التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء في باكستان يتسارع منذ 2024

الطاقة الشمسية المحرّك الرئيس للطلب

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

ارتفع الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء في باكستان بمعدلات متسارعة منذ عام 2024 وحتى أول شهرَيْن من العام الحالي (2025)، وسط توقعات بنمو أكبر خلال السنوات المقبلة.

وبحسب دراسة حديثة -حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- فقد أدت زيادة الطلب في القطاعات المستهلكة إلى ارتفاع واردات باكستان من بطاريات تخزين الكهرباء إلى 1.25 غيغاواط/ساعة عام 2024.

كما أدى استمرار نمو الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء في باكستان إلى زيادة وارداتها لـ400 ميغاواط/ساعة في أول شهرَيْن من عام 2025.

ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع الطلب على أنظمة دمج بطاريات تخزين الكهرباء مع الطاقة الشمسية في القطاعات السكنية والتجارية والصناعية؛ نتيجة ارتفاع تكاليف الكهرباء وانخفاض أسعار مكونات الطاقة الشمسية.

ويلجأ المستهلكون إلى دمج بطاريات التخزين مع أنظمة الطاقة الشمسية لتقليل الاعتماد على الشبكة، وخفض فواتير الطاقة، وزيادة الموثوقية في بلد يعاني انقطاع التيار باستمرار.

نمو الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء في باكستان

يتزايد طلب القطاعات السكنية والتجارية والصناعية على أنظمة بطاريات التخزين اللامركزية التي تُمكّن من تخزين الكهرباء الرخيصة المنتجة خلال النهار لإعادة استعمالها خلال ذروة المساء، ما يقلّل من اعتمادها على الشبكة.

وتعود هذه الأنظمة بالنفع على المستهلكين التجاريين والصناعيين، عبر خفض الرسوم الثابتة التي تفرضها الشبكة استنادًا إلى أقصى استهلاك مسجل خلال مدة زمنية محددة.

ويمكن لهذه الأنظمة أن تُسهم في خفض الطلب على الكهرباء من الشبكة خلال أوقات الذروة، إلى جانب تقليل فواتير الكهرباء.

وعلاوة على ذلك، فإن أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء في باكستان تُمكّن المستهلكين من التحكم في التردد وتحقيق استقرار النظام في ظل الطبيعة المتقطعة للتوليد من الطاقة الشمسية حسب ظروف الطقس.

مشغلي شبكة الكهرباء في باكستان يتابعون الربط مع طاقةالرياح
مشغلو شبكة الكهرباء في باكستان يتابعون الربط مع طاقة الرياح - الصورة من Development Asia

وعلى المستوى الوطني، يمكن لأنظمة التخزين أن تساعد مشغلي الشبكات في تقليل مدد الذروة، وموازنة الطلب المسائي على الكهرباء، ما قد يقلّل الحاجة إلى زيادة محطات التوليد العاملة بالوقود الأحفوري أو إضافة محطات جديدة لتوزيع الكهرباء على مستوى البلاد.

وتشير التقديرات إلى أن تركيب 1.25 غيغاواط/ساعة من بطاريات تخزين الكهرباء في باكستان يمكنه أن يخفّض الطلب السنوي على الكهرباء من الشبكة بمقدار 438 غيغاواط/ساعة، بحسب الدراسة الصادرة من معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي (يونيو/حزيران 2025).

الطلب على البطاريات للطاقة الشمسية

استوردت باكستان 27.6 غيغاواط من وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية خلال السنوات المالية (2019-2024)، في حين استوردت 5.2 غيغاواط خلال النصف الأول من السنة المالية 2025، المنتهية يونيو/حزيران الجاري.

وتقدّر دراسة معهد اقتصادات الطاقة أن نصف إجمالي السعة المستوردة فقط جرى تركيبه في جميع أنحاء البلاد، وأن ما لا يقل عن 11.5 غيغاواط من هذه السعة مخزنة خارج الشبكة.

ومن غير المرجح أن يتبنّى جميع أصحاب الطاقة الشمسية على الأسطح والمستهلكين المستقلين، أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء، نظرًا إلى ارتفاع تكاليفها الأولية.

كما قد لا يتوفر لدى مستهلكي الطاقة الشمسية من ذوي الأسر الصغيرة مساحة إضافية على الأسطح لتركيب أنظمة البطاريات.

كذلك فإن المؤسسات التجارية التي تعمل من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، قد لا تحتاج إلى تخزين الكهرباء نهارًا لاستعمالها ليلًا.

تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح في باكستان
تركيبات الطاقة الشمسية على الأسطح في باكستان - الصورة من Nikkei Asia

وبافتراض تقدير متحفظ تخزن فيه 25% فقط من الكهرباء المنتجة من تشغيل الألواح المستوردة، فإن ذلك قد يخفّض الطلب السنوي على الكهرباء من الشبكة بمقدار 11.5 تيراواط/ساعة.

ويمثّل هذا الرقم قرابة 8.4% من إجمالي الطلب الفعلي على الكهرباء باكستان خلال عام 2024، والمقدر بنحو 137 تيراواط/ساعة، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وإذا استمر نمو تركيبات الطاقة الشمسية في البلاد، فمن المتوقع ارتفاع واردات باكستان من بطاريات تخزين الكهرباء إلى 8.75 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030.

ولن يؤدي ذلك إلى خفض الطلب على الكهرباء من الشبكة فحسب، بل يمكن أن يساعد في خفض معدل استعمال محطات إعادة تغويز الغاز المسال في أثناء ذروة الطلب، ما سيخفّض بدوره واردات البلاد من هذا المصدر باهظ الثمن، بحسب الدراسة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

تحليل الطلب على بطاريات تخزين الكهرباء في باكستان، من معهد اقتصادات الطاقة.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق