انبعاثات الميثان من مشروعات النفط والغاز الجديدة.. 3 دول عربية تحت المجهر
الانبعاثات الإجمالية قد تتجاوز 2.3 مليون طن سنويًا بحلول 2030
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

تتجه انبعاثات الميثان من مشروعات النفط والغاز الجديدة إلى تسجيل مستويات غير مسبوقة، مع اقتراب تشغيل نحو 63 حقلًا حول العالم قبل عام 2030.
وتوقع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن تطلق هذه الحقول نحو 2.3 مليون طن سنويًا من الميثان، أي ما يعادل مجمل انبعاثات الميثان الناتجة عن قطاع الوقود الأحفوري في أوروبا.
والميثان هو أحد الغازات الدفيئة، ورغم قصر عمره فإن تأثيره أقوى 86 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
ويعد عام 2030 علامة فارقة في سباق خفض انبعاثات الميثان، مع التزام الدول الموقعة على تعهد الميثان العالمي (GMP) طوعيًا بخفض الانبعاثات بنسبة 30% بحلول نهاية العقد، مقارنة بمستويات 2020، وقد يسهم ذلك في الحد من الاحترار العالمي بمقدار 0.2 درجة مئوية.
في الوقت ذاته، تستعد أوروبا لتطبيق حزمة تنظيمية صارمة تشمل حظر الحرق الروتيني للغاز، واعتماد تقنيات قياس مباشرة ومعايير كثافة انبعاثات صارمة.
انبعاثات الميثان من مشروعات النفط والغاز الجديدة
رغم التعهدات الدولية بخفض انبعاثات الميثان؛ فإن الشركات الكبرى تواصل ضخ استثمارات ضخمة في مشروعات جديدة ينبعث منها الميثان سنويًا.
وكشف التقرير الصادر عن منصة غلوبال إنرجي مونيتور عن أن نحو 13% من إجمالي الانبعاثات المحتملة التي رُصدت هذا العام، تعود إلى حقول جديدة لا تزال قيد التطوير.
وتُشكِّل 10 حقول نفط وغاز موزعة بين غايانا والسعودية وليبيا وروسيا وأوغندا والإمارات، أكثر من 1.196 مليون طن من الانبعاثات المحتملة، أي أكثر من نصف الإجمالي العالمي المرصود في التقرير.
ويأتي على رأس هذه القائمة:
- حقل "ويبتيل" التابع لإكسون موبيل في غايانا، الذي وصل إلى قرار الاستثمار النهائي في 2024، إلى جانب "يلو تيل" و"أوارو"، ضمن مربع "ستابروك" الذي حوّل غايانا إلى منتج رئيس على الساحة العالمية.
- حقل "خاراسافيسكو" الواقع في روسيا؛ إذ يقترب من التشغيل الكامل عام 2026، بالتوازي مع خط أنابيب "باور أوف سيبيريا 2" الهادف إلى نقل الغاز الروسي إلى الصين.
- حقل تيلينغا في أوغندا، الذي أثار جدلًا بسبب مخاطره على التنوع البيولوجي، ومن المتوقع وصوله إلى طاقته الإنتاجية القصوى بحلول عام 2026.
وحذر التقرير من أن عددًا من هذه الحقول الرئيسة، مثل توسعة حقل المرجان في السعودية و"بحر السلام" في ليبيا إلى جانب "يلو تيل" و"أوارو" في غايانا، يقع في دول تُصَدر إلى الاتحاد الأوروبي.
ويأتي ذلك مع توقعات أن يبدأ الإنتاج في هذه الحقول قبل عام 2027، أي قبل بدء تطبيق معايير الكتلة بالكامل لرصد انبعاثات الميثان والإبلاغ عنها ومعالجتها، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

فجوة بين أهداف خفض انبعاثات الميثان المعلنة والواقع
أظهر التقرير أن بيانات برنامج "شراكة النفط والغاز والميثان 2.0" الذي أطلقه الأمم المتحدة، تشمل 28% من الإنتاج العالمي للنفط والغاز، لكنها لم تغطِّ سوى 1.8% من إجمالي انبعاثات الميثان من قطاع المنبع، رغم التحسينات الملحوظة في أداء الشركات المنضمة للبرنامج خلال العامين الماضيين.
كما لم تقدم كبرى الشركات، مثل أرامكو وغازبروم وإكسون موبيل، أي بيانات إلى البرنامج، وتُظهر البيانات المقدمة من بعض الشركات أن انبعاثات الحقول الجديدة تتجاوز ما أعلنته تلك الشركات.
وتكشف البيانات عن أن غالبية الدول الـ20 الأعلى في انبعاثات الميثان المحتملة -باستثناء روسيا وأوغندا وإيران والجزائر- وقعت على تعهد الميثان العالمي.
وتشير الأرقام إلى أن انبعاثات السعودية المحتملة من الحقول الجديدة تعادل 15% من إجمالي انبعاثاتها البالغة نحو 2.86 مليون طن في عام 2024، في حين ترتفع النسبة في غايانا إلى مستوى يعادل 150% من انبعاثاتها التي بلغت 165 ألف طن، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

أما الولايات المتحدة؛ فعلى الرغم من أن الزيادة المحتملة في انبعاثاتها لا تتجاوز 0.38% من الإجمالي البالغ 35.3 مليون طن عام 2024؛ فإنها تظل كبيرة من حيث الحجم المطلق؛ إذ تتجاوز انبعاثات جميع الدول الموقعة على تعهد الميثان، باستثناء السعودية وغايانا، ولا سيما وسط سعيها لتعزيز صادرات الغاز المسال إلى أوروبا.
ومع احتمال تغيير السياسات في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب، مثل تقليص موازنات الوكالات الفيدرالية المعنية بالحد من انبعاثات الميثان- تتزايد الشكوك بشأن قدرة واشنطن على الالتزام بالمعايير الأوروبية الجديدة.
ووفقًا لتحديث "مؤشر تتبّع الميثان العالمي 2025" الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، تجاوزت انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة 120 مليون طن سنويًا بحلول نهاية 2024، مدفوعة بالإنتاج القياسي للنفط والغاز والفحم.
موضوعات متعلقة..
- تسرب الميثان من آبار النفط والغاز.. دراسة تكشف حقيقة صادمة
- انبعاثات الميثان من آبار النفط والغاز المهجورة تتطلّب معالجة عاجلة
- مواجهة انبعاثات الميثان تتعزز بإجراءات جديدة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- ناقلات الغاز والنفط تشهد تحركات جديدة تدعم أسطول دولتين عربيتين
- إيرادات صادرات الطاقة الروسية تهبط لأقل مستوى منذ 2022.. ماذا استوردت الدول العربية؟
- استكشاف النفط والغاز غير التقليدي في أميركا اللاتينية.. دولتان تقودان الاتجاه
المصدر..