تقارير الطاقة المتجددةالنشرة الاسبوعيةرئيسيةطاقة متجددة

تحديات الطاقة الشمسية في العراق.. 3 خبراء يسلطون الضوء على أبرز الحلول

داليا الهمشري

في ظل الاهتمام المتزايد بالطاقة الشمسية في العراق، يواجه هذا القطاع مجموعة من التحديات المرتبطة بالمناخ الحار، إلى جانب عوامل اقتصادية وتشريعية تعوق التوسع في تركيب المنظومات الشمسية.

وفي هذا الإطار، سلّطت ندوة "الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مُناخ العراق.. التحديات والحلول" -التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- الضوء على هذه التحديات، بمشاركة نخبة من الخبراء الذين قدّموا رؤى عملية وإستراتيجيات فعّالة لدعم نمو هذا القطاع الحيوي.

ويُعدّ العراق من الأسواق الناشئة في مجال الطاقة الشمسية، التي تشهد نموًا متسارعًا، لا سيما في التطبيقات المنزلية خلال المدة الأخيرة.

كما شهدت هذه السوق طلبًا كبيرًا على تركيب الأنظمة الشمسية، سواء للاستعمال المنزلي أو الصناعي، وسط توقعات بطفرة كبيرة في هذا القطاع خلال الأعوام المقبلة.

زيادة الطلب

قال مستشار الطاقة رئيس قسم البحث والتطوير في شركة "ريان السفينة" لمشروعات الطاقة الدكتور محمد أبوالطيب، إن العراق كان من أوائل الدول التي دخلت سوق الطاقة الشمسية منذ الثمانينيات، إلّا أن الحروب التي مرّت بها البلاد قد عطّلت تلك الجهود، واقتصر استعمال المنظومات الشمسية على تغذية الأراضي الزراعية بالكهرباء.

وأضاف أن الأعوام الأخيرة شهدت نموًا متسارعًا في السوق، مع ارتفاع الطلب على تركيب الأنظمة الشمسية في المنازل، خاصةً تلك المنظومات القائمة على استعمال البطاريات، أو دعم شبكة الكهرباء الوطنية.

الطاقة الشمسية في العراق
جانب من ندوة حول تحديات الطاقة الشمسية في العراق

وتابع الدكتور أبوالطيب أن هناك توجهًا متزايدًا لدى المصانع لتركيب هذه الأنظمة لتلبية احتياجاتها من الكهرباء، كما زاد الطلب من قبل المواطنين خلال الأشهر الـ6 الماضية بشكل ملحوظ على المنظومات الشمسية.

واستطرد قائلًا: "إن العراق يتميز بضخامة الطلب على الكهرباء مقارنةً بالتوليد الفعلي نتيجة للنمو السكاني".

الحلول التقنية المقترحة

يقول الدكتور محمد أبوالطيب، إن ظاهرة تغير المناخ تسببت في خسائر واضحة للقطاع، مشيرًا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات هطول الأمطار قد أسهما في تفاقم ظاهرة التصحر، وهو ما أدى إلى زيادة العواصف الرملية والغبار، ما شكّل ضررًا إضافيًا للمنظومات الشمسية.

وقدّم أبوالطيب مجموعة من الحلول التقنية للتخفيف من آثار التغير المناخي على أداء وإنتاج أنظمة الطاقة الشمسية في العراق، تتضمن:

1- تحسين مرونة المكونات المادية: ويشمل ذلك تعزيز مكونات النظام الشمسي باستعمال مواد تتحمل الظروف الجوية القاسية بهدف تقليل الخسائر الإنتاجية.

2- التصميم الذكي وتحديد الأبعاد: وهو يعتمد على الفهم الشامل لظروف التشغيل عند التصميم والبناء، ويشمل: اختيار التوجيه الأمثل للألواح وإمالتها وتحديد المسافات بينها، وتصميم النظام ليأخذ في الحسبان اتجاه الرياح السائد لتقليل تراكم الغبار.

بالإضافة إلى استعمال أنظمة تحكم ذكية تتكيف مع بيانات الطقس في الوقت الفعلي لتحقيق الأداء الأمثل، ودمج الحلول الهجينة (مثل الطاقة الشمسية والتخزين والهيدروجين) لتلبية احتياجات الطلب على الطاقة.

إستراتيجيات التكيف

تحدَّث الدكتور أبو الطيب -أيضًا- عن إستراتيجيات "اختيار التصميم والمعدّات"، وركّز على أنظمة تتبُّع الألواح الشمسية(Solar Tracking Arrays)

ولفت إلى أن هذه الأنظمة تُستعمَل لتقليل تأثير الظروف الجوية القاسية، من خلال تركيب الألواح على حوامل خاصة تدور لتتبُّع حركة الشمس وضمان تعرُّضها لأقصى قدر ممكن من أشعة الشمس.

الطاقة الشمسية في العراق
جانب من ندوة حول تحديات الطاقة الشمسية في العراق

وأوضح أبو الطيب أنه على الرغم من أن هذه الطريقة لا تقلل مباشرةً من خسائر الكفاءة الناتجة عن الحرارة العالية، فإنها تعوّض ذلك بزيادة ساعات الإنتاج اليومي.

وسلّط الضوء على أهمية استعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بدرجات الحرارة وكميات الغبار والعوالق في الجو، ما يسهم في تحسين أداء الأنظمة.

التحديات التنظيمية والمالية

من جانبه، أشار مدير عام شركة أوربت للاستدامة، المهندس وليد الحلاج، إلى أبرز التحديات التي تواجه سوق الطاقة الشمسية في العراق، موضحًا أن التشريعات ما زالت غير ناضجة بالدرجة الكافية لتشجيع التوسع في تركيب المنظومات المتجددة.

وأضاف أن ارتفاع التكلفة المبدئية للمنظومات الشمسية يعوق التوسع بشكل كبير، ورغم محاولات البنك المركزي وبعض البنوك تقديم برامج تمويلية، فإن أيًا منها لم ينجح في تغطية التكلفة الفعلية للمشروعات حتى الآن.

وأكد -أيضًا- مشكلة عدم استقرار شبكة الكهرباء الوطنية ونقص الوعي لدى المستهلكين، لكنه أشار في المقابل إلى الفرص الكبيرة المتاحة، إذ إن التوسع في تركيب الأنظمة الشمسية سيعزز استقرار شبكة الكهرباء ويمنحها مرونة أكبر.

منظور السوق الإقليمية

من جانبه، أوضح مدير مبيعات شركة صن تك في الشرق الأوسط، المهندس أحمد مسعد، أن سوق الطاقة الشمسية في المنطقة تنقسم إلى قسمين:

  • القسم الأول: يضم الأسواق المنظمة التي تعمل بالتعاون مع شركات الكهرباء والجهات الحكومية، مثل الأردن والسعودية والإمارات.
  • القسم الثاني: يضم الأسواق المفتوحة التي لا توجد فيها جهات رقابية تضمن جودة الأنظمة المطابقة للمواصفات والمعايير الدولية.

وأضاف أن السوق العراقية بحاجة ماسّة إلى عمليات توريد ضخمة، نظرًا لأن العراق يشهد طلبًا كبيرًا على الطاقة بسبب التوسع الصناعي، لافتًا إلى أن الأحمال الصناعية في العراق تُعدّ من الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب حلولًا عملية وفعّالة.

وأكد أن شركات التركيب العراقية اكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال، وأن التطور السريع في السوق يواكب زيادة الطلب المستمر.

الطاقة الشمسية في العراق
جانب من ندوة حول تحديات الطاقة الشمسية في العراق

واتفق الخبراء -في ختام الندوة- على أن العراق يواجه تحديات كبيرة في قطاع الطاقة الشمسية تتعلق بالمناخ والبنية التحتية والتمويل والتشريعات، إلّا أن الفرص الواعدة والتطور المستمر في السوق العراقية يجعلان من هذا القطاع محط أنظار المستثمرين والمطورين، في ظل الحاجة الملحّة إلى الطاقة وتحقيق الاستقرار لشبكة الكهرباء الوطنية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق