
- اكتُشفت الجزيرة قبالة السواحل البرازيلية.
- يُعود تاريخ جزيرة المعادن النادرة إلى 80 مليون سنة.
- قد تكشف الجزيرة عن أسرار جديدة بخصوص كوكب الأرض.
- تهيمن الصين على سلاسل إمدادات المعادن النادرة.
- الجزيرة قد تشعل صراعات بين الدول.
قد تعيد قصة اكتشاف جزيرة معادن نادرة كتابة تاريخ العديد من الصناعات الحيوية التي كثيرًا ما كافحت من أجل توفير إمدادات كافية من تلك العناصر المهمة التي قد تندثر دونها.
واكتُشِفت الجزيرة العتيقة قَدَرًا قبالة السواحل البرازيلية حينما كان علماء ينفذون مسوحات بالقرب من مياه نهر نيو غراندي بأميركا الشمالية، لتبوح بأسرار جديدة عن كوكب الأرض، ربما تكشف عن حضارات بشرية قديمة محتملة كانت تقطن في المنطقة.
وتسيطر الصين -وهي الدولة الوحيدة المالكة للتقنيات اللازمة لمعالجة بعض المعادن النادرة- حاليًا على 92% من الإنتاج العالمي من تلك العناصر في مرحلة المعالجة، وفق خرائط بيانات قطاع المعادن لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبناءً عليه يتزايد احتمال نشوب صراعات بين عدد من الدول؛ في مقدمتها البرازيل، التي تزعم أحقيتها في السيطرة على جزيرة المعادن النادرة المكتشَفة حديثًا.
اكتشاف الصدفة
قادت الصدفة البحتة إلى اكتشاف جزيرة ريو غراندي رايز (Rio Grande Rise) غارقة تحت المياه، وزاخرة بالمعادن الأرضية النادرة؛ ما قد يغير فهم العلماء عن ظروف تكوين كوكب الأرض.
وتوجد الجزيرة أسفل المياه القريبة من نهر ريو غراندي على بُعد نحو 750 ميلًا قبالة السواحل البرازيلية، وهي جزء من أرض استوائية أكبر، وفق باحثين.
وربما كانت "ريو غراندي رايز" المخفية عن أنظار العلماء منذ آلاف السنين، موئلًا بشريًا مزدهرًا، بل ربما كانت كذلك موطنًا لحضارة إنسانية مفقودة، وإن كانت تلك النظريات تحتاج إلى مزيدٍ من البحث والتدقيق، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
جاء الكشف عن جزيرة معادن نادرة في إطار دراسة جيولوجية شملت المنطقة؛ وعلى الرغم من أن هدف الدراسة الأساسي كان يتمثل في تقييم النظام البيئي المحلي والخصائص الجيولوجية، إلا أن العلماء فوجئوا بالعثور على أدلة تثبت وجود جزيرة أسفل سطح المياه.
ومع تكثيف أنشطتهم الاستكشافية في الجزيرة، عثر الباحثون على معادن حيوية مثل النيكل والكوبالت إلى جانب تركيزات مرتفعة من معادن نادرة في الجزيرة، التي تُعد عناصر لا غنى عنها للعديد من التقنيات الحديثة.
تكوين الجزيرة
يُعود تاريخ "ريو غراندي رايز" التي تحوي معادن نادرة إلى نحو 80 مليون سنة، وهي في الأصل عبارة عن سلسلة من الجبال البركانية التي تشكلت خلال العصر الطباشيري المتأخر.
وبمضي الوقت ونتيجة لتحرك الصفائح التكتونية ووزن الصخور البركانية، أصبح التكوين الجيولوجي في النهاية مغمورًا تحت مياه البحر.
غير أن هذا التكوين الشهير واصل إبهار العلماء، ولا سيما مع احتوائه كميات وفيرة من معادن نادرة لا تزال دول العالم تعاني لتأمين إمدادات كافية منها لدعم سلاسل الإمدادات المحلية لديها في صناعات حيوية مثل الفضاء والدفاع وصناعات التقنية، وفوق هذا وذاك، تسريع جهود تحول الطاقة.

لغز الطين الأحمر
في عام 2018، اكتشف فريق من العلماء البرازيليين والبريطانيين شيئًا مثيرًا عن الجزء الغربي من التكوين الصخري في قاع البحر: وهو أن الصخور تشبه طبقات من تدفقات الحمم البركانية والطين الأحمر، التي تشبه إلى حد كبير نظيراتها الموجودة على اليابسة.
واستغرق العلماء سنوات طويلة من البحث من أجل تحديد أسباب الأهمية البالغة لتلك التكوينات الصخرية.
وقال الباحث الحاصل على درجة الدكتوراه وعالم الجيولوجيا البحرية في المركز الوطني لعلوم المحيطات في ساوثهامبتون براملي مورتون: "أنت بكل ببساطة لا تجد الطين الأحمر في قاع البحر"، وفق تصريحات سابقة أدلى بها إلى صحيفة "إيوس".
وأضاف مورتون: "الرواسب كانت أشبه بالتربة الاستوائية".
اكتشاف إضافي
كان بحث منفصل نُشِر في عام 2023 في دورية "ساينتفيك ريبورتس" قد وجد أن جزيرة "ريو غراندي رايز" الموجودة أسفل سطح المياه كانت موجودة فوق سطح البحر؛ وهي النتيجة التي دعمها عثور العلماء على رواسب الطين الأحمر بين تدفقات الحمم البركانية.
ويثبت اكتشاف الطين الأحمر الضوء حقيقة مفادها أن هذا الجزء من جزيرة المعادن الأرضية النادرة كان في السابق فوق مستوى سطح البحر، وقد تكون بفعل النشاط البركاني منذ ما يتراوح بين 44 و47 مليون سنة خلال العصر الإيوسيني.
وقال الباحث والعالم في المعهد الهندي للمغناطيسية الأرضية في مدينة نافي مومباي الهندية رييشو سريفاستافا: "التكوين الأرضي الموجود حاليًا أسفل سطح المياه يشبه كثيرًا جزيرة حديثة".
وأوضح سريفاستافا: "ولهذا الأمر تداعيات مهمة بالنسبة لفهم تكوين الصخور المغناطيسية، والغرق التدريجي لجزيرة معادن نادرة"، وفق تصريحات أدلى بها إلى "إيوس".
ويحتوي الطين الأحمر على معادن مثل الكاولينيت والهيماتيت والغوثيت، علمًا بأن الكاولينيت يوجد عادةً في التربة الاستوائية.

اكتشاف مهم.. لماذا؟
تُستَعمل المعادن الأرضية النادرة على نطاق واسع في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات التقنية المهمة مثل الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
وما يضفي أهمية استثنائية على تلك العناصر هو صعوبة تعدينها وتكريرها، خلال الوقت الذي يرتفع فيه الطلب عليها تزامنًا مع تدافع العالم على التحول إلى التقنيات الخضراء المستدامة.
ويُعزى أهمية اكتشاف معادن أرضية نادرة في جزيرة "ريو غراندي رايز" إلى سببين رئيسين لا ثالث لهما، هما:
- يتيح مصدرًا جديدًا محتملًا للعناصر النادرة؛ ما يُخفف الضغط على عمليات التعدين الحالية.
- قد يسلط الضوء على ممارسات قديمة ومعرفة تقنية ربما تدل على وجود حضارات بشرية قديمة في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- تقديرات المعادن النادرة في أوكرانيا تبلغ 15 تريليون دولار.. ترمب يريدها مقايضة (تقرير)
- المعادن النادرة في 3 دول أفريقية قد تنقذ أميركا.. المغرب في المقدمة
- إنتاج السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية ينعش أنشطة المعادن النادرة
اقرأ أيضًا..
- قطاع النفط والغاز البري في أفريقيا يجذب شركات عالمية.. الجزائر وليبيا بالمقدمة
- السيارات الكهربائية الصينية تغرق البرازيل وقد تدهس الصناعة المحلية (تحليل)
- مشروع غاز مسال عالمي قيمته 11 مليار دولار يحمل بصمة إماراتية
المصادر:
- ظروف اكتشاف جزيرة معادن نادرة من موقع "بوبيولار ميكانيكس".
- أهمية اكتشاف معادن نادرة من موقع "ديلي غالاكسي".