أول تصريحات من وزير الطاقة السعودي تعليقًا على التطورات بسوق النفط
ومسؤول روسي: أنقذنا الأسعار من الهبوط للصفر
دينا قدري

أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن تحالف أوبك+ أصبح بالفعل ضامنًا رئيسًا لأسعار النفط، والوضع في الأسواق العالمية.
وفي تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قال الوزير، إن "أوبك+" تحالف موثوق وفعّال، ويراعي الظروف عند حدوثها، إذ لا يُمكن التنبؤ بالأحداث المقبلة.
ورفض الوزير -خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي- التعليق على الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وخاصةً الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتداعياتها على أسواق النفط.
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "نحن في سانت بطرسبرغ، ونستمتع بالطقس".
موقف تحالف أوبك+ من الصراع في الشرق الأوسط
استهلّ وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حديثه خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى سانت بطرسبرغ بالإشارة إلى أن تحالف أوبك+ استعرض قدرته الفعالة على النمو، "لو لم نكن نحن وروسيا نبادر بإنشاء مثل هذه الآلية".
وشدد الوزير على أن تحالف أوبك+ تمكَّن من تحقيق نجاحات بارزة وهائلة في ضمان الاستقرار الاقتصادي، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وردًا على سؤال حول إمكان أن تعوض روسيا والسعودية أيّ كميات مفقودة في السوق (في إشارة إلى النفط الإيراني)، قال بن سلمان: "نبدي ردًا بالأفعال على ما يجري في الأسواق.. من الصعب التنبؤ بالتطورات المقبلة".
وشدد الوزير على العمل في إطار تحالف أوبك+، إذ "لا يحق لأحد أن يتحدث باسم الجميع دون أن يعرف رأيهم".
وأشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى أن تحالف أوبك+ منذ إنشائه قد حلَّ العديد من المشكلات؛ قائلًا: "إنه تنظيم موثوق وفعّال.. ونتابع باهتمام بالغ التطورات الجارية".

في سياقٍ متصل، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أنه لا يمكن التنبؤ بالتطورات، أو التكهن بضرورة خفض إنتاج النفط أو زيادته.
وقال: "أتفق مع وزير الطاقة السعودي على أنه لا ينبغي لنا التنبؤ بأيّ تطورات في الوضع، والتخيل بشأن ما إذا كانت هناك حاجة إلى زيادة أحجام الإنتاج أو خفضها".
وأضاف نوفاك أن دول أوبك+ تُقيّم حالة السوق "لسنوات عديدة مقبلة"، بناءً على تحليلات أمانة أوبك.
وقال: "بالطبع، أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية كيف تتطور الأوضاع.. من المستحسن، بالطبع، أن تستقر الأوضاع.. لا أحد يحتاج إلى تقلبات الأسعار.. نحن دائمًا ندعو إلى الاستقرار سواء في الطلب أو العرض".
وشدد نوفاك على أن كل الصدمات أو التقلبات في السياسة العالمية تؤدي إلى زعزعة الأسواق بشكل قصير أو طويل المدى، لا يمكن التنبؤ بذلك.
كما أكد نائب رئيس الوزراء الروسي أن أوبك+ يدعم التنمية المستقرة، وزيادة الطلب على النفط، وضمان توافره في السوق.
واختتم حديثه قائلًا: "نتحدث عن استقرار الاستثمارات، وإمكان تطوير اقتصادات الدول العاملة في سوق النفط، وتطوير الإمكانات التكنولوجية.. هذا هو التوجّه الرئيس والأهم لعملنا".
التعاون بين روسيا والسعودية
أشار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى عمل روسيا مع السعودية على تحقيق الاستقرار في أسواق النفط منذ عام 2016.
وقال: "بالتنسيق مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، نتولى رئاسة الاتفاقية (إعلان التعاون المؤسس لتحالف أوبك+).. شراكتنا برهنت أنه يمكننا بفاعلية اتخاذ القرارات الرامية إلى تحقيق الاستقرار في أسواق النفط، لإيجاد التوازن بين الطلب والعرض، حتى في أكثر الظروف تعقيدًا".
وأوضح أن أحد التحديات التي لم يمكن التنبؤ بها هي جائحة فيروس كورونا في عام 2020؛ إذ انخفض الطلب على النفط حينها نتيجة توقُّف حركة النقل.
وأضاف: "لو لم تكن هناك اتفاقية، لما استطعنا مواجهة هذا التحدي الخطير في قطاع النفط، والتعامل مع أزمة طويلة المدى وتقلبات الأسعار".
وتابع: "كان يمكن أن تنخفض الأسعار وتهبط إلى الصفر لسنوات عديدة ما لم يتقلص حجم الإنتاج.. لكن لم يحدث ذلك بفضل اتخاذنا قرارًا بخفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا، ما أدى إلى تحقيق التوازن.. وخلال عدّة أشهر بدأنا في تخفيف هذه التخفيضات وإعادة حجم الإنتاج".
وشدد على أن هذا يدلّ على التنسيق الناجح بين البلدين في ظل أزمات تحدث بالاقتصاد العالمي، وعندما يتعين الردّ سريعًا على التطورات الجارية، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

استقرار أسواق النفط
من جانبه، قال مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار، كيريل ديمترييف، إن روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية قد تعمل معًا لتحقيق استقرار أسواق النفط، إذا لزم الأمر.
وأوضح دميترييف، الذي يتولى أيضًا منصب رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، أن هناك سابقة لعمل مشترك مماثل في عام 2020.
وقال على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي: "كان هناك مثال عندما أدى الرئيس (الروسي) بوتين، والرئيس (الأميركي) ترمب، وولي العهد (السعودي) الأمير محمد بن سلمان، دورًا رئيسًا في استقرار الأسواق".
وأضاف: "من السابق لأوانه الحديث عن عمل مشترك ملموس حتى الآن، ولكن بناءً على سابقة حدثت من قبل، فإن مثل هذا العمل ممكن".
ففي ربيع عام 2020، ومع انخفاض أسعار النفط وسط جائحة كورونا، توسَّط ترمب في اتفاق مع كبار منتجي النفط الخام، روسيا والمملكة العربية السعودية، لخفض الإنتاج وتهدئة الأسواق، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وقال دميترييف: "إن الأحداث في الشرق الأوسط تُهيّئ الظروف لارتفاع أسعار النفط. وستحدد ديناميكيات هذه الأحداث مدى دراماتيكية هذا الارتفاع".
وأوضح أن ديناميكيات مثل هذه الارتفاعات تُقلل بشكل حادّ من احتمال فرض المزيد من القيود على قطاع الطاقة الروسي، في إشارة إلى مباحثات الاتحاد الأوروبي بشأن تشديد العقوبات على موسكو.
موضوعات متعلقة..
- وزير الطاقة السعودي يحقق أهداف تحالف أوبك+ (تقرير)
- وزير الطاقة السعودي يكشف عن خطة زيادة إنتاج النفط ويرد على الاتهامات الموجهة لـ"أوبك+"
- وزير الطاقة السعودي: كسبنا الرهان في كل الأزمات.. ومستمرون بإنتاج النفط والغاز
اقرأ أيضًا..
- الطلب على النفط في أفريقيا حتى 2030.. توقعات بنمو قوي بقيادة مصر والجزائر
- مصر تسابق الزمن لربط سفن التغويز بشبكة الغاز (صور)
- تقنية جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر تحوز اهتمام 3 دول عربية
- توربينات رياح دون شفرات تنتج أكبر قدر من الكهرباء.. كيف تعمل؟
المصادر:
- تصريحات وزير الطاقة السعودي من الجلسة الافتتاحية لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي
- تصريحات نائب رئيس الوزراء الروسي من الجلسة الافتتاحية لمنتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي
- تصريحات مبعوث الرئيس بوتين لشؤون الاستثمار من وكالة رويترز