في إطار خطة التفتيش والعمل وفق معاهدة الانتشار النووي، لكن طهران ترفض حاليًا التعاون مع الوكالة.
ونفت إيران مرارًا استهداف تصنيع أسلحة نووية، لكن الوكالة تشكك في الأمر، خاصة أن إنتاج الطاقة النووية لا يتطلب نسبة تخضيب أكثر من 5% لليورانيوم.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في إيران.. حقيقة نجاة "يورانيوم" منشأة فوردو من هجمات أميركا
-
محادثات إيران النووية مع الغرب أمام مصير مجهول بسبب الحرب (تقرير)
-
إيران تبدي مرونة في التفتيش الأميركي لمواقعها النووية.. بشرط واحد
اقرأ أيضًا..
- إنتاج قطر من النفط ينتظر طفرة قياسية بحلول 2030 (تقرير)
-
أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في العالم.. السعودية تتفوق على النرويج
-
الطاقة المتجددة في تونس تخفف أعباء فاتورة الوقود.. وفورات تتجاوز 58 مليار دولار
المصادر: