التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

توقعات بانخفاض صادرات أميركا من الإيثان 51%

مقارنة بالتقديرات السابقة

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تتجه صادرات أميركا من الإيثان إلى هبوط حادّ خلال عامَي 2025 و2026، بعد قرار من إدارة الرئيس دونالد ترمب يقضي بفرض قيود على الصادرات إلى الصين.

ووفقًا لذلك، خفضت إدارة معلومات الطاقة في تقرير آفاق الطاقة قصيرة الأجل -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- توقعاتها لصادرات الإيثان الأميركية، إلى جانب الإنتاج، للعامين الحالي والمقبل.

وتشير التقديرات إلى انخفاض نسبته 24%، لتصل الصادرات إلى 410 آلاف برميل يوميًا في عام 2025، مقارنة بتقديرات سابقة في مايو/أيار المنصرم، بلغت 540 ألف برميل يوميًا.

أمّا في عام 2026، فتتجه الصادرات إلى هبوط أكثر حدّة نسبته 51%، لتصل إلى 310 آلاف برميل يوميًا، مقارنة بـ640 ألف برميل في التوقعات السابقة.

والولايات المتحدة أكبر مصدر للإيثان عالميًا، حيث ارتفعت الصادرات 13 ضعفًا خلال العقد المنتهي في 2024، لتبلغ نحو 492 ألف برميل يوميًا.

وخلال عام 2024، بلغ إجمالي إنتاج الإيثان الأميركي نحو 2.8 مليون برميل يوميًا، أي ما يقرب من 3 أضعاف ما كان عليه في عام 2014.

أسباب انخفاض صادرات أميركا من الإيثان

رغم بوادر التهدئة التي ظهرت في مايو/أيار المنصرم عقب محادثات جنيف وإعلان هدنة تجارية لمدة 90 يومًا بين واشنطن وبكين، عادت وزارة التجارة الأميركية لتُصعِّد المواجهة بإعلان قيود على صادرات أميركا من الإيثان.

فقد تلقّت شركتا "إنرجي ترانسفير- Energy Transfer" و"إنتربرايز برودكتس بارتنرز- Enterprise Products Partners" -وهما من أبرز منتجي الإيثان الأميركي ومصدّريه- خطابات من وزارة التجارة تطالبهما بالحصول على تراخيص مسبقة لتصدير الإيثان إلى الصين.

ووجّه مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية تحذيرًا مفاده أن صادرات الإيثان الأميركية إلى الصين تشكّل "خطرًا غير مقبول" لاحتمال استعمالها في أغراض عسكرية.

وكشفت شركة " إنتربرايز برودكتس بارتنرز" أنها تلقّت إخطارًا حكوميًا بنيّة رفض طلبات طارئة لتصدير 3 شحنات إيثان إلى الصين، بإجمالي يُقدَّر بنحو 2.2 مليون برميل.

ومن شأن هذه القرارات أن تؤدي إلى انخفاض صادرات أميركا من الإيثان، لا سيما أن الصين تبرز بوصفها وجهة رئيسة.

وخلال العام الماضي، استحوذت بكين على نحو 227 ألف برميل يوميًا، ما يعادل 46% من إجمالي الصادرات الأميركية، كما يوازي 8% من الإنتاج الأميركي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وحاليًا، تقدّر شركة " إنتربرايز برودكتس بارتنرز" أن إجمالي صادرات الإيثان الأميركية إلى الصين سيصل إلى نحو 290 ألف برميل يوميًا في عام 2025.

ناقلة تحمل صادرات أميركا من الإيثان في ميناء يانغشا
ناقلة تحمل شحنات في ميناء يانغشان - الصورة من سي إن بي سي

تأثير قيود صادرات الإيثان الأميركية محليًا

عادةً ما يُستخلص الإيثان في أميركا خلال عمليات معالجة الغاز الطبيعي، التي تفصل الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي الأخرى عن الغاز الخام، وهو من المواد البتروكيماوية الأساسية، إذ يُستعمل في إنتاج الإيثيلين، المكون الرئيس في صناعة البلاستيك والراتنجات.

وعلى الجانب الصيني، تعتمد شركات البتروكيماويات على الإيثان الأميركي، كونه مادة أولية منخفضة التكلفة مقارنةً بالنافثا.

أمّا على الجانب الأميركي، يعاني المنتجون من فائض في المعروض المحلي من سوائل الغاز الطبيعي، لذا لا غنى لهم عن السوق الصينية.

ورغم أن القيود على صادرات أميركا من الإيثان إلى بكين تستهدف ضرب الصناعات الصينية، فإنها تُنذر بتداعيات عكسية، وتهدد بتراكم المخزونات المحلية، وسيدفع ذلك المنتجين إلى خفض عمليات الفصل والمعالجة في حقول الغاز الصخري.

وقد يؤثّر ذلك في ربح عمليات الحفر وزيادة تركيز الإيثان في الغاز الطبيعي، ما يتسبب في ارتفاع تكاليف إنتاج الغاز المسال، أحد أكبر الصناعات الأميركية.

وتظل الصين الدولة الوحيدة القادرة على امتصاص فائض صادرات أميركا من الإيثان، في وقت تتسارع فيه قدراتها الإنتاجية من الإيثيلين -المادة الأساسية في صناعة البلاستيك.

ووفقًا لمعهد أكسفورد لدراسات الطاقة، من المتوقع ارتفاع الطاقة الإنتاجية للإيثيلين في الصين من 55 مليون طن سنويًا في 2024 إلى نحو 80 مليونًا بحلول 2028، ما يمثّل 50% من إجمالي الطاقة الإنتاجية الجديدة عالميًا.

منشأة لإنتاج الإيثيلين تعزز صادرات أميركا من الإيثان
منشأة لإنتاج الإيثيلين - الصورة من شركة إنيوس

إنتاج أميركا من الإيثان

ترى إدارة معلومات الطاقة أن عدم وجود منفذ لصادرات أميركا من الإيثان سيجعل من غير المجدي فصل الإيثان عن الغاز الطبيعي خلال المعالجة، ومن ثم توقعت انخفاض الإنتاج لعامَي 2025 و2026.

ومن المتوقع أن ينخفض الإنتاج إلى 2.8 مليون برميل يوميًا في 2025، بدلًا من 2.9 مليونًا في التقديرات السابقة، بتراجع نسبته 4.2%، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

أمّا في 2026، فسينخفض الإنتاج إلى 2.7 مليون برميل يوميًا، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى 3.1 مليونًا، أي بانخفاض نسبته 12.1%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. توقعات صادرات أميركا من الإيثان من إدارة معلومات الطاقة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق