
أبرمت شركتان ألمانيتان صفقة توربينات رياح جديدة، من شأنها أن توطّد أقدام مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لدى أكبر اقتصادات أوروبا.
إذ وقّعت شركة تصنيع التوربينات "إنركون" الألمانية (Enercon) اتفاقية مع شركة تطوير مزارع الرياح "إنرسيتي" (Enercity) بقيمة 800 مليون يورو (915.6 مليون دولار أميركي).
وبحسب تفاصيل الاتفاق لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يسري العقد لمدة عامَيْن، كما يشمل خيارًا للتمديد.
وتستعد ألمانيا للتخلي عن محطات توليد الكهرباء بالفحم بحلول عام 2038، وإلى ذلك وضعت هدف رفع قدرات إنتاج الرياح البرية إلى 115 غيغاواط والرياح البحرية إلى 30 غيغاوط بحلول عام 2030، وصولًا للحياد الكربوني في 2045.
أحدث صفقة توربينات رياح
تتضمّن بنود أحدث صفقة توربينات رياح تقديم خدمات الإمداد والتركيب والصيانة إلى عدد كبير من التوربينات البرية في ألمانيا.
ويشمل نطاق العقد -الذي جاء بعد طرح عطاء تنافسي أطلقته ذراع "إنرسيتي" للطاقة المتجددة "إنرسيتي إرنيوبار" (Enercity Erneuerbare)- تقديم خدمات إضافية مرتبطة بمرافق البنية الأساسية وبناء محطة كهرباء فرعية.
وتفصيليًا، تتولى شركة إنركون تزويد "إنرسيتي" بنحو 100 من التوربينات مختلفة الأنواع، على أن يكون أكثر من 30 توربينًا خلال العام الجاري (2025).

وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يحمل أكبر توربينات الرياح التي تصنّعها شركة إنركون حاليًا رقم "إي-175 إي بي 5 إي 2" (E175 EP5 E2)، وبقدرة 7 ميغاواط وبطول 162 مترًا.
وتعليقًا على صفقة توربينات الرياح، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة إنرسيتي، أوريلي أليماني، إن التعاون يعزّز مسيرة تحول الطاقة واقتصاد منطقة شمال ألمانيا. كما يخلق قيمة مضافة للشركة وإنتاج الكهرباء ومواقع طاقة الرياح.
وأشادت بالتعاون مع "إنرسيتي"، قائلة إن الشراكة بين الجانبَيْن بمثابة إشارة إيجابية لصناعة الرياح في ألمانيا وللاقتصاد الإقليمي.
طاقة الرياح في ألمانيا
ثمّن المدير الإقليمي لشركة إنركون في وسط أوروبا وشمالها بنيامين سيفرت، ما وصفه بالزخم الإيجابي لطاقة الرياح في ألمانيا وعلى نحو خاص، تزايد عدد المشروعات التي تنتقل من مرحلة التراخيص إلى التنفيذ.
وأكد أن التعاون المبكر والمرن فيما بين أصحاب المصالح هو شرط مسبق لنجاح المشروعات، مشيرًا إلى أن شركتي إنرسيتي وإنركون وصلتا إلى مستوى بنّاء للغاية من ذلك التعاون المنشود على صعيد العقود والتنفيذ.
بدورهما، وصف المديران الإداريان في شركة "إنرسيتي إرينوبار" رالف تيتيت، ودانيل مولر "إنركون"، بالشريك القوي، وهو ما يساعد في تحقيق الأهداف الطموحة للنمو والتوسع على نحو أكثر فاعلية.
وإذ أكدا قدرة "إنركون" على ضمان الوصول للتقنيات عالية الجودة داخل حدود الإطار الزمني المتفق عليه في العقد، قالا إن شفافية الأسعار تصب في صالح الشركتَيْن، كما أن توافر عناصر الكمية والتوقيت والأسعار يمنح الجانبَيْن الأمن اللازم لأعمال التخطيط.
وبحسب متابعات منصة الطاقة، تأتي أحدث صفقة توربينات رياح في الوقت الذي يشهد فيه القطاع تطورات إيجابية، وتحديدًا في منح تصاريح بناء محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح البرية.
جاء ذلك بعد سلسلة من الإصلاحات التشريعية التي أقرتها الحكومة الفيدرالية لتبسيط عملية استصدار التصاريح اللازمة وتسريع وتيرتها.
وخلال الربع الأول من العام الجاري (2025)، حصلت مشروعات بقدرة 4.15 غيغاواط على موافقة الحكومة الفيدرالية، ليكون بذلك رابع فصل على التوالي تتجاوز فيه سعة المشروعات الحاصلة على تصاريح حاجز 4 غيغاواط.
كما جرى تركيب توربينات بسعة 1 غيغاواط، كان 30% منها بغرض التجديد، وشكّلت شركات "فيستاس" الدنماركية و"إنركون" و"نوردكس" (Nordex) الألمانيتان نحو 30% من تلك التوربينات الجديدة، في حين استحوذت "جنرال إلكتريك فيرنوفا" (GE Vernova) على النسبة المتبقية (70%).
ويوضح الرسم البياني الآتي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر شركات تصنيع توربينات الرياح في 2024:
وفي العام الماضي ككل (2024)، سجّلت تراخيص مشروعات الرياح أعلى مستوى لها على الإطلاق؛ إذ صدرت الموافقة على بناء مزارع بقدرة 15 غيغاواط، وأيضًا أُقيمت عطاءات للرياح البرية بقدرة 11 غيغاواط، وللرياح البحرية بقدرة 5.5 غيغاواط.
وبذلك، كانت ألمانيا في 2024 صاحبة أكبر عدد من تركيبات الرياح الجديدة في أوروبا، متفوقة على المملكة المتحدة وفرنسا وفنلندا.
موضوعات متعلقة..
- اختبار أكبر توربين رياح بحرية في العالم.. طوله يعادل ناطحة سحاب
- أكبر توربين رياح بحرية في العالم.. بطول برج إيفل ومقاوم الأعاصير
- مزرعة رياح بحرية عالمية قديمة تمدّد عمرها التشغيلي
اقرأ أيضًا..
- زامبيا تنافس المغرب على استثمارات السيارات الكهربائية
- سقف أسعار النفط الروسي قد يهبط إلى 45 دولارًا للبرميل
- المفاعلات النووية الصغيرة وتكلفة الطاقة المتجددة تعززان أمن الطاقة الأفريقي
- المدن الصناعية الخضراء.. جبهة اقتصادية بيئية واعدة لأفريقيا رغم التحديات (تقرير)
المصدر: