واردات تركيا من الغاز الإيراني "منتظمة" رغم استهداف حقل بارس الجنوبي
هبة مصطفى

يُشكل الغاز الإيراني مصدرًا رئيسًا لإمدادات تركيا، ويربط البلدين اتفاق توريد طويل الأجل يوشك على الانتهاء خلال العام المقبل (2026).
وفي خضم التوترات الجيوسياسية الحالية، وتصاعد وتيرة الحرب بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران قبل أسبوع (في 13 يونيو/حزيران 2025)، أرسل مسؤول تركي رسالة طمأنة بشأن انتظام الواردات مؤكدًا تلقي بلاده واردات الغاز من طهران بصورة منتظمة.
وتطرق وزير الطاقة "ألب أرسلان بيرقدار" إلى تداعيات استهداف إسرائيل لبعض مرافق حقل غاز شهير في إيران، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
واستعرض "بيرقدار" إستراتيجيات تركيا لتلبية الطلب المتزايد على الغاز، مشيرًا إلى الدور المحوري لطهران في هذا المسار.
تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية
شدد وزير الطاقة "ألب أرسلان بيرقدار" على أن واردات الغاز من إيران لا تزال مستمرة بصورة منتظمة.
وتعليقًا على استهداف إسرائيل لبعض مرافق حقل بارس الجنوبي، استبعد الوزير التركي تأثر إمدادات الغاز الإيرانية، وفق ما نقلته عنه وكالة الأناضول.
واستعملت تل أبيب مُسيّرة لمهاجمة حقل بارس الجنوبي في 14 يونيو/حزيران الجاري، لكن تأثير القصف كان محدودًا للغاية وطال جانبًا بسيطًا من "بعض" مرافق إحدى مراحل تطوير الحقل، وتوقف إنتاجها بصورة مؤقتة.

وأكد "بيرقدار" أن إيران لا تزال تزود بلاده بالغاز بوصفها مُوّردًا رئيسًا للسوق التركية، معربًا عن أمله في استمرار إمداداتها لسنوات وعقود، حسب تصريحات له خلال منتدى "سانت بطرسبرغ" ونقلها موقع إس بي غلوبال عنه.
ويربط البلدين اتفاق توريد طويل الأجل ينتهي بحلول شهر يوليو/تموز 2026، والتزمت طهران من خلاله بتزويد السوق التركية بنحو 9.6 مليار متر مكعب سنويًا.
واردات تركيا من الغاز الإيراني
بلغت حصة الغاز الإيراني 10% من إجمالي واردات تركيا من الغاز الطبيعي أو المسال، خلال شهر مارس/آذار الماضي، وزودت طهران أنقرة بنحو 0.56 مليار متر مكعب، حسب بيانات منظم الطاقة التركي.
وتضمّنت هذه الكميات توريد 0.11 مليار متر مكعب على أساس فوري، وسط تقديرات بأنها تتبع اتفاق المبادلة الثلاثي (الذي جمع: تركيا، إيران، تركمانستان).
ويُشير الاتفاق -الموقّع خلال العام الجاري- إلى تصدير تركمانستان 1.3 مليار متر مكعب إلى إيران، وتنقلها طهران إلى تركيا، وشهد شهر مارس/آذار الماضي بدء سريان اتفاق المبادلة الثلاثي.
وكانت إمدادات الغاز الإيراني إلى تركيا قد شهدت تقلبات بين الانخفاض والانقطاع، خلال 3 أشهر (من ديسمبر/كانون الأول 2024 حتى نهاية فبراير/شباط الماضي)، وانقطعت التدفقات تمامًا لمدة 10 أيام في يناير/كانون الثاني.
وتزامنت هذه الاضطرابات مع بلوغ الطلب الإيراني المحلي مستويات الذروة خلال فصل الشتاء، ومواجهة طهران صعوبات في الموازنة بين الطلب والصادرات.

سوق الغاز التركية
يزداد الاعتماد التركي على الغاز، وتوقع وزير الطاقة أن يصل معدل الطلب خلال العام الجاري إلى 60 مليار متر مكعب، ارتفاعًا من استهلاك قدره 53 مليار متر مكعب العام الماضي.
وتمسك ألب أرسلان بيرقدار بموردي الغاز عبر خطوط الأنابيب؛ أبرزهم: روسيا، إيران، أذربيجان، بجانب الحاجة لتأمين موارد إضافية، لتلبية طلب رابع أكبر مستهلك أوروبي.
وقال إن أنقرة تتبع آليات وإستراتيجيات عدة لتأمين إمدادات الغاز، من بينها:
- دعم نقل الغاز التركمانستاني إلى أوروبا عبر تركيا، وإنشاء الممرات اللازمة لذلك.
- ضخ الاستثمارات في إعادة التغويز (تحويل الغاز المسال إلى صورته الأولى).
- تنويع مصادر الإمدادات وإفساح المجال للغاز المسال، ليلبي حاليًا 50% من إجمالي الطلب المحلي.
- زيادة الإنتاج المحلي من غاز البحر الأسود، وزيادة الإنتاج إلى الضعف العام المقبل، حتى يصل إلى 40 مليون متر مكعب يوميًا بحلول 2028.
- الانفتاح على الشراكات الدولية، واقتناص فرص التنقيب في: العراق، ليبيا، النيجر، الصومال.
وأوضح "بيرقدار" أن أهداف الطاقة التركية تركز على: تأمين الإمدادات والتكلفة، مشيرًا إلى ضرورة التوازن بين الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة.
وقال إن الحاجة للنفط والغاز تتوازى مع تنويع مزيج الطاقة، والعمل على زيادة قدرة الطاقة الشمسية والرياح إلى 4 أضعاف.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز الإيراني إلى تركيا تتجاوز 1.5 مليار متر مكعب في 3 أشهر
- نقل الغاز عبر إيران إلى تركيا والعراق.. تفاصيل جديدة
- أنس الحجي: مضيق هرمز لم يُغلق تاريخيًا.. وهذه حقيقة ضرب أكبر حقل غاز في العالم
اقرأ أيضًا..
- الأمونيا.. سر تمسُّك أوروبا بالهيدروجين الأخضر المنتج في أفريقيا
- 7 خبراء للطاقة: أسعار النفط سترتفع إلى 100 دولار في حالة واحدة.. وهذا موقف أوبك+
- صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط تنخفض 20% في أسبوع
المصدر..