رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية تجمع 200 مليون دولار.. الأولى من نوعها

دينا قدري

أغلقت شركة ألمانية ناشئة جولة تمويل تهدف إلى بناء محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية هي الأولى من نوعها في العالم،

ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة بروكسيما فيوجن (Proxima Fusion) -التي تصف نفسها بأنها أسرع شركات طاقة الاندماج النووي نموًا في أوروبا- إغلاق جولة تمويلها من الفئة "أ"، محققةً 130 مليون يورو (150 مليون دولار).

بهذا يصل إجمالي تمويل بروكسيما فيوجن إلى أكثر من 185 مليون يورو (213 مليون دولار) من رأس المال الخاص والعام، ما يُسرّع مهمتها ببناء أول محطة تجارية لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم تعتمد على تصميم ستيلاريتور (السطوع النجمي).

وتُعدّ الطاقة النووية الاندماجية -وهي عملية دمج النوى الذرية لإطلاق الطاقة- مصدرًا محتملًا للطاقة النظيفة التي لا حدود لها، على غرار التفاعلات التي تغذّي الشمس.

محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية

يُخصَّص جزء كبير من التمويل الجديد لمراحل هندسية وتطويرية محددة؛ إذ تخطط شركة بروكسيما فيوجن لإكمال ملف نموذج ستيلاريتور (SMC) الخاص بها بحلول عام 2027، بهدف بناء محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية هي الأولى من نوعها.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يهدف هذا المشروع إلى تقديم عرضٍ تجريبي شاملٍ، بهدف الحدّ من مخاطر تطبيق تقنية التوصيل الفائقة العالية الحرارة (HTS) ضمن تصاميم محطات الطاقة النووية الاندماجية القائمة على "ستيلاريتور"، ودعم الابتكارات ذات الصلة في أوروبا.

ومن خلال الاستفادة من استثمارات الاندماج العامة الراسخة في أوروبا وسلاسل التوريد الصناعية، تُرسي بروكسيما فيوجن أسس صناعة طاقة جديدة عالية التقنية، تُحوّل القارة من رائدة في أبحاث الاندماج إلى قوة عالمية في نشر الاندماج.

وقال الرئيس التنفيذي، المؤسس المشارك لشركة بروكسيما فيوجن، فرانشيسكو سيورتينو: "أصبح الاندماج النووي فرصة إستراتيجية حقيقية لتحويل الاعتماد العالمي على الطاقة من الموارد الطبيعية إلى الريادة التكنولوجية".

وأضاف: "تتمتع بروكسيما بمكانة مثالية لتسخير هذا الزخم من خلال توحيد فريق هندسي وتصنيعي متميز مع مؤسسات بحثية رائدة عالميًا، ما يُسرّع الطريق نحو تشغيل أول محطة أوروبية لتوليد الطاقة النووية الاندماجية خلال العقد المقبل".

تصميم مفاعلات ستيلايتور

تأسست شركة بروكسيما فيوجن في أبريل/نيسان 2023 بوصفها شركة منبثقة من معهد ماكس بلانك لفيزياء البلازما (IPP).

وتواصل الشركة العمل في شراكة بين القطاعين العام والخاص مع المعهد، مستندةً إلى النتائج التجريبية لمفاعل فيندلشتاين 7-إكس، القائم على تصميم ستيلايتور، والتابع لمعهد ماكس بلانك.

وتعتمد الإستراتيجية التقنية للشركة على نهج هندسي قائم على المحاكاة، يدمج الحوسبة المتقدمة لتحسين تصميماته؛،ومن العناصر الأساسية لهذه الإستراتيجية استعمال تقنية التوصيل الفائقة العالية الحرارة.

محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية
تطوير الطاقة النووية الاندماجية - الصورة من موقع شركة "بروكسيما فيوجن"

وأضاف الشريك في بالديرتون كابيتال (Balderton Capital) -إحدى الجهات المشاركة في جولة التمويل الأخيرة-، دانيال ووترهاوس: "لا يُعدّ ستيلاريتور النهج الأكثر جدوى من الناحية التكنولوجية لطاقة الاندماج فحسب، بل هي محطات توليد الكهرباء المستقبلية".

بالتوازي مع ذلك، ستحدد الشركة موقع مفاعل ستيلاريتور التجريبي، المسمى "ألفا"، وقد أكدت بروكسيما فيوجن أنها تُجري حاليًا مناقشاتٍ مع العديد من الحكومات الأوروبية لاختيار موقعٍ مناسبٍ لهذه المنشأة.

ومن المقرر أن يبدأ تشغيل ألفا في عام 2031، وهو الخطوة الأساسية لإثبات تحقيق زيادة صافية في الطاقة (Q>1)، والمضي قدمًا نحو إنشاء أول محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية من نوعها، بحسب ما جاء في البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

مفهوم آخر لمحطات الطاقة النووية الاندماجية

في وقت سابق من العام الجاري (2025)، طرحت بروكسيما فيوجن مفهوم "ستيلاريس"، وهو أول مفهوم لتصميم ستيلاريتور خاضع لمراجعة الأقران، ويدمج اعتبارات الفيزياء والهندسة والصيانة من مرحلة التصميم الأولية.

ويركّز التصميم على مفاعلات ستيلاريتور شبه متساوية الديناميكية (QI)، والتي تعدُّها الشركة مسارًا واعدًا لطاقة الاندماج النووي التجاري.

ويستفيد مفهوم ستيلاريس من المجالات المغناطيسية الأقوى التي تتيحها تقنية التوصيل الفائقة العالية الحرارة؛ ما يسمح ببناء مفاعلات ستيلاريتور أصغر حجمًا، مع الحفاظ على إمكان إنتاج طاقة كبيرة.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يعتمد تصميم ستيلاريس على المواد المتوفرة حاليًا ضمن سلسلة التوريد الحالية؛ إذ يهدف هذا النهج إلى تجنُّب التأخيرات المحتملة التي قد تنشأ عن انتظار التقنيات الجديدة، لتصبح مُجدية تجاريًا.

وخضع تصميم ستيلاريس لعملية مراجعة دقيقة من قِبل الأقران، ووفقًا للشركة، أكدت عمليات المحاكاة المختلفة قدرته على التغلب على القيود الفيزيائية والهندسية المعروفة المرتبطة بتطوير مفاعلات ستيلاريتور.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق