الحرب الإسرائيلية الإيرانيةتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز.. دروس من التاريخ (تقرير)

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • إغلاق مضيق هرمز سيكون سابقة تاريخية لها عواقب وخيمة عالميًا
  • البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز، وينتظر موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي
  • دروس من التاريخ حول تعطيل مضيق هرمز عدّة مرّات.
  • اضطرابات إمدادات النفط العالمية تسببت سابقًا في ارتفاع أسعار النفط، ولكن على المدى القصير فقط

أفادت تقارير محلية بأن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز، الممر الإستراتيجي لإمدادات الطاقة العالمية؛ ردًا على القصف الأميركي للمنشآت النووية في البلاد.

ويدرس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حاليًا إغلاق مضيق هرمز، إلّا أن القرار النهائي لم يُتَّخذ بعد، وفقًا لما نقلته قناة "برس تي في" الإيرانية (Press TV).

وصرّح النائب في البرلمان، القائد في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل كوساري، اليوم الأحد (22 يونيو/حزيران 2025)، بأن إغلاق مضيق هرمز مطروح، "وسيُتَّخذ إذا لزم الأمر".

ووفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن مضيق هرمز هو ممر ضيق يربط الخليج العربي ببحر العرب، ويُوصف بأنه الطريق البحري الأكثر أهمية لنقل الطاقة العالمية؛ إذ يمرّ عبره ما يقرب من 20% من إمدادات النفط والغاز الطبيعي العالمية، ويقع بين إيران وسلطنة عمان.

وأيّ خلل في هذا التدفق سيُحدِث صدمة في أسواق الطاقة العالمية، ما يثير مخاوف المحللين من أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع حادّ في أسعار النفط، فضلًا عن تأجيج زعزعة الاستقرار في منطقة متقلبة.

إغلاق مضيق هرمز

ما يزال من غير الواضح مدى قرب إيران من تنفيذ قرار إغلاق مضيق هرمز، أو ما إذا كانت تستعمل التهديد بوصفه ورقة مساومة وسط تصاعد التوترات، لكن تصريح كوساري بأن إغلاق المضيق "سيُتخَذ إذا لزم الأمر" يُشير إلى رغبة طهران في إبقاء خياراتها -ونفوذها- مطروحة، بحسب التقرير الذي نشرته منصة "العربية".

لطالما كان المضيق بؤرة توتر جيوسياسية؛ إذ هددت إيران بإغلاقه في الماضي، وخاصة خلال أوقات التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة.

ولكن على الرغم من التهديدات المتعددة على مرّ السنين، لم تصل إيران قط إلى حدّ إغلاقه، وهي خطوة ستُعَدّ على نطاق واسع عملًا تصعيديًا ذا عواقب عالمية،

ما يجعل هذه اللحظة مختلفة هو السياق: حرب متصاعدة مع إسرائيل وضغوط متزايدة من الولايات المتحدة. ولن يكون الإغلاق المحتمل مجرد ردّ تكتيكي، بل سيكون تصعيدًا إستراتيجيًا، يُشير إلى استعداد طهران لاستعمال تدفقات الطاقة العالمية بوصفها سلاحًا لردع أيّ عمل عسكري أو الردّ عليه.

قد يؤدي إغلاق المضيق -حتى لو كان مؤقتًا- إلى ارتفاع حادّ في أسعار النفط بين عشية وضحاها؛ فمجرد التهديد بالتعطيل غالبًا ما يُهزّ الأسواق، أمّا الإغلاق الفعلي فسيكون أكثر زعزعة للاستقرار، وفق ما جاء في التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وستتأثر الدول التي تعتمد بشكل كبير على نفط الخليج، بما في ذلك الصين واليابان والهند والدول الأوروبية، مباشرةً.

علاوةً على ذلك، سيختبر هذا الإجراء ردّ فعل القوات البحرية الغربية، وخاصةً البحرية الأميركية، التي تحتفظ بوجود في المنطقة تحديدًا لضمان حرية الملاحة.

وبينما وافق البرلمان الإيراني على الإجراء، فإن القرار النهائي يعود إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يُشرف عليه في نهاية المطاف المرشد الأعلى علي خامنئي.

ناقلات النفط

تعطيل مضيق هرمز

يعيش المستثمرون وأسواق الطاقة حالة تأهّب قصوى منذ أن شنّت إسرائيل موجة من الغارات الجوية المفاجئة على إيران في 13 يونيو/حزيران، خوفًا من تعطُّل تدفقات النفط والغاز من الشرق الأوسط، وخاصةً عبر مضيق هرمز.

وتمثّل الضربات الأميركية على عدّة منشآت نووية إيرانية تصعيدًا خطيرًا للصراع في الشرق الأوسط، قد يدفع طهران إلى تعطيل صادرات النفط والغاز الحيوية من المنطقة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع حادّ في أسعار الطاقة، لكن التاريخ يُشير إلى أن أيّ تعطيل للإمدادات سيكون على الأرجح قصير الأمد.

وتُعدّ إيران قادرة على تعطيل أو إغلاق مضيق هرمز بشكل خطير؛ إذ قد تحاول إيران زرع ألغام عبر المضيق، الذي يبلغ عرضه 55 كيلومترًا (34 ميلًا) في أضيق نقطة منه.

كما قد يحاول جيش البلاد أو الحرس الثوري ضرب السفن أو الاستيلاء عليها في الخليج، وهي طريقة استعملوها في عدّة مناسبات خلال السنوات الأخيرة.

ورغم أن مضيق هرمز لم يُغلَق بالكامل قط، فقد تعطَّل عدّة مرّات:

  • خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، انخرط الجانبان فيما يُسمى "حرب الناقلات" في الخليج؛ إذ استهدف العراق السفن الإيرانية، وهاجمت إيران السفن التجارية، بما في ذلك ناقلات نفط سعودية وكويتية، وحتى سفن تابعة للبحرية الأميركية.
    وبناءً على مناشدات من الكويت، نشر الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان البحرية بين عامي 1987 و1988 لحماية قوافل ناقلات النفط، فيما عُرف باسم "عملية الإرادة الجادة".
    وانتهت العملية بعد وقت قصير من إسقاط سفينة تابعة للبحرية الأميركية لطائرة الخطوط الجوية الإيرانية رقم 655، ما أسفر عن مقتل جميع ركّابها البالغ عددهم 290 شخصًا.
  • اشتعلت التوترات في المضيق مجددًا نهاية عام 2007 في سلسلة من المناوشات بين البحريتين الإيرانية والأميركية، وشمل ذلك حادثة واحدة اقتربت فيها زوارق سريعة إيرانية من سفن حربية أميركية، دون إطلاق أيّ رصاص.
  • في أبريل/نيسان 2023، استولت القوات الإيرانية على ناقلة النفط الخام "أدفانتدج سويت"، المستأجرة من شركة شيفرون الأميركية، في خليج عُمان، وأُفرِج عن السفينة بعد أكثر من عام.

لذا، فإن تعطيل إيران لحركة الملاحة البحرية عبر الخليج ليس بالأمر غير المسبوق، ولكن من المرجّح أن تُقابَل أيّ محاولة بردّ سريع وقوي من البحرية الأميركية، ما يحدّ من احتمال حدوث صدمة مستمرة في الإمدادات، بحسب التقرير الذي نشرته وكالة رويترز.

ارتفاع أسعار النفط

اضطرابات في إمدادات النفط العالمية

في الواقع، أثبت التاريخ أن الاضطرابات الشديدة في إمدادات النفط العالمية غالبًا ما تكون قصيرة الأجل:

  • تسبَّب غزو العراق للكويت المجاورة في أغسطس/آب 1991 بمضاعفة سعر خام برنت إلى 40 دولارًا للبرميل، بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
    وعادت الأسعار إلى مستوى ما قبل الغزو بحلول يناير/كانون الثاني 1992، عندما بدأ تحالف بقيادة الولايات المتحدة عملية عاصفة الصحراء، التي أدت إلى تحرير الكويت في الشهر التالي.
  • كان اندلاع حرب الخليج الثانية بين مارس/آذار ومايو/أيار 2003 أقل تأثيرًا؛ إذ انعكس ارتفاع بنسبة 46% في المدّة التي سبقت الحرب بين نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ومارس/آذار 2003 بسرعة في الأيام التي سبقت بدء الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة.
  • وبالمثل، أدى غزو روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 إلى ارتفاع حادّ في أسعار النفط إلى 130 دولارًا للبرميل، لكن الأسعار عادت إلى مستويات ما قبل الغزو البالغة 95 دولارًا بحلول منتصف أغسطس/آب.
  • كما اهتزت أسواق النفط العالمية خلال حظر النفط العربي عام 1973 وبعد ثورة 1979 في إيران، عندما أدت الضربات على حقول النفط في البلاد إلى تعطيل الإنتاج بشدة، لكن هذه الأحداث لم تتضمن إغلاق مضيق هرمز، ولم تقابَل بردّ عسكري أميركي مباشر، بحسب ما جاء في التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تداعيات إغلاق مضيق هرمز على الأسواق العالمية من منصة العربية
  2. دروس من التاريخ حول تعطيل مضيق هرمز وتأثيره في أسعار النفط من وكالة رويترز
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق