الطلب على الكهرباء في البرازيل يتضاعف بحلول 2060.. 3 تقنيات داعمة (دراسة)
محمد عبد السند

- السيارات الكهربائية ومراكز البيانات تقودانم نمو استهلاك الكهرباء في البرازيل
- توقعات بتجاوز الكهرباء في البرازيل 590 تيراواط/ ساعة بحلول 2027.
- تمثل السيارات الكهربائية 3% من الطلب على الكهرباء بحلول 2060
- التقنيات الجديدة تدخِل تعقيدًا هيكليًا على نظام الطاقة البرازيلي
من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء في البرازيل بواقع 4 مرات بحلول عام 2060، بدعمٍ من الارتفاع في انتشار السيارات الكهربائية ومراكز البيانات وأجهزة التحليل الكهربائي المُستعمَلة في إنتاج الهيدروجين.
وتستكشف دراسة حديثة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، رؤى إستراتيجية، ومدى قدرة التقنيات الناشئة على إعادة تشكيل الأنماط التاريخية في قطاع الطاقة البرازيلي.
وفي تقديرات منفصلة، قد يواصل الطلب على الكهرباء في البرازيل مساره الصعودي، متجاوزًا 590 تيراواط/ساعة بحلول عام 2027.
وكان من المتوقع كذلك أن يلامس استهلاك الكهرباء في البرازيل 519.4 تيراواط/ساعة في عام 2023، صعودًا بنسبة 2% تقريبًا مقارنةً بالعام السابق.
3 تقنيات.. نصيب الأسد
وجدت دراسة أجرتها شركة أورورا إنرجي ريسرش (Aurora Energy Research)، أن السيارات الكهربائية ومراكز البيانات وأجهزة التحليل الكهربائي المستعمَلة لإنتاج الهيدروجين من الممكن أن تمثّل 16% من استهلاك الكهرباء محليًا بحلول عام 2060، صعودًا من 2% في الوقت الراهن؛ ما يُسهم بتحويل منظومة الطاقة في البلاد.
وتأتي نتائج الدراسة في لحظة غاية في الأهمية بالنسبة إلى البرازيل، في الوقت الذي تدخل فيه البلاد مرحلة جديدة من تحول الطلب على الكهرباء، بدعمٍ ليس من من قطاعي الصناعة التقليدية والتجارة فحسب، بل بفضل التقنيات المطورة بوتيرة سريعة أيضًا.
وتوقعت الدراسة أن ينمو الطلب الرئيس من العملاء في القطاعات الصناعية والتجارية والسكنية بصورة معتدلة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل تُظهِر أنماط الطلب الجديدة إمكانات نمو مرتفعة، وربما تقر خصائص تحميل مرنة اعتمادًا على التطورات التنظيمية وتطورات السوق.
السيارات الكهربائية
يُتوقع أن تمثّل السيارات الكهربائية 3% من الطلب على الكهرباء بحلول عام 2060 إذا حقّقت انتشارًا نسبته 20% في أسطول المركبات في البلاد، لترتفع إلى 16% في ظروف الكهربة الكاملة.
ومع ذلك سيتغيّر التأثير الواقع على أنظمة الكهرباء بقوة، اعتمادًا على طبيعة الشحن، سواءً سيبقى هذا الشحن غير مرن أو يتطور إلى نموذج ذكي يستجيب للسعر ويتسق مع نشر البنية التحتية وتحرير السوق.
وبالنسبة إلى نمو مراكز البيانات، تقول أورورا إن ما يزيد على 15% غيغاواط من طلبات توصيل الكهرباء قد قُدّمت حتى عام 2035؛ ما يعادل 14% من الطلب المتوقع.
غير أن القيود في سعة الشبكة والقيود التقنية ربما تخفّف هذا المسار، وبحلول عام 2060، من الممكن أن تُسهم مراكز البيانات بنسبة 4% من الطلب الإجمالي.

أجهزة التحليل الكهربائي
توقّعت الدراسة أن تحقّق أجهزة التحليل الكهربائي المستعمَلة في إنتاج الهيدروجين نموًا هو الأسرع بين التقنيات التي شملها البحث؛ بدعم من الطلب على واردات الهيدروجين الأوروبية والسوق المحلية المتنامية.
وتمثّل أجهزة التحليل الكهربائي 8% من إجمالي الطلب على الكهرباء في البرازيل بحلول عام 2060، بدعم من خط أنابيب قوية للمشروعات الضخمة.
ولدى البلد الواقع في أميركا اللاتينية القدرة على إنتاج 1.8 غيغا طن من الهيدروجين منخفض الكربون سنويًا بتكاليف أقل قياسًا بأي بلد آخر.
*(غيغا طن = مليار طن)
سيناريوهان بديلان
لتقييم التداعيات الواسعة لهذا التحول، طوّرت أورورا سيناريوهَيْن بديلَيْن إلى جانب السيناريو المركزي الخاص بها، وهما:
- سيناريو "النمو الطموح" الذي يفترض استعمالًا أسرع وأوسع نطاقًا لمحركات الطلب الجديدة تلك، التي ينتُج عنها سعة متجددة إضافية قوامها 36 غيغاواط، وسعة طاقة حرارية قدرها 14 غيغاواط مطلوبة بحلول عام 2060.
- كما تفترض الدراسة سيناريو "المرونة المرتفع" الذي يعني أن تصبح السيارات الكهربائية وأجهزة التحليل الكهربائي أكثر مرونة في معدلات استهلاكها.
وقد تؤدي تلك المرونة إلى ارتفاع أسعار التقاط الطاقة الشمسية، التي ترتفع إلى أعلى من 10% في منطقة شمال شرقي البرازيل، مع توقعات بانخفاضها بنسبة 55% بحلول عام 2060.
وتابعت أورورا أنه ومع استمرار جهود إزالة الكربون في البرازيل عبر مزيج كهرباء يعتمد بقوة على مصادر الطاقة المتجددة، فإن فهم كيفية وتوقيت استهلاك تلك التقنيات الجديدة للكهرباء أمر بالغ الأهمية.
محطة إنتاج هيدروجين أخضر - الصورة من .brazil.fraunhofer
إمكانات كبيرة.. ولكن!
ستؤثر الإمكانات الكبيرة لنظام الكهرباء واسع النطاق في التخطيط لبناء السعة على المدى الطويل، في حين أن مرونة أحمالها، اعتمادًا على كيفية تطورها، قد تُعيد تشكيل ديناميكيات الأسعار اليومية وتؤثر في كفاءة النظام.
وقال الباحث المشارك الأول في شركة أورورا إنرجي ريسرش، ماثيوس دياس: "تاريخيًا يتبع نظام استهلاك الكهرباء في البرازيل توجهات الاقتصاد الكلي وتلك الخاصة بالسكان، غير أن الزيادة في مراكز البيانات والسيارات الكهربائية وأجهزة التحليل الكهربائي من الممكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في هذا النمط".
وأضاف دياس: "وعلى الرغم من أن تلك التقنيات تمثّل حاليًا أقل من 2% من إجمالي الاستهلاك، فإنها من الممكن أن ترتفع إلى 16% من الطلب بحلول عام 2060"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة االمتخصصة.
وتابع: "يتوقع السيناريو الرئيس لدينا أن تلامس سعة مراكز البيانات الجديدة في البرازيل 4.75 غيغاواط بحلول عام 2035، وهو الرقم الذي يقل كثيرًا عن 15.1 غيغاواط في طلبات التوصيل بالشبكة المسجلة فعليًا لدى وزارة المناجم والطاقة".
وواصل: "تعكس تلك التوقعات المنخفضة قيودًا هيكلية في نظام الطاقة".
وكانت دراسة مسحية حديثة أجرتها "أورورا إنرجي ريسرش" قد أظهرت أن 58% من المشاركين يرون أن مراكز البيانات هي القطاع الأكثر نموًا في الطلب، غير أنهم حددوا البنية التحتية للشبكة بوصفها العائق الرئيس لهذا النمو.
موضوعات متعلقة..
- إكسون موبيل وإكوينور تخططان لتوسيع عمليات النفط في البرازيل
- البرازيل تلجأ إلى الطاقة النووية لمكافحة آثار الجفاف وحل أزمة الكهرباء
- تصاريح جديدة لمشروعات الكهرباء النظيفة في البرازيل
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الشرق الأوسط من المعادن الحيوية.. السعودية تتصدر المشهد
- 5 شحنات نفط لأرامكو السعودية.. الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
- مصفاة سترة في البحرين تقترب من التشغيل الكامل
المصدر:
1.الطلب على الكهرباء في البرازيل من دراسة نشر نتائجها موقع شركة أورورا إنرجي ريسرش.