التقاريرتقارير الغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةغاز

تحركات أسطول الظل الروسي توحي بانفراجة وشيكة لمشروع غاز "أركتيك2"

هبة مصطفى

بات أسطول الظل الروسي لناقلات الغاز المسال منقذًا للصناعة، عقب سنوات من العقوبات التي فُرضت على موسكو بعد شنها الحرب على أوكرانيا، لتتوالى بعدها حزم مكملة، شملت قيودًا على سفن وشركات وكيانات وغيرها.

وحتى وقت قريب، تأثر تسويق الغاز المسال من مشروع "أركتيك2" بهذه القيود، لكن يبدو أن ثمة انفراجة تلوح في الأفق بعد ركود يقترب من 9 أشهر.

ودبّت الحركة من جديد في عدد من السفن المرتبطة بالمشروع الروسي خلال الآونة الأخيرة؛ ما يُشير إلى اتفاق محتمل على تحميل شحنات وبدء الاستعدادات لتصديرها.

وكشفت بيانات لتتبع السفن رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن) عن أن عددًا من ناقلات الغاز المسال الروسي تتجه للرسو قرب مشروع أركتيك2 أو مرافق التخزين التابعة له؛ من بينها: الناقلة "إيريس" و"أركتيك مولان".

الناقلة إيريس

رست الناقلة إيريس (Iris) في محطة يوتريني "Utrenniy" المخصصة للتحميل من مشروع أركتيك2، يوم الخميس 26 يونيو/حزيران 2025، وفق موقع تريد ويندس.

وكانت تحركات الناقلة -الخاضعة للعقوبات الأميركية- تُشير في بداية الأمر إلى توجهها لمشروع يامال، غير أنها استقرت قرب "أركتيك2" في شبه جزيرة غيدان، حسب بيانات كبلر لتتبع السفن.

موقع رسو الناقلة إيريس
موقع رسو الناقلة إيريس - الصورة من كبلر

وحال إقدام شركة نوفاتك على تحميل الناقلة بشحنة من المشروع؛ فإنها ستكون تاسع شحناته من الغاز المسال؛ إذ تسببت العقوبات في تعليق حركة الشحن والتفريغ منه، طبقًا لمعلومات رويترز.

ويُنظر إلى الناقلة -التي تتسع إلى 174 ألف مترًا مكعبًا من الغاز المسال- بوصفها إحدى أدوات أسطول الظل الروسي في مواجهة العقوبات، وفك الحصار عن تحميل شحنات أركتيك2.

فمع تطبيق العقوبات بدأ تغيير معلومات الناقلة الرئيسة في محاولة للتهرب من العقوبات، إذ كان اسمها سابقًا "نورث سكاي" قبل أن يتغير إلى "إيريس"، كما انتقلت إلى مدير تجاري جديد في أبريل/نيسان الماضي.

وبالإضافة للعقوبات، يبدو أن التحميل من المشروع تأثر -أيضًا- بموسم تراكم وتكدس الجليد مع دخول فصل الشتاء الماضي.

وقد يُظهر ذلك دورًا محتملًا للناقلة "إيريس" التي تصنف بوصفها كاسحة جليد من طراز "أرك 4"، وفق معلومات نقلها موقع يونايتد 24 ميديا عن بلومبرغ.

ومن المحتمل أن تشارك الناقلة في توصيل الشحنات خلال فصل الصيف -عبر ممر الملاحة الشمالي "بديل قناة السويس"- إلى وجهات آسيوية، لكن هذه التقديرات لم تحظ بتأكيد حتى الآن.

الناقلة أركتيك مولان

يُشير تتبع مسار الناقلة "أركتيك مولان" على مدار الأشهر الماضية إلى تحركات للتحميل من المشروع إلى وجهة قد تكون آسيوية.

ويوضح مسار الناقلة أركتيك مولان محطات عدة، منذ نهاية الربع الثالث 2024 حتى شهر مايو/أيار الماضي.

ومن أبرز خطوات مسار الناقلة:

  • في 22 سبتمبر/أيلول الماضي: حملت الناقلة شحنة غاز مسال من مشروع "أركتيك2".
  • في 20 ديسمبر/كانون الأول: فرغت الشحنة في وحدة "سام" العائمة قرب مورمانسك.
  • من 20 ديسمبر/كانون الأول حتى 1 مايو/أيار الماضي: توقفت في بحر الشمال وشرق البحر المتوسط.
  • في 1 مايو/أيار الماضي: بدأت الناقلة رحلة سريعة عبر قناة السويس والمحيط الهندي نحو خليج بيشيفينسكايا في منطقة كامتشاتكا.

يُشار هنا إلى أن الخليج ومنطقة كامتشاتكا يمثلان ركيزة رئيسة لأسطول ناقلات الظل الروسي؛ لضمهما مرافق عدة تتعلق بالشحن والتفريغ والتخزين، كما أنهما يعدان "بوابة عبور" لطريق الملاحة الشمالي الذي تسعى موسكو من خلاله إلى الاستغناء عن قناة السويس.

  • في 28 مايو/أيار، حصلت الناقلة "أركتيك مولان" على الموافقات اللازمة لعبور طريق بحر الشمال، خلال المدة من مطلع يوليو/تموز المقبل حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
  • في 2 يونيو/حزيران الجاري، وصلت الناقلة إلى وجهتها في خليج بيشيفينسكايا، حيث وحدة التخزين العائمة "كورياك".

مشروع أركتيك2

انعكست تحديات مشروع أركتيك2 للغاز المسال في روسيا على أسطول الظل، وبعد فرض عقوبات على المشروع -في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن- أصابت الناقلات حالة من الركود.

وامتدت عملية بحث شركة "نوفاتك" المطورة للمشروع عن مشترين لأشهر طويلة، في ظل مخاوف الوقوع تحت طائلة العقوبات.

ولتجاوز هذه العقبة، أغلقت ناقلات الظل المحملة بشحنات الغاز المسال من المشروع العام الماضي نظام التتبع المتعارف عليه بحريًا للتشويش على ملاحقتها، ضمن ممارسات التحايل على العقوبات التي تخوضها موسكو لإنقاذ خزائنها بعوائد صناعة الطاقة.

محطة الغاز المسال الروسية أركتيك 2
محطة الغاز المسال الروسية أركتيك2 - الصورة من شركة نوفاتك

ورغم استمرار تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق بعد فرض العقوبات؛ فإن الغاز المسال لم يحظَ بالمثل، وتجمّد تطوير أركتيك2 وتوقّف بناء الناقلات الملحقة به، وتحفظت أسواق آسيوية كبرى -مثل الصين والهند- على الشراء رغم إغراءات خفض الأسعار.

وشهد يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي انطلاق آخر الشحنات من المشروع على متن الناقلة "أركتيك ميتاغاز" قبل إقرار حزمة العقوبات الأميركية على عدد من ناقلات أسطول الظل الروسي، وتوقفت عمليات التحميل منذ ذلك الحين.

وتبدو تحركات الناقلة أركتيك مولان -التي تتسع لنحو 79.800 مترًا مكعبًا- بارقة أمل جديدة لتسويق شحنات المشروع، وسط تكهنات بأن المشتري صيني رغم عدم الكشف عنه أو عن وجهة الناقلة حتى الآن.

ناقلات الغاز المسال الروسي

يُعَد أسطول الظل الأمل الأبرز لتصدير النفط والغاز من موسكو إلى الأسواق، في ظل الحصار المفروض على الشحن بموجب العقوبات.

وعمدت موسكو إلى إنعاش بعض الناقلات المتهالكة أو القديمة أو مجهولة الخطة التشغيلية، وأنشأ منتجون شركات (بعضها وهمي) في دول أخرى لإدارة عملية الشحن والتأمين دون الوقوع تحت طائلة العقوبات.

وتواصل ناقلات الغاز المسال الروسي الاستعدادات لنقل شحنات من موسكو لأسواق أخرى.

وخلال الأيام الأخيرة من شهر مايو/أيار الماضي ومطلع يونيو/حزيران الجاري، حصلت 6 ناقلات خاضعة للعقوبات على موافقات للإبحار خلال فصل الصيف في طريق ممر البحر الشمالي (أو ما يطلق عليه بديل قناة السويس)، وهو طريق تعتمد عليه موسكو لتسيير ناقلاتها دون ملاحقة.

ومن بين هذه السفن: أركتيك ميتاغاز، أركتيك مولان، وإيريس، وبوران، وفوسخود، وزاريا.

ومن ضمن إجراءات موسكو للتغلب على العقوبات السعي لبناء ناقلات الغاز المسال الروسي محليًا، ويبدو أنها تميل إلى فئة كاسحات الجليد لملاءمة الظروف الجوية ومتطلبات العبور في ممر الملاحة الشمال.

وتقترب أول ناقلة غاز مسال كاسحة للجليد تصنع محليًا في موسكو من دخول حيز التشغيل، خلال النصف الثاني من العام الجاري بهدف دعم "أركتيك2"، والتي من المقرر أن تحمل اسم "أليكسي كوسيغين".

أول ناقلة غاز مسال كاسحة للجليد في روسيا
الناقلة أليكسي كوسيغين - الصورة من iMrine

شحنات جديدة

بعد صدور الموافقات، يمكن للناقلة أركتيك مولان الإبحار في ممر البحر الشمالي خلال المدة من مطلع يوليو/تموز المقبل حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، تزامنًا مع مدة انحسار الجليد في الممر.

وتُشير هذه التحركات والموافقات إلى تحميل الناقلة شحنات عدة من مشروع أركتيك2، وفق تحليل نشرته منصة جي كابتن.

وتنشط ناقلات أخرى تابعة لأسطول الظل الروسي، مثل الناقلة نوفا إنرجي، في عمليات تحميل الغاز المسال من وحدات تخزين في موسكو.

وكانت "نوفا" قد حملت بالفعل شحنة من أركتيك2، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولا تزال تحتفظ بحمولتها حتى الآن نتيجة فشل تأمين مشترين؛ ما قد يعرّضها لهدر في الإمدادات بنسبة تتراوح بين 30 و40%.

وبدأت الناقلة تحركات باتجاه وحدة التخزين العائمة "كورياك"؛ ما فسره محللون بأنه محاولة لإعادة التحميل بعد تأمين مشترٍ.

ويتعيّن على شركة نوفاتك -المطور الأبرز لـ"أركتيك2"- تفريغ الغاز المسال المخزن في وحدة "كورياك" الممتلئة، تمهيدًا لإعادة الملء خلال فصل الصيف، ويتطلب ذلك العمل على إيجاد مشترٍ للإمدادات الحالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق