توقعات إنتاج النفط في أنغولا حتى 2030.. ماذا يحدث للدولة المنسحبة من أوبك؟
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

يكافح إنتاج النفط في أنغولا للارتفاع فوق مستويات ما قبل الانسحاب من منظمة أوبك ولو قليلًا، لكن التحديات التي تواجهها البلاد أكبر من تحقيق ذلك حتى عام 2030 على الأقل.
وأظهر تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- ارتفاع إنتاج أنغولا النفطي بنسبة 1.7% أو بمقدار 20 ألف برميل يوميًا فقط، ليصل إلى 1.16 مليون برميل يوميًا في عام 2024، وهي أول بيانات سنوية بعد خروجها من منظمة أوبك.
وانسحبت أنغولا في نهاية 2023 من عضوية منظمة الدول المصدرة للنفط التي اكتسبتها منذ عام 2006، بسبب خلافات حول حصة الإنتاج الإلزامية.
ورغم أن التحرر من قيود تحالف أوبك+ كان السبب وراء انسحاب الحكومة الأنغولية من المنظمة؛ فإن توقعات الإنتاج خلال عام 2025 حتى 2030 لا تبشر بتحقيق أي نمو ملحوظ.
تحديات إنتاج النفط في أنغولا
وصل إنتاج النفط في أنغولا -شاملًا المكثفات والسوائل الغازية- إلى ذروته عند 1.87 مليون برميل يوميًا في عام 2008، ومنذ ذلك التاريخ والبلاد تكافح موجات انخفاض متتالية، بسبب مشكلات الحقول القديمة، وتهالك البنية التحتية للنفط.
وبعد خروجها من أوبك أواخر عام 2023، أدخلت البلاد تحسينات كبيرة على شروط التعاقدات لجذب الاستثمارات الأجنبية للقطاع؛ ما أدى إلى جذب شركات نفطية كبرى بالفعل منذ عام 2024؛ منها توتال إنرجي، إضافة إلى بعض الشركات الصينية والآسيوية.
واستنادًا إلى التزامات الشركات، تتوقّع وكالة الطاقة الدولية تشغيل 250 ألف برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية الجديدة في أنغولا بحلول عام 2030، وربما يلحق بها 100 ألف برميل يوميًا أخرى ما زالت تنتظر قرار الاستثمار النهائي من مستثمريها.
ورغم ذلك؛ فإن هذه الالتزامات تكاد تكون كافية فقط لتعويض انخفاضات الإنتاج في الحقول القائمة على مدار العقد؛ ما يشير إلى أن البلاد المنسحبة من أوبك ستظل تعاني للحفاظ على مستويات إنتاجها قبل الانسحاب حتى عام 2030.
وكانت طاقة إنتاج النفط في أنغولا قد ارتفعت بمقدار 180 ألف برميل يوميًا فقط خلال المدة من 2019 إلى 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويُشار إلى أن أنغولا كانت ثاني أكبر منتج للنفط الخام بين الأعضاء الأفارقة في أوبك قبل انسحابها، بل إنها تصدّرت المركز الأول في عام 2022، عندما كانت نيجيريا (المنتج الأكبر) تعاني تفاقم سرقة النفط وأعمال التخريب.
وتضم منظمة أوبك في عضويتها الحالية 6 دول أفريقية منتجة للنفط هي: نيجيريا، ليبيا، الجزائر، الكونغو، الغابون، غينيا الاستوائية على الترتيب من حيث الإنتاج.
ويوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج أكبر 5 دول أفريقية أعضاء في أوبك خلال عامي 2024 و2023:
توقعات إنتاج النفط في أنغولا
تتوقّع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إنتاج النفط في أنغولا بمقدار 100 ألف برميل يوميًا فقط حتى عام 2028، قبل أن ينخفض تدريجيًا ليعود إلى مستواه الحالي البالغ 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2030.
وعلى مستوى سنوي، سيتأرجح إنتاج النفط الأنغولي بين المستويات التالية خلال المدة من 2025 إلى 2030:
- 2025: 1.06 مليون برميل يوميًا.
- 2026: 1.09 مليون برميل يوميًا.
- 2027: 1.15 مليون برميل يوميًا.
- 2028: 1.16 مليون برميل يوميًا.
- 2029: 1.12 مليون برميل يوميًا.
- 2030: 1.10 مليون برميل يوميًا.
وكان إنتاج النفط الخام في أنغولا قد بلغ 1.38 مليون برميل يوميًا قبل انضمامها إلى أوبك عام 2006، ثم ارتفع في العامين التاليين لالتحاقها مباشرة ليصل إلى 1.66 مليونًا في 2007، و1.87 مليونًا في 2008، بحسب بيانات المنظمة.
ولم تستطِع أنغولا الحفاظ على هذه الطفرة الإنتاجية طويلًا، بسبب ضعف البنية التحتية، وانتشار الفساد، وانخفاض الاستثمارات الأجنبية؛ ما أدى إلى انحدار مستوى الإنتاج تدريجيًا منذ 2015، ليصل إلى 1.15 مليون برميل يوميًا في عام 2023.
كما تراجع إنتاجها من الخام والمكثفات والسوائل الغازية إلى 1.15 مليون برميل يوميًا في 2023؛ ما يقل بكثير عن ذروته البالغة 1.876 مليون برميل يوميًا في عام 2008، بحسب بيانات معهد الطاقة البريطاني.
ويوضح الرسم التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في أنغولا منذ عام 1965:
موضوعات متعلقة..
- أنغولا.. ماذا تعرف عن ثالث أكبر دولة منتجة للنفط الخام في أفريقيا؟
- قطاع النفط في أنغولا يستقطب شركة فيتنامية
- أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في أوبك خلال 2024
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط العراقي في مايو 2025 تنخفض 37 ألف برميل يوميًا
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع قرب مستويات قياسية
- شركة نفط تطلب إعفاء رابعًا من العقوبات الأميركية.. ما علاقة روسيا؟
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. كيف تؤثر في منشآت الطاقة الحيوية للبلدين؟ (مقال)
المصدر: