أنس الحجي: مضيق هرمز لم يُغلق تاريخيًا.. وهذه حقيقة ضرب "أكبر حقل غاز في العالم"
أحمد بدر

على الرغم من أن مصلحة إيران تتعارض مع إغلاق مضيق هرمز، أو حتى عرقلة حركة الملاحة فيه، فإن بعض الأطراف لا تضع هذه المصلحة في اعتباراتها، وتفضل مكاسب سياسية أو عسكرية عليها.
وفي هذا الإطار، يكشف مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، عن أن الحكومة الإيرانية لن تعرقل حركة الملاحة في الخليج أو في المضيق.
ولكن، وفق الحجي، الحرس الثوري -أو أجزاء من النظام الإيراني لا علاقة لهم بالحكومة- أو أعوانهم في العراق أو اليمن أو الدول الخليجية، قد يسببون بعض المشكلات في منطقة مضيق هرمز.
وأضاف: "وجدنا بعض هذه المشكلات سابقًا، بتفجير بعض ناقلات النفط، وأحيانًا السيطرة على بعض السفن أو وضع ألغام، وأشياء كثيرة يمكن أن تحصل من هؤلاء، ولكن هذه الأشياء أثرها في الملاحة وفي أسواق النفط ضعيف جدًا".
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من البرنامج الأسبوعي "أنسيات الطاقة"، الذي يقدمه الحجي على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا) كل ثلاثاء، والتي جاءت هذا الأسبوع بعنوان "الحرب على إيران وآثارها في أسواق النفط والغاز".
الجزء العماني من مضيق هرمز
قال أنس الحجي إن الجزء العماني من مضيق هرمز، وهو الجزء الذي تمر فيه السفن، حتى لو غرقت به سفينة بالكامل، لن تعرقل الملاحة، لأنه عميق بالشكل الكافي، بحيث إنه لو غرقت سفينة، يمكن للسفن أن تمر من فوقها دون أي مشكلات.
وأضاف: "أكبر مشكلة يمكن أن تحدث في المضيق هي إذا ضُربت ناقلة نفط محمّلة، وكان هناك تسرب نفطي كبير، في هذه الحالة يصبح موضوع الاحتراق مهمًا. لأنه إذا كان هناك احتراق، فقد يستمر الحريق لمدة يومين، ثم تنتهي المشكلة".
وأوضح أنس الحجي أنه ستكون هناك -في هذه الحالة- كارثة بيئية، ولكنها ستنتهي خلال يومين من هذا التسرب، بعد احتراق كل كميات النفط التي تسربت إلى مياه منطقة المضيق.
وأردف: "فقط أود أن أنبّه هنا أن السفن تدخل في المياه العُمانية في ممر عرضه ميلين (نحو 3 كيلومترات)، وتخرج في ممر آخر موازٍ له، عرضه أيضًا ميلان، وبينهما ميلان، فهناك تباعد بين الممرات".
ولفت الحجي إلى حادث التصادم بين 3 ناقلات نفط يوم الإثنين 16 يونيو/حزيران، والذي تسبب في حريق، نشرت تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة، وحينها انتشرت أنباء عن وجود نيران في الخليج.
وتابع: "في البداية، عندما انتشر الخبر عن وجود نيران في الخليج، كان التوقع أن هناك هجومًا إيرانيًا على بعض السفن في بحر عمان، وكانت الطاقة أول من اكتشف أنه تصادم قبل أي وسيلة إعلامية أخرى".
لكن، وفق أنس الحجي، هناك اشتباه بأن هذا التصادم حصل بسبب التشويش القادم من إيران على الطائرات والسفن (التشويش الحربي)، وهو ما أدى الاصطدام، والحقيقة أن تصادم السفن شائع جدًا حول العالم.
أثر الحوادث في الملاحة البحرية
قال أنس الحجي إن حوادث التصادم البحرية، ومن بينها تصادم 3 ناقلات نفط في بحر عمان، والمنطقة مفتوحة بالكامل، لا أثر لها في الملاحة على الإطلاق.
وأضاف: "لكن المنطقة هناك قريبة من الفجيرة، أي منطقة مزدحمة جدًا، إذ إن الفجيرة -كما يُقال- هي محطة بنزين لكل السفن الداخلة والخارجة، ولا يوجد غيرها في المنطقة، لذلك عليها ازدحام شديد".
بالإضافة إلى ذلك، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة، هناك خزانات، وهناك مصفاة في المنطقة، فهناك ازدحام شديد للسفن. فقد يكون هناك بعض التأخير.
النقطة الأخيرة، أن قطر طالبت ناقلات الغاز المسال التي تأتي للتحميل -رسميًا- بالبقاء في جنوب مضيق هرمز، أي لا تدخله وتظل في بحر عمان، وتدخل الليلة السابقة للتحميل فقط.
وبحسب الحجي، فإن السبب بسيط، وهو أن المنطقة التي يتم فيها التحميل قريبة جدًا من المياه الإيرانية، ومن مناطق قد تُقصف، لذا لا داعي لوجود عدد كبير من السفن هناك، فقد يعرضها ذلك للخطر، لذا يُسمح للسفن التي ستقوم بالتحميل فقط بالدخول إلى قطر.
ولفت إلى أن الحديث عن مضيق هرمز يقود إلى الحديث عن مبالغات وسائل الإعلام الغربية، ومن بينها ما نُشر عن ضرب إسرائيل لأكبر حقل غاز في العالم، بما يؤثر في المتعاملين والتجار.
ولكن، بحسب أنس الحجي، الحقيقة أن أكبر حقل غاز في العالم مشترك بين قطر وإيران، والجزء الأكبر منه في قطر، والجزء الصغير في إيران.
وتابع: "الجزء الصغير في إيران يُطوَّر على 24 مرحلة خلال 25 عامًا، وهو الآن في المرحلة 14، وهذه المرحلة تضم 30 مشروعًا. من بين المشروعات الـ30، هناك مصفاة صغيرة فيها 4 وحدات. ما ضُرِب هو وحدة واحدة فقط".
الخبر الآخر، الذي انتشر كالنار في الهشيم، هو أن هناك نائبًا في اللجنة الأمنية بالبرلمان الإيراني قال: "ندرس إغلاق مضيق هرمز"، في حين أن المجلس كله في إيران لا وزن له في القرارات الإستراتيجية للبلد.
موضوعات متعلقة..
- إغلاق إيران مضيق هرمز.. هل يهدد مصير تدفقات النفط بالأسواق العالمية؟ (مقال)
- محللون: إغلاق مضيق هرمز يرفع أسعار النفط.. وهذا موقف 3 دول عربية
- إغلاق مضيق هرمز لن يمنع تصدير النفط السعودي والإماراتي.. من المتضرر؟ (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- استئناف صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن مرهون بشرط
- أغلى أسعار خامات النفط العربية في مايو.. السعودية تتصدر وتغير لافت للجزائر
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. 4 دول عربية تملك أسعارًا تنافسية
المصدر..