أستراليا تحدد 4 تقنيات لإزالة الكربون من صناعة الألومنيوم (تقرير)
نوار صبح

يتيح إنتاج الألومنيوم بتقنيات حديثة لأستراليا فرصة نمو متميزة وسط ارتفاع الطلب العالمي على هذا المعدن الذي يدخل في تصنيع منتجات كثيرة.
ووفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُعد الألومنيوم ثاني أكثر المعادن استعماًلا عالميًا بعد الفولاذ، وهو أساسي في جميع القطاعات بدءًا من تطبيقات الطيران والبحرية وصولًا إلى السيارات الكهربائية، ومن المتوقع أن يزداد استعماله مع مضاعفة الدول لجهودها في مجال الكهربة.
من جهة ثانية، يُعد إنتاجه من أكثر الصناعات استهلاكًا للطاقة، حيث يتكون من 3 مراحل: استخراج البوكسيت، وتكرير الألومينا، والصهر لإنتاج الألومنيوم، وجميعها يتطلب كميات هائلة من الكهرباء.
وبحسب المجلس الأسترالي للألومنيوم، تُعد أستراليا سادس أكبر منتج لهذا المعدن في العالم وأكبر مُصدّر للألومينا.
خفض انبعاثات إنتاج الألومنيوم في أستراليا
تم تقديم العديد من الحوافز الحكومية لتقليص الانبعاثات في قطاع إنتاج الألومنيوم في أستراليا؛ كان آخرها منحة بقيمة 750 مليون دولار أسترالي (467.27 مليون دولار أميركي) في مارس/آذار الماضي لتقنيات المعادن الخضراء.
من ناحية ثانية، أطلقت أستراليا سياسة جديدة في يناير/كانون الثاني الماضي لتمويل شركات التعدين التي تستعمل الطاقة المتجددة في عملية صهر الألومنيوم.
وبالنظر إلى أن إزالة الكربون من صناعة الألومنيوم تُعد مهمة صعبة، فإن التقدم التكنولوجي، بالإضافة إلى الدعم الحكومي المستمر، يعززان تحول الطاقة في القطاع.

خيارات إزالة الكربون من الألومنيوم
حددت الحكومة الأسترالية 4 تقنيات رئيسة لإزالة الكربون من قطاع الألومنيوم، بهدف تنظيفه ومساعدة البلاد على تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويرى محللون أن دمج هذه التقنيات -إعادة ضغط البخار الميكانيكي (MVR)، والغلايات الكهربائية، والتكليس الكهربائي، وتكليس الهيدروجين– يساعد في خفض الانبعاثات من مصافي الألومينا الـ6 في أستراليا بنسبة تصل إلى 98%.
وعلى الرغم من إمكاناتها، إلا أن تطوير هذه الأدوات يمر بمراحل متفاوتة من النضج التكنولوجي والتجاري، ما يُظهر أهمية التوسع الكبير في الاستثمار والتكيف التكنولوجي.
وأوضح أستاذ علوم وهندسة المواد بجامعة موناش الأسترالية، كريستوفر هاتشينسون: "أن إزالة الكربون من الألومنيوم يمكن معالجتها بطريقتين.
ويتمثل الخيار الأول في الحفاظ على عمليات مماثلة لتلك المستخدمة حاليًا، مع استبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجددة كلما أمكن (حسبما هو موضح في نهج إعادة ضغط البخار الميكانيكي).
ويتمثل الخيار الثاني في تغيير طريقة تكرير الألومنيوم، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لتحديثات القطاع.
وتكمن صعوبة كلا المشروعين، حسبما أوضحت شركة ألكوا (Alcoa) في تقريرها المرحلي بشأن مشروع دمج نظام إعادة ضغط البخار الميكانيكي، الذي يعمل بالطاقة المتجددة في مصفاة بينغارا للألومينا، في ضرورة الإصلاح الشامل للبنية التحتية الحالية.
صعوبات إزالة الكربون
أشار أستاذ علوم وهندسة المواد بجامعة موناش الأسترالية، كريستوفر هاتشينسون، إلى أن "الأمر ليس بهذه البساطة، إذ لا يقتصر على استبدال الشعلات التي تُسخّن المحلول لتوليد الكهرباء، لذلك يجب إعادة تصميم طريقة التكرير".
وبالمثل، أوضح محلل الطاقة لدى شركة غلوبال داتا، أليكس فيليبس، أن "تحديث المصاهر الحالية أو بناء منشآت جديدة قد يكون مكلفًا للغاية".
وأضاف: "قد يؤثر ذلك سلبًا في شبكة الكهرباء،" حيث "يبلغ الحد الأدنى النظري لمتطلبات الكهرباء للصهر باستعمال أنود الكربون 5.99 كيلوواط/ساعة لكل كيلوغرام من الألومنيوم، بينما يبلغ 9.03 كيلوواط/ساعة لكل كيلوغرام من الألومنيوم بالنسبة للأنودات الخاملة".
ويُعد هذا سبب وجيه للقلق، لا سيما مع سعي الحكومات إلى إزالة الكربون من شبكة الكهرباء باستعمال الطاقة المتجددة، وإمداد العديد من القطاعات الأخرى بالطاقة الكهربائية، مثل قطاع النقل".
ورغم هذه العقبات، يتمتع الألومنيوم بمكانة متميزة تؤهله لتحقيق أقصى استفادة من الطاقة المتجددة.

صناعة ألومنيوم متكاملة في أستراليا
تُعدّ أستراليا واحدة من الدول القليلة التي تمتلك صناعة ألومنيوم متكاملة، ما يعني أن دورها في هذا القطاع يُعدّ من أهم الأدوار، ومن أصعبها تغييرًا في الوقت نفسه.
ولتحقيق أقصى استفادة من صناعة البلاد وتحفيز التغيير الحقيقي، يُعد العمل الحكومي المستمر محركًا رئيسًا.
وقال أستاذ علوم وهندسة المواد بجامعة موناش الأسترالية، كريستوفر هاتشينسون: "لا أستطيع تخيّل كيف يُمكننا إزالة الكربون من عمليات الإنتاج هذه وجعل الألومنيوم أرخص مما هو عليه اليوم دون تدخل حكومي".
وتبرز الحاجة إلى الدعم الحكومي المناسب في جميع أنحاء صناعة الألومنيوم العالمية، وليس فقط في أستراليا.
وأكد محلل الطاقة لدى شركة غلوبال داتا، أليكس فيليبس، "أن الحاجة إلى سياسات حكومية داعمة وحوافز مالية تُمثل بلا شك العقبة الرئيسة أمام إزالة الكربون من صناعة الألومنيوم على نطاق واسع".
موضوعات متعلقة..
- تقادم توربينات الرياح في أستراليا يتحول إلى صناعة مربحة
- مشروع جديد لتصنيع الألواح الشمسية المرنة في أستراليا (تقرير)
- انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية والبطاريات يدعم التحول الأخضر في أستراليا
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات النفط السعودي في مارس تنخفض 16%
- 5 شحنات نفط لأرامكو السعودية.. الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
- الصين تُعزز مشروعات توليد الكهرباء في الخارج.. ودولة عربية ضمن أبرز المستفيدين
المصدر..