حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل يامبورغ للغاز.. قصة 4.7 تريليون متر مكعب تدعم صادرات روسيا

أحمد بدر

يأتي حقل يامبورغ الغازي، أو "يامبرغسكي"، في المركز الثاني ضمن أكبر الحقول في روسيا، بجانب كونه واحدًا من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، وأحد المصادر الرئيسة للطاقة في البلاد، بما يدعم إستراتيجيتها لتطوير مواردها الطبيعية ودعم اقتصادها.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل العملاق، الذي يقع في منطقة سيبيريا الشمالية، يعدّ عاملًا رئيسًا في تعزيز مكانة روسيا، بصفتها واحدة من أكبر مصدري الغاز في العالم.

ويشتهر حقل يامبورغ باحتياطياته الضخمة من الغاز الطبيعي، التي تجعله من بين الأكثر أهمية عالميًا، على الرغم من أن موقعه الجغرافي -في مناطق نائية من الأراضي الروسية- يمثل تحديًا كبيرًا على المستويين التقني والمادي لتطويره.

ويسعى المهندسون الروس إلى تحقيق أكبر قدر من التقدم في عمليات تطوير حقل يامبورغ، لاستخراج الغاز الطبيعي بأفضل الوسائل الممكنة، وهو ما يسهم في تحقيق إنجازات بارزة في مجال تقنيات استخراج الغاز ونقله.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العالمية والعربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل يامبورغ

تشير أبرز المعلومات عن حقل يامبورغ للغاز الطبيعي في روسيا إلى أنه اكتُشِف للمرة الأولى في أواخر ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1969، من خلال عمليات تنقيب مكثفة عن النفط والغاز في سيبيريا الشمالية من جانب شركات روسية "سوفييتية".

وأعلن الغاز الروسي نفسَه في الحقل العملاق بكميات تجارية في عام 1972، لتواصل موسكو إجراء الدراسات الجيولوجية لتأكيد احتياطيات الحقل وتقييم إمكاناته الاقتصادية، وذلك قبل بدء الإنتاج التجاري منه في بداية الثمانينيات، بعد تجهيز البنية التحتية اللازمة.

صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب

ويقع حقل يامبورغ في منطقة يامال-نينيتس ذاتية الحكم، في منطقة شمال غرب سيبيريا، إذ يمتد على مساحة شاسعة قرب نهر تازي وخليج أوب في الدائرة القطبية الشمالية، وكان اكتشافه خطوة مهمة لقطاع الطاقة الروسي.

بالإضافة إلى ذلك، يشتهر الحقل الروسي العملاق بوقوعه في منطقة تشتهر بمناخها القاسي وظروفها البيئية الصعبة، إذ تصل درجات الحرارة في الشتاء إلى مستويات شديدة الانخفاض، تنخفض عن الصفر بدرجات كثيرة.

وقد أسهم تطوير حقل يامبورغ بتعزيز البنية التحتية للطاقة في روسيا، التي اعتمدت بشكل كبير على شبكات خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي إلى الأسواق المحلية والدولية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

في الوقت نفسه، شكّل اكتشاف الحقل الغازي العملاق وتطويره قاعدة مهمة لتطوير الشراكات بين موسكو وعدد كبير من الدول المستوردة للغاز الطبيعي، وهو ما عزّز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين روسيا وأوروبا ودول قارة آسيا.

احتياطيات حقل يامبورغ

تشير التقديرات الرسمية من جانب الحكومة الروسية -وكذلك التقديرات غير الرسمية- إلى أن احتياطيات حقل يامبورغ تتجاوز حاجز الـ4.7 تريليون متر مكعب، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

كما يحتوي الحقل الغازي العملاق، الواقع في منطقة سيبيريا الشمالية، على كميات احتياطية ضخمة من المكثفات والغازات المصاحبة، التي تستفيد منها موسكو في إنتاج البتروكيماويات والوقود وغيرها من المواد التي تسوّقها عالميًا وتستهلكها محليًا.

في الوقت نفسه، يبلغ حجم إنتاج حقل يامبورغ -سنويًا- ما يزيد على 200 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يجعله أحد أهم المصادر في شبكة إمدادات الغاز الروسية، سواء بالنسبة للاستهلاك الداخلي أو التصدير.

صادرات الغاز الطبيعي

يشار إلى أن جزءًا كبيرًا من إنتاج الغاز الطبيعي من حقل يامبورغ العملاق، الذي يعدّ ثاني أكبر حقل غازي في روسيا بعد حقل أورينغوي، يُصدّر إلى الأسواق الأوروبية عبر شبكة خطوط الأنابيب التابعة لشركة غازبروم.

لذلك، يعدّ حقل يامبورغ أحد المصادر الرئيسة للإيرادات بالنسبة إلى روسيا، خاصة فيما يتعلق بالتصدير، إذ تعزز هذه الإيرادات من قوة الاقتصاد الروسي، بجانب إسهامه في توفير الغاز الطبيعي للصناعات المحلية وإنتاج الطاقة الكهربائية.

بالإضافة إلى ذلك، تعتمد روسيا على هذا الحقل العملاق، لدعم فرص العمل والبنية التحتية في منطقة سيبيريا الشمالية، التي تعدّ من المناطق النائية بالنسبة لبقية البلاد، على الرغم من توفّرها على ثروات طبيعية ضخمة.

جهود تطوير حقل يامبورغ

مرّت جهود تطوير حقل يامبورغ الروسي للغاز الطبيعي بعدد من المراحل، إذ كانت المرحلة الأولى بعد اكتشافه، التي استمرت حتى ثمانينيات القرن الماضي، وتضمنت إنشاء البنية التحتية الأساسية واستغلال الطبقات السطحية من الغاز.

في فترة التسعينيات، توسعت عمليات تطوير الحقل لتشمل مزيدًا من أعمال الحفر للوصول إلى الطبقات العميقة فيه، بهدف الوصول إلى أكبر قد من الاحتياطيات التي يمكن استغلالها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال العقدين الأخيرين، وتحديدًا من السنوات الأولى في الألفية الجديدة، أي مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، تمكنت الحكومة الروسية من إدخال تقنيات حديثة لتعزيز كفاءة الإنتاج في حقل يامبورغ للغاز، وتقليل الأثر البيئي.

وتُعدّ شركة غازبروم الروسية العملاقة المطور الرئيس لحقل يامبورغ للغاز الطبيعي في منطقة سيبيريا الشمالية، إلّا أن عمليات التطوير شهدت مشاركة من جانب العديد من الشركات المتخصصة في هندسة الطاقة والجيولوجيا، بهدف تحسين تقنيات الإنتاج ونقل الغاز.

شركة غازبروم الروسية
شركة غازبروم الروسية - الصورة من مال نيوز

لذلك، يمثّل حقل يامبورغ رمزًا لتفوق موسكو فيما يتعلق بمجال الطاقة، ويجسّد قدرتها على استغلال مواردها الطبيعية تحت أصعب الظروف، إذ إنه يبقى -مع مواصلة تطويره- من الأعمدة الرئيسة التي تستند إليها قوة روسيا عالميًا.

نرشح لكم..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق