حقول النفط والغازرئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل روماشكينسكوي.. قصة اكتشاف روسي عملاق يقترب من 80 عامًا

أحمد بدر

يمثّل حقل روماشكينسكوي، الواقع في جمهورية تتارستان الروسية، نقطة ضوء مهمة في مسيرة صناعة الطاقة لدى الدولة النفطية العملاقة، إذ إنه من أكبر حقول النفط هناك، بجانب كونه من رموز الصناعة في البلاد.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن اكتشاف الحقل كان في نهاية النصف الأول من القرن العشرين، ليشكّل بعد التوصل إلى احتياطياته العملاقة نقطة تحول في استغلال الموارد النفطية الروسية.

ويتمتع حقل روماشكينسكوي النفطي العملاق في روسيا، بخصائص جيولوجية مميزة، تجعله مصدرًا مهمًا للإنتاج النفطي منذ سنوات طويلة، إذ على الرغم من أن عمره يقترب من 80 عامًا، فإنه ما زال من المصادر المهمة للنفط الروسي.

وتكمن أهمية حقل روماشكينسكوي بدوره الكبير في دعم اقتصاد روسيا، إذ يسهم مباشرةً في توفير الطاقة وإمداد الأسواق المحلية والعالمية بالنفط، كما يعدّ تطويره شهادة على تقدُّم تقنيات الاستكشاف والاستخراج الروسية.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل روماشكينسكوي

تشير المعلومات عن حقل روماشكينسكوي إلى أنه اكتُشِفَ للمرة الأولى في عام 1948، وذلك خلال مدة البحث المكثف عن الموارد النفطية في مناطق الاتحاد السوفيتي السابق، الذي كان يستهدف احتلال موقع مميز على خريطة الطاقة العالمية حينها.

وكان الحقل نتاجًا لدراسات جيولوجية معمّقة أجرتها فِرق من العلماء السوفييت، التي تعرفت -منذ لحظة اكتشافه- على إمكاناته الهائلة، بصفته أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد، لذلك بدأت على الفور إجراءات استغلاله تجاريًا.

وقد بدأ الإنتاج في حقل روماشكينسكوي في عام 1949، وشكّل ذلك بداية جديدة في تطوير صناعة النفط في جمهورية تتارستان التابعة لروسيا الاتحادية، وفق بيانات الإنتاج النفطية التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

النفط الروسي

يقع الحقل العملاق في شمال منطقة الفولغا الشهيرة في جمهورية تتارستان، وهي واحدة من الكيانات الفيدرالية الروسية، إذ يمتد الحقل على مساحة واسعة، ويقع ضمن حوض الفولغا-الأورال النفطي، المعروف بغناه بالموارد الهيدروكربونية.

ويتميز حقل روماشكينسكوي بموقعه الإستراتيجي والحيوي، الذي يسهّل عملية الوصول إلى البنية التحتية لنقل النفط، مثل السكك الحديدية وخطوط الأنابيب، وهو ما يجعله -في الوقت نفسه- مركزًا إستراتيجيًا لإنتاج النفط.

ومنذ اكتشافه، مرَّ الحقل النفطي العملاق بمراحل متعددة من التطوير والتحديث، ما جعله قادرًا على تلبية احتياجات السوق المتزايدة بالرغم من التحديات التقنية التي واجهته، وكذلك التحديات الجيوسياسية التي فرضتها الأحداث المختلفة على موسكو.

ويسهم حقل روماشكينسكوي في الاقتصاد الروسي بقوة، إذ يؤدي دورًا محوريًا من خلال توفير نسبة كبيرة من إنتاج النفط المحلي، بجانب كونه مصدرًا رئيسًا لعائدات التصدير، وكذلك يوفر فرص عمل لآلاف الأشخاص، سواء مباشرةً أو من خلال الصناعات المرتبطة بالنفط.

احتياطيات حقل روماشكينسكوي

تشير التقديرات الرسمية إلى أن احتياطيات حقل روماشكينسكوي من النفط الخام عالي الجودة تصل إلى نحو 17 مليار برميل، وذلك عند اكتشافه، إلّا أن هذه الاحتياطيات تراجعت بمرور الزمن، مع استنزاف بعض آباره الكبيرة.

ولكن ما يزال الحقل محتفظًا بكميات ضخمة من الاحتياطيات النفطية القابلة للاستخراج، التي تعمل روسيا على استغلالها من خلال استعمال تقنيات حديثة، مثل الاستخراج المعزز للنفط، وفق بيانات الإنتاج والاحتياطيات العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبالإضافة إلى احتياطيات النفط الخام الكبيرة، يشتمل حقل روماشكينسكوي على كميات ضخمة من الغاز المصاحب للعمليات النفطية، وكذلك المكثفات، التي تُوَجَّه إلى قطاع الصناعات المحلية، ولا سيما صناعة البتروكيماويات.

النفط الروسي

وفي ذروة إنتاجه في سبعينيات القرن الماضي، بلغ إنتاج الحقل نحو 120 مليون طن سنويًا، أي ما يصل إلى 876 مليون برميل سنويًا، بواقع 2.4 مليون برميل يوميًا، وهو رقم يعادل إنتاج أكبر حقلين للنفط في العالم في الوقت الحالي.

إلّا أنه مع مرور الزمن، وتقادُم الآبار واستهلاك بعضها بالكامل، ونضوب الطبقات السطحية للنفط في حقل روماشكينسكوي، تراجعَ الإنتاج، ليصل حاليًا إلى نحو 15 مليون طن، أي نحو 300 ألف برميل يوميًا من النفط الخام.

جهود تطوير حقل روماشكينسكوي

شهدت جهود تطوير حقل روماشكينسكوي عددًا من المراحل المهمة منذ اكتشافه، إذ كانت المرحلة الأولى بين عامي 1949 و1970، وتميزت بالإنتاج المكثّف باستعمال تقنيات الحفر التقليدية، لتحقيق الاستفادة السريعة من إمكانات الحقل.

وكانت المرحلة الثانية بين عامي 1970 و1990، وشهدت إدخال تقنيات الحفر الأفقي وتحسين كفاءة استخراج النفط، بينما بدأت المرحلة الثالثة في 1991، وهي ما تزال مستمرة حتى الآن، وتركّز على تقنيات الاستخراج المعزز واستعمال التكنولوجيا الحديثة لتحسين إنتاج الآبار القديمة.

وتشرف شركة "تاتنفط" الروسية -وهي واحدة من كبريات شركات النفط لدى موسكو- على تشغيل وتطوير الحقل، إذ تديره باستعمال تقنيات حديثة، مثل الحقن الكيميائي والحراري، لتحسين استخراج النفط من الطبقات العميقة.

حقل روماشكينسكوي
مرفق تخزين تابع لشركة تاتنفط الروسية - الصورة من AzerNews

ومع تواصل جهود تطويره، يمثّل حقل روماشكينسكوي نموذجًا لتاريخ صناعة النفط الروسية، ودليلًا على القدرة التقنية والاقتصادية للبلاد في تطوير مواردها الطبيعية، كما أنه يعدّ أحد الأعمدة الأساسية لدعم الاقتصاد الروسي وضمان استدامة الإنتاج النفطي في المستقبل.

نرشح لكم..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق