رئيسيةأخبار الطاقة النوويةأخبار الغازطاقة نوويةغاز

سلطان الجابر يدعو للاستفادة من الغاز والطاقة النووية لتلبية احتياجات مراكز البيانات

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ "أدنوك"، سلطان الجابر، أن منظومة الطاقة العالمية غير جاهزة حاليًا على تلبية الطلب المتزايد من الذكاء الاصطناعي العالمي، وهو ما يستلزم تضافر الجهود العالمية.

وشدد الجابر على أن تلبية احتياجات مراكز البيانات العملاقة تتطلب زيادة إمدادات الطاقة بشكل كبير، والاستفادة من مصادر الطاقة الموثوقة مثل الغاز والطاقة النووية لتأمين الحمل الأساس، ومن الطاقة المتجددة المدعومة بالإمكانات اللازمة لتخزينها.

وأشار -وفق تصريحات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى أهمية تحقيق تقدُّم جوهري في التقنيات الجديدة مثل "المفاعلات المعيارية الصغيرة"، و"الطاقة الاندماجية"، لتلبية الطلب المتنامي على الكهرباء.

ودعا سلطان الجابر إلى تبنّي نهج واقعي وعملي، يشمل وقف الإغلاق المبكر لمحطات الكهرباء الحالية، بالتزامن مع إعادة تفعيل الطاقة النووية.

وأكد أن هناك حاجة عاجلة إلى تطوير منظومة شبكات الكهرباء، في ضوء احتمال تجاوز وقت الانتظار لتسليم بعض المكوّنات الرئيسة للشبكات -مثل المحوِّلات- 3 سنوات.

وأوضح أن سبب التأخير لا يقتصر على سلاسل التوريد، بل هو من التحديات الأساسية للنمو الصناعي، وأن الاستفادة من فرص تطوير شبكات الكهرباء يتطلب تسريع عمليات إصدار التراخيص، وتأهيل القوى العاملة، وخفض مخاطر رؤوس الأموال.

الذكاء الاصطناعي

شدّد سلطان الجابر على ضرورة تضافر جهود قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات بكفاءة وفعالية للاستفادة من الفرص الاستثمارية المهمة والاستثنائية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.

وقال الجابر، في كلمة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، إن الذكاء الاصطناعي يشكّل المرحلة التالية من التطور البشري، مؤكدًا أن تلبية متطلباته تستلزم نقلة نوعية في سياسات واستثمارات قطاع الطاقة وبنيتها التحتية.

شبكات الكهرباء

وأضاف خلال كلمته أمام الدورة التاسعة من "منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي" المُنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن، أن التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي يتجاوز تطوير برمجياته وأنظمته، ويعتمد على توفير الطاقة التي يحتاج إليها.

ولفت إلى أن كل تقدُّم تشهده حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي يتطلب استهلاك المزيد من الطاقة، وأن منظومة الطاقة العالمية غير جاهزة لذلك في التوقيت الحالي.

إمدادات الكهرباء الجديدة

قال سلطان الجابر، إن الولايات المتحدة تحتاج إلى إمدادات كهرباء جديدة تُقدَّر بما يتراوح بين 50 و150 غيغاواط بحلول عام 2030، وبحسب مصدر الكهرباء المستعمل لتوليدها، وهو ما يعادل إجمالي استهلاك عشرات المدن الكبرى.

وأشار إلى أن خريطة الطريق الشاملة للتعامل مع هذا التحدي، والتي وُضِعَت بالشراكة بين إكس آر جي "XRG" وإم جي إكس"MGX" و"المجلس الأطلسي" تضمنت توصيات بتسريع إصدار التراخيص، وتحديث الشبكات، وتنفيذ استثمارات إستراتيجية في الغاز والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.

وشدد المسؤول الإماراتي على أن تطوير وتشغيل تكنولوجيا المستقبل لا يمكن أن يكون بالاعتماد على شبكات الكهرباء القديمة.

وأضاف أنّ تأخُّر إصدار التراخيص اللازمة وتحديات سلاسل التوريد تعوق الوصول إلى النتائج المطلوبة في هذا المجال، لافتًا إلى ضرورة تطوير سياسات داعمة للتقدم، وأهمية الاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة من خلال تبنّي نهج الشراكة.

وأوضح أن اتّباع هذا النهج أسهم في تعزيز العلاقة القوية والشاملة التي تربط الإمارات بالولايات المتحدة عبر القطاعات المختلفة.

الشراكة الإماراتية الأميركية

قال الجابر: "الولايات المتحدة هي ضمن أولوياتنا، وتشكّل بالنسبة لنا وجهةَ استثمارٍ أساسية، وتُعدّ الشركات الأميركية من أكبر شركاء الامتيازات النفطية في الإمارات، إذ تستثمر بفعالية في الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وأيضًا في التكرير والتصنيع والتسويق.

وأضاف: "تتعاون شركات إماراتية مع الشركات الأميركية في 18 ولاية عبر 50 منشأة، في مختلف مجالات الطاقة، بدءًا من الغاز والكيماويات، وصولًا إلى البنية التحتية لقطاع الطاقة وحلولها".

وأوضح أن "شركة إكس آر جي، شريك أساس في أكبر منشأة للغاز المسال في تكساس، من خلال إنتاجها الكيماويات المتخصصة في أنحاء الولايات المتحدة".

مصدر الإماراتية

كما ارتفعت السعة التشغيلية لشركة أبوظبي للطاقة المتجددة "مصدر" إلى 5.5 غيغاواط في مختلف الأراضي الأميركية.

وأضاف الجابر: "وهذه هي البداية فقط، ولمزيد من الإسهام في تحقيق طموحنا، افتتحنا مؤخرًا مكتبًا مشتركًا لكلٍ من "XRG" و"مصدر" في العاصمة واشنطن".

وأوضح أن أيّ مركز بيانات جديد يمكن أن يستهلك كمية الكهرباء التي تستهلكها مدينة بحجم بيتسبرغ، وأن تلبية الطلب تُمثِّل تحديًا تقنيًا، وفرصةً استثمارية مهمّة واستثنائية تتطلب تحقيق نقلة نوعية شاملة تتضافر فيها جهود قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسياسات، وتعمل معًا بشكل متناغمٍ وفعال.

وأضاف سلطان الجابر: "يعمل قطاع التكنولوجيا وفق أطر زمنية ربع سنوية، بينما يعمل قطاع الطاقة وفق أطر تمتد لعقودٍ من الزمن. وعلينا معالجة الفجوة من خلال خفض مخاطر الاستثمارات الرأسمالية الكبيرة، وتطوير سياسات تدعم التقدم ولا تؤخّره.

وقال: "في الوقت الحالي، هناك سعة إنتاجية مخططة للكهرباء في أنحاء العالم تبلغ 2600 غيغاواط تحتاج إلى توصيلها بالشبكات، وعلينا إزالة المعوقات أمام تنفيذ هذا التوسع".

توليد الكهرباء

أشار سلطان الجابر إلى أن توليد الكهرباء هو جانب واحد من جوانب المعادلة، إذ إن توصيلها إلى المستعمِل النهائي يُضيف مستوىً آخر من التعقيد، مؤكدًا ضرورة تدريب مليون فني كهربائي مطلوبين لتشغيل شبكات الكهرباء في القرن الحادي والعشرين، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي للإسهام في رفع كفاءة إدارة أنظمة الطاقة.

وتطرَّق إلى الوضع الحالي في المنطقة وتأثيره بالسِلم الإقليمي وأمن الطاقة، وأكد أن الإمارات ستظل دائمًا من الداعمين للحوار والحلول الدبلوماسية لفضّ النزاعات وخفض التصعيد، ودعا الأطراف كافة إلى ضبط النفس واحترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي.

ودعا سلطان الجابر إلى تعزيز مجالات التعاون للاستفادة من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي والفرص الاقتصادية الواعدة التي يوفرها.

وقال: إن "الاستفادة القصوى من كامل إمكانات الذكاء الاصطناعي تتطلب توفير إمدادات الكهرباء اللازمة له، وهذا يبدأ عبر إعداد خريطة طريق متكاملة، يُمكن تطبيق خطواتها على المستوى المحلي وتوسيع نطاق انتشارها عالميًا".

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والطاقة توأمان يسهمان في تقدُّم البشرية، ومحركان يدفعان العجلة في اتجاه واحد لتسريع الانطلاق نحو المستقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق