الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا مخرج لكسر قيود الشبكة.. إمكانات تفوق 8 غيغاواط
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

باتت الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا بمثابة طوق نجاة لمواجهة اختناقات شبكة الكهرباء، التي تهدد مسيرة التحول إلى الطاقة المتجددة.
فعلى الرغم من الإمكانات الشمسية في البلاد؛ فقد تعثر تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة بسبب تشبع الشبكة واستنفاد قدراتها الاستيعابية.
ومن هذا المنطلق، برز دور محطات الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا، فمن خلال دمج الألواح الشمسية مع محطات طاقة الرياح والكهرومائية المملوكة للقطاع الخاص، يمكن إضافة 8 غيغاواط دون أي ضغط إضافي على الشبكة، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ويعادل ذلك زيادة بنسبة 35% في إجمالي القدرة الشمسية المركبة البالغة 22.5 غيغاواط حتى مايو/أيار 2025.
ومنذ عام 2019، أضافت تركيا ما يقرب من 16.1 غيغاواط إلى قدرتها المركبة من الطاقة الشمسية، ورغم أن المحطات الهجينة أكثر كفاءة من حيث التكاليف وتكامل المصادر؛ فلم تشهد تقدمًا كبيرًا.
وأنظمة الطاقة الهجينة عبارة عن محطات لتوليد الكهرباء تجمع بين عدة مصادر، عبر الاعتماد على خط نقل واحد، ما يعزز كفاءة الشبكة ويضمن استمرارية الإنتاج.
قيود شبكة الكهرباء في تركيا
كشف التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر" عن أن شبكة النقل في تركيا تعاني اختناقًا، وأدّى ذلك إلى رفض 65% من طلبات ربط محطات الطاقة الشمسية غير المرخصة خلال المدة بين فبراير/شباط 2024 وأبريل/نيسان 2025، ما يعادل 7.5 غيغاواط، أي ثلث السعة الشمسية المركبة في البلاد حتى مايو/أيار 2025.
ومنذ سبتمبر/أيلول (2024)، لم تُعلن هيئة نقل الكهرباء التركية إضافة أي سعة جديدة على مستوى شبكة النقل، في حين لم يتبقَّ سوى 0.52 غيغاواط فقط من السعة المتاحة على مستوى التوزيع حتى مايو/أيار 2025.
ولا تقتصر أزمة الربط الكهربائي على تركيا وحدها، بل تمتد إلى العديد من الدول، فقد وصل حجم مشروعات الرياح والطاقة الشمسية والكهرومائية التي تنتظر موافقات الربط عالميًا إلى 1.65 تيراواط بحلول يوليو/تموز 2024، أي ما يعادل 38% من إجمالي السعة العالمية المركبة لهذه المصادر، وبزيادة قدرها 10% عن عام 2023.
وفي أوروبا، ما يزال 0.5 تيراواط من مشروعات طاقة الرياح تنتظر موافقات الربط، وقد يستغرق المشروع الواحد نحو 9 سنوات للحصول على تصريح ربط، أما في بريطانيا فيبلغ متوسط مدة الانتظار 5.5 سنة، وقد يصل أحيانًا إلى 15 عامًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

محطات الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا
بلغت القدرة المركبة لمحطات الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا 1.4 غيغاواط بحلول مايو/أيار 2025، وهي تمثل 41% من إجمالي التصاريح الممنوحة البالغة 3.5 غيغاواط خلال السنوات الـ4 الماضية.
وبحسب التقرير، تعد محطات الرياح هي المضيف الأبرز لهذه المشروعات بنسبة 66% من السعة المركبة.
وتعادل إمكانات الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا البالغة 8 غيغاواط تفوق تقريبًا إجمالي القدرة المركبة من محطات الطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية معًا.
وإذا توافرت ظروف اقتصادية مناسبة، بداية من ارتفاع أسعار الكهرباء إلى انخفاض أسعار الفائدة، فقد تقفز إلى 25.6 غيغاواط، منها ما يقرب من 46% في محطات الطاقة الكهرومائية القائمة على السدود.
ومن شأن ذلك أن يرفع إجمالي القدرة الشمسية المركبة في البلاد إلى 30 غيغاواط، لتصبح الطاقة الشمسية أكبر مصدر للطاقة من حيث السعة المركبة.
وخلال عام 2024، أسهمت 25 محطة هجينة عاملة في رفع إنتاج محطات الرياح والطاقة الكهرومائية بنسبة 14%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأظهر التقرير أن محطات الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا كان يمكن أن تضيف 12 تيراواط/ساعة من الكهرباء إلى الشبكة، أي ما يعادل 46% من إجمالي إنتاج الطاقة الشمسية خلال العام نفسه.
وكانت هذه الزيادة كفيلة برفع إجمالي مساهمة طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 21.6% من إجمالي الإنتاج، لتقترب من الفحم المستورد الذي استحوذ على 21.8%.

إجراءات لتسريع نشر الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا
أضاف التقرير أن الطاقة الشمسية الهجينة في تركيا يمكنها تجاوز قيود الشبكة دون الحاجة إلى استثمارات إضافية في البنية التحتية، وتشمل هذه الإجراءات:
- فصل مشروعات المحطات الهجينة عن آلية تخصيص السعة الجديدة، نظرًا إلى اعتمادها على خطوط النقل الحالية.
- إزالة العوائق التنظيمية المتعلقة بمجاورة الموقع والحد الأقصى للسعة المسموح بها والذي لا يتجاوز 100 ميغاواط، حيث تحدد سعة المشروعات الهجينة استنادًا إلى المصدر الرئيس.
- تحديد أهداف واضحة وضمان شفافية البيانات.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في تركيا تتأهب لنقلة بحرية.. أول مزاد خلال 2026
- محطات الطاقة الشمسية غير المرخصة في تركيا تشهد قفزة خلال عامَيْن
اقرأ أيضًا..
- دولة عربية قد تشهد أكبر انخفاض في الطلب على النفط عالميًا
- أغلى أسعار خامات النفط العربية في مايو.. السعودية تتصدر وتغير لافت للجزائر
- توقعات أسعار النفط في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية
المصدر: