التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

الرسوم الجمركية سترفع تكاليف قطاع الكهرباء الأميركي (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • ترمب بدأ ولايته بإشعال حرب الرسوم الجمركية على الحلفاء والخصوم
  • غموض المصير يربك حسابات مشروعات الكهرباء الأميركية المختلفة
  • تكاليف أغلب تقنيات الكهرباء سترتفع من 6% إلى 11% حسب السيناريو
  • تكاليف بطاريات تخزين الكهرباء قد ترتفع إلى 50% لاعتمادها على الصين
  • الطاقة الشمسية في أميركا قد تصبح الأعلى تكلفة في العالم

لا يزال مصير حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين ودول العالم الأخرى غامضًا، وسط مخاوف من تعثّر المفاوضات الحذرة بين أطرافها حتى الآن.

ورغم أن الهدف الرئيس لفرض التعرفات الجمركية هو حماية الاقتصاد الأميركي، كما يقول الرئيس دونالد ترمب، فإن آثارها المحتملة لن تسلم منها بلاده في قطاعات مختلفة.

في هذا السياق، أظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن قطاع توليد الكهرباء الأميركي سيكون من أبرز القطاعات المتضررة من استمرار حرب الرسوم الجمركية الأميركية مع العالم، لا سيما الصين.

وكانت الصين أكبر الدول التي توجّهت إليها نيران الحرب الجمركية الأميركية التي أشعلها ترمب منذ بداية ولايته، حتى اضطر البلدان إلى رفع نسبها على بعضهما بعضًا إلى أكثر من 120% في إطار الشد والجذب والتوترات السياسية بين الحكومتَيْن.

ورغم ذلك فقد قرر ترمب، في 9 أبريل/نيسان 2025، تعليق الرسوم على أغلب دول العالم لمدة 90 يومًا للتفاوض. كما قرر للسبب نفسه في منتصف مايو/أيار، تعليق التعرفات على الصين لمدة مماثلة.

بالإضافة إلى ذلك، فقد وافق في 26 مايو/أيار الماضي، على تأجيل تطبيق الرسوم البالغة 50% على الاتحاد الأوروبي إلى 9 يوليو/تموز 2025، بدلًا من مطلع يونيو/حزيران، بحسب مشهد الرسوم الجمركية الذي تتابعه وحدة أبحاث الطاقة.

آثار الرسوم الجمركية في قطاع الكهرباء

رغم تشديد الرئيس دونالد ترمب على أن الرسوم الجمركية هي الطريق لإنقاذ الاقتصاد الأميركي بقطاعاته المختلفة، فإن قطاع الكهرباء سيتأثر بشدة إذا استمر تطبيقها، خصوصًا على الصين.

وبحسب تحليل حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي، فمن المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة تكاليف تقنيات توليد الكهرباء؛ بسبب اعتمادها على الواردات الصينية، لا سيما قطاع تخزين الكهرباء.

الرئيس ترمب أثناء إعلانه الرسوم الجمركية على دول العالم قبل تعليقها لاحقًا
الرئيس ترمب في أثناء إعلانه الرسوم الجمركية على دول العالم قبل تعليقها لاحقًا - الصورة من Los Angeles Times

وعادة ما تستغرق دورات التخطيط في قطاع الكهرباء بفروعه المختلفة من 5 إلى 10 سنوات، ما يعني أن عدم معرفة تكلفة أي مشروع في العام المقبل أو الذي يليه، سيسبب اضطرابًا شديدًا للفاعلين في القطاع الأميركي.

ويمكن لهذا النوع من الاضطرابات أن يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في تطوير المشروعات الجديدة وارتفاع أسعار اتفاقيات شراء الكهرباء طويلة الأجل، حسب السيناريوهات المحتملة للرسوم الأميركية وردود أفعال الدول التي ستتعرض لها، بحسب نائب رئيس قسم الكهرباء والطاقة المتجددة في وود ماكنزي، كريس سيبل.

وتدور السيناريوهات المحتملة حول سيناريوهَيْن، أحدهما يفترض أن معدل التعرفة الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة سيستقرّ عند 10% بحلول نهاية 2026، في حين ستكون على الصين في حدود 34%، وهذا السيناريو سمّته وود ماكنزي (التوترات التجارية).

أما السيناريو الآخر (الحرب التجارية) فيفترض أن الولايات المتحدة ستظل متمسكة بتعرفة جمركية عالية، مع تعرضها لتعرفات مضادة، ما قد يؤدي إلى وصول معدل التعرفة الفعلي إلى 30% حتى عام 2030.

أكثر قطاعات الكهرباء المتضررة من الرسوم

استنادًا إلى هذه السيناريوهات، يقدّر تحليل وود ماكنزي ارتفاع تكاليف معظم تقنيات توليد الكهرباء بما يتراوح من 6% إلى 11%، باستثناء تقنيات تخزين الكهرباء على نطاق المرافق، التي يرجح ارتفاع تكاليفها بما يتراوح من 12% إلى 50%.

ويرجع السبب في أن قطاع التخزين على نطاق المرافق سيكون الأكثر تضررًا، إلى اعتماده شبه الكلي على واردات خلايا البطاريات المصنعة في الصين.

ورغم أن طاقة تصنيع خلايات البطاريات في الولايات المتحدة آخذة في التوسع، فإنها ما زالت تتوسع بوتيرة أقل من تلبية ولو جزء صغير من متطلبات مشروعات البطاريات في البلاد.

استنادًا إلى ذلك، تتوقع وود ماكنزي أن تلبّي طاقة التصنيع المحلية لخلايا البطاريات 6% فقط من الطلب الأميركي خلال عام 2025، في حين قد تلبّي 40% من الطلب بحلول عام 2030.

بطاريات تخزين بجوار ألواح شمسية في أميركا
بطاريات تخزين بجوار ألواح شمسية في أميركا - الصورة من Battery Technology

كما يمكن للرسوم الجمركية المفروضة على الوحدات الشمسية أن تجعل الولايات المتحدة أغلى سوق للطاقة الشمسية من حيث التكلفة على مستوى العالم.

ويقدّر التحليل أن تكلفة إنشاء مشروع طاقة شمسية على نطاق المرافق في الولايات المتحدة قد تصبح أعلى بنسبة 54% من نظيرتها في أوروبا، فضلًا عن أنها ستكون أعلى بنسبة 85% عن مثيلتها في الصين.

ورغم أن التأثير الكامل للرسوم الجمركية لم تتضح معالمه بعد، فإن من المؤكد أنها ستشكّل تحديات كبيرة لقطاع الكهرباء الأميركي؛ ما يتطلّب من الفاعلين في القطاع الاستعداد لزيادة التكاليف، واحتمال حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد الخاصة بهم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

تحليل أثر الرسوم الجمركية في قطاع الكهرباء الأميركي من وود ماكنزي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق