أخبار النفطرئيسيةنفط

ثُلث استثمارات الطاقة العالمية بقبضة دولة وحيدة.. من هي؟

أسماء السعداوي

سلط مسؤول روسي بارز الضوء على مشهد استثمارات الطاقة العالمية في ضوء ارتفاع الطلب على الكهرباء والتحولات الاقتصادية من بين أخرى.

إذ قال رئيس شركة روسنفط (Rosneft) –أكبر شركات إنتاج النفط في روسيا- إيغور سيتشين، إن الصين في طريقها خلال المستقبل القريب للتحول إلى مصدّر كبير لموارد الطاقة بعد نحو نصف قرن من النهضة الاقتصادية والعسكرية.

وحاليًا، تحمل الصين لقب أكبر مستورد للنفط في العالم، وثاني أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال عالميًا، ورابع أكبر منتجي الغاز الطبيعي بعد أميركا وروسيا وإيران، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبدعم من كونها أكبر منتجيه عالميًا، تعتمد الصين حاليًا على الفحم لتقليل حجم واردات الطاقة العالمية وتحقيق استقلال الطاقة عبر تحويله إلى وقود اصطناعي ومنتجات كيماوية.

الصين واستثمارات الطاقة العالمية

على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في سان بطرسبرغ، قال رئيس شركة روسنفط إيغور سيتشين، إن الصين تسعى لتحقيق استقلال كامل لإمدادات الطاقة، وفي طريقها بالمستقبل القريب لتكون مصدرًا كبيرًا لها.

وعلى نحو خاص، أشار إلى النمو الهائل في قدرات الطاقة المتجدة والنووية في الصين، ويوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- تصدُّر الصين لقائمة أكثر الدول تطويرًا لمشروعات الطاقة النووية في العالم:

قائمة أكبر 10 دول في تطوير مشروعات الطاقة النووية عالميًا

وفي ضوء ذلك، أكّد أن الصين بعد أن ضمنت أمن الطاقة لديها، تتقدم بثقة نحو استقلال الطاقة الكامل لتُحقق توازنًا مستقرًا يقوم على مواردها الخاصة وحاليًا تشكل ثُلث استثمارات الطاقة العالمية.

وأرجع النجاح في ذلك إلى مثابرة واحترافية "الرفاق الصينيين" الذين سيحققون في المستقبل القريب النتيجة المنشودة لتتحول الصين من مستورد إلى مصدر كبير للطاقة.

ولتوضيح تأثير الدور الصيني عالميًا، أشار إلى نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الصين (صاحبة أكبر سوق سيارات في العالم) بصورة أدّت إلى تباطؤ كبير في حجم الطلب على وقود المركبات خلال العام الماضي (2024).

إذ شكّلت السيارات الكهربائية نصف مبيعات السيارات وخفضت نمو الطلب بنحو يتراوح بين 250 ألفًا و30 ألف برميل يوميًا.

وعلى صعيد أسواق النفط، حذر سيتشين من تأثير عكسي كبير ناتج عن استمرار النهج الصعودي لاستثمارات الطاقة الصينية.

وبالفعل، تضمّن أحدث تقارير وكالة الطاقة الدولية توقعات بأن يؤدي ضعف استهلاك النفط في الصين والولايات المتحدة إلى "كبح" نمو الطلب العالمي على الخام.

وإجمالًا، خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عامي 2025 و2026 بنحو 720 و740 ألف برميل يوميًا على الترتيب.

أسواق الطاقة العالمية والصين

سلّط رئيس شركة روسنفط إيغور سيتشين الضوء على الزيادة الهائلة في استهلاك الكهرباء قائلًا إنها تغير مشهد أسواق الطاقة العالمية بأكمله.

يتزامن ذلك مع ارتفاع عدد السكان في آسيا وأفريقيا وما سماه بـ"الثورة الرقمية" التي تسبّبت في ارتفاع الطلب على الكهرباء.

رئيس شركة روسنفط إيغور سيتشين
رئيس شركة روسنفط إيغور سيتشين - الصورة من شبكة "إن بي سي نيوز"

كما قارن بين النهضة الاقتصادية والعسكرية في الصين على مدار الأعوام الـ45 الماضية وسقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وتراكم عبء الدين في أميركا، وهو السبب الذي أدى لتلاشي إمبراطوريات عظمى سابقًا مثل حكم سلالة هابسبورغ في إسبانيا، وفرنسا ما قبل الثورة، والدولة العثمانية، وبريطانيا.

وبحسب سيتشين؛ فإن توسع المجمع الصناعي العسكري الغربي غيّر دفة الموارد الهائلة بعيدًا عن قطاعات الإنتاج، ومن غير المحتمل أن يكون هو العلاج لمشكلات أوروبا وأميركا.

المجمع الصناعي العسكري مصطلح يشير إلى المنظومة الداعمة للقوات المسلحة والتي تؤثر في تشكيل ملامح السياسات العامة، وورد لأول مرة في خطاب الوداع الذي ألقاه الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور في مطلع ستينيات القرن الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق