
بدأت زامبيا اتخاذ خطوات عملية لاستغلال مواردها المعدنية الثمينة، والتحول إلى مركز مهم في خريطة سلسلة توريد مكونات السيارات الكهربائية عالميًا.
إذ طلبت البلاد الواقعة في جنوب القارة الأفريقية -رسميًا- من شركات السيارات الكهربائية العالمية بناء مصانع لها بالقرب من مناجم النحاس، بحسب آخر تحديثات القطاع العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
والنحاس مكون رئيس لصناعة البطاريات والأسلاك الكهربائية، وزامبيا هي ثاني أكبر منتج للمعدن الأحمر في أفريقيا.
ومن شأن تحويل تلك الخطط إلى واقع أن تجعل من زامبيا منافسًا للمغرب الذي نجح في جذب شركات عديدة، كما يمتلك ثالث أكبر احتياطيات للنحاس في أفريقيا.
وبعد أن أصبح إحدى أهم دول أفريقيا والعالم في القطاع الواعد عالميًا، أعلن المغرب خطة لزيادة قدرات إنتاج السيارات الكهربائية بنسبة 53% من 70 إلى 107 آلاف وحدة بحلول نهاية العام الجاري (2025) مع زيادة أسواق الصادرات إلى 100 دولة حول العالم.
النحاس في زامبيا
على هامش فعاليات المؤتمر السنوي لمبتكري إعلام الأعمال في أفريقيا الذي استضافته ألمانيا، كشف وزير المالية في زامبيا سيتومبيكو موسوكوتواني، عن إجرائه محادثات تستهدف بناء مصانع لإنتاج مكونات السيارات الكهربائية بالقرب من مناجم النحاس.
وبحسب البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تُقدر احتياطيات النحاس في زامبيا بأكثر من 2.1 مليار طن متري، ورغم ضخامة الموارد، فلا يُكرر سوى 20% من النحاس محليًا، في حين تُعالج البقية في الصين.
كما تشير تقديرات حديثة إلى أن النحاس مسؤول عن 80% من إيرادات صادرات زامبيا، ويشكّل نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي.

تستهدف الخطة تحويل زامبيا من مصدر صافٍ للنحاس إلى لاعب رئيس في سلسلة توريد مكونات السيارات الكهربائية من خلال إضافة القيمة.
وتفصيليًا، سيجري تصدير المكونات بعد تصنيعها في زامبيا إلى جنوب أفريقيا، وهي مصدّر رئيس للسيارات الكهربائية، بحسب تصريحات الوزير.
وجذبت زامبيا شركة "جونتشينغ ديزاين" (Juncheng Design) التي أعلنت أنها تبحث جدوى إنشاء مصنع لتجميع المركبات الكهربائية وتحديدًا الدراجات.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتبع فيه الحكومة سياسات مالية حذرة، خاصة مع احتمال إلغاء برنامج القرض الجديد من صندوق النقد الدولي بعد انتهاء آخر في أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2025).
كما قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فجاة إلغاء بعض برامج الدعم الموجهة إلى زامبيا وأفريقيا ضمن خطة أوسع نطاقًا لتقليل النفقات.
السيارات الكهربائية في المغرب
تخلق مساعي زامبيا لإنتاج مكونات السيارات الكهربائية على أراضيها، ساحة منافسة جديدة مع المغرب الذي وضع خططًا طموحة وبدأ تنفيذها.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، يتمتع المغرب بموقع إستراتيجي متميز بالقرب من أوروبا فضلًا عن وفرة المعادن اللازمة لإنتاج السيارات الكهربائية وعلى رأسها النحاس.
إذ يصل حجم احتياطيات النحاس في المغرب إلى 3.6 مليون طن؛ وهو ما يضعه في المركز الثالث على مستوى أفريقيا بعد الكونغو الديمقراطية وزامبيا.

وخلال الفترة الماضية، نجحت الرباط في جذب الشركات الصينية الآتية:
1- أعلنت شركة غوتيون الصينية في يونيو/حزيران (2024) خطة بناء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية باستثمارات 1.3 مليار دولار.
2- في منتصف العام الماضي (2024) أعلنت شركة "تشجيانغ هايليانغ" الصينية أيضًا خطة لبناء مصنع متخصص في إنتاج النحاس.
3- أعلنت شركة شينزوم اليصينية خطة لبناء مصنع لإنتاج الأنود.
4- وافقت الحكومة في أبريل/نيسان 2024 على بناء مصنع لإنتاج كاثودات البطاريات تنشئه شركة "بي تي آر" الصينية (BTR) لبناء مصنع بالقرب من طنجة.
5- في 2023، اتفقت الحكومة مع شركة غوشن الصينية (Gotion) على بحث فرص إنشاء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية باستثمار 6.3 مليار دولار.
6- من المقرر افتتاح أول مصنع لإنتاج مكونات البطاريات في المغرب خلال يونيو/حزيران الجاري (2025) بالتعاون مع شركة "سي إن جي آر" الصينية "CNGR".
والأنود هو أحد الأقطاب الكهربائية الموصلة للتيار في البطارية، ويعتمد إنتاجه الحالي على الغرافيت، ويقابله الكاثود وهو القطب المماثل ويعتمد إنتاجه على الليثيوم.
فرص وتحديات صناعة مكونات السيارات الكهربائية في زامبيا
وضعت زامبيا خططًا طموحة لتغيير وجه الاقتصاد عبر الاعتماد على الصناعة، كما تمتلك القوى العاملة، فضلًا عن وفرة معدن النحاس.
ولتعزيز تلك القدرات، بدأت خطوات جريئة لبناء شبكة لوجستية موسعة تدعم صناعة السيارات الكهربائية المنشودة، وجاءت كالآتي:
- الاستثمار في مرافق البنية الأساسية، ومنها ممر "لوبيتو" المدعوم من الولايات المتحدة.
- تحديث خط السكك الحديدية "تازارا" يدعم صيني.
- وقعّت في ديسمبر/كانون الأول (2022) اتفاقية مع الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة لتطوير سلسلة قيمة لبطاريات السيارات الكهربائية.
رغم كل ذلك، تحتاج صناعة البطاريات الزامبية إلى بذل مزيد من الجهود لتحسين أوضاع السكان المقيمين بالجوار من مناجم النحاس، فضلًا عن إزالة العقبات التنظيمية وتلك المرتبطة بمرافق البنية الأساسية مثل توليد الكهرباء وشبكات الشحن.
موضوعات متعلقة..
- شركة فولفو السويدية: السيارات الكهربائية لا تكفي لتحقيق استدامة قطاع النقل (حوار)
- إنتاج السيارات الكهربائية يحفز الطلب المتزايد على بطاريات الليثيوم أيون (تقرير)
- إنتاج النيكل في إندونيسيا لن يحرّر السيارات الكهربائية من الوقود الأحفوري (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أسعار الذهب في مصر اليوم.. عيار 21 يرتفع 5 جنيهات
- المدن الصناعية الخضراء.. جبهة اقتصادية بيئية واعدة لأفريقيا رغم التحديات (تقرير)
- لماذا لم تنخفض أسعار النفط مع زيادة إنتاج أوبك+؟ أنس الحجي يكشف 5 أسباب
- لماذا فشلت الطاقة الشمسية على الأسطح في مصر؟.. 4 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة"
المصادر:
- زامبيا تطلب من شركات السيارات الكهربائية بناء مصانع، من وكالة بلومبرغ.
- معلومات إضافية عن النحاس في زامبيا، من منصة "evxl".