سياسات تغير المناخ في أستراليا تنتعش بعد فوز "ألبانيز" مجددًا (تقرير)
نوار صبح

من المرتقب أن تتعزز سياسات تغير المناخ في أستراليا بعد فوز رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيز، بولاية ثانية مدتها 3 سنوات.
وحسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُمهّد فوز أنتوني ألبانيز بالانتخابات الفيدرالية، في 3 مايو/أيار الجاري، الطريق لتعزيز التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
يأتي ذلك وسط تحديات تشمل اللوائح التنظيمية المعقّدة، وتكاليف الطاقة المتجددة الباهظة والمعارضة الريفية لمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وبفوز ألبانيز الساحق المفاجئ على زعيم المعارضة بيتر داتون، يمكن لحكومته، التي تنتمي إلى يسار الوسط، أن تنفّذ سياساتها المتعلقة بالاستدامة وإزالة الكربون.
الاستدامة وإزالة الكربون
تصدّرت مخاوف الناخبين الأستراليين بشأن الإسكان وتكاليف المعيشة جدول أعمال المرشحين للانتخابات الفيدرالية، التي كانت حاسمة لقدرة أستراليا على تحديد مسار استدامة مستقبلها لتحقيق أهدافها في مجال إزالة الكربون.
وقدَّم كلا الحزبين السياسيين سياسات مختلفة تمامًا بشأن تغير المناخ والطاقة، حسب مقال لخبير أسواق الطاقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تيم دايس.

وأوضح تيم دايس أن برنامج الطاقة لدى زعيم المعارضة، بيتر داتون، ركّز على تطوير الطاقة النووية لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
في المقابل، وجدت المنظمات غير الحكومية البيئية والمحللون في البلاد أن هذه الرؤية مضللة إلى حدّ كبير، حيث دعت إلى استبدال تطوير مصادر الطاقة المتجددة جزئيًا بالطاقة النووية.
وتعرضت الخطة إلى انتقادات واسعة النطاق، لكونها باهظة التكلفة، ولم تُدرس بعناية، ولها أفق زمني يمتد عقودًا قبل تشغيل محطات الطاقة النووية.
من ناحية ثانية، ما يزال قطاع الكهرباء في أستراليا يعتمد اعتمادًا مفرطًا على الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة.
وقد أسهم الوقود الأحفوري بنسبة 65% من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد عام 2023، بما في ذلك الفحم (46%) والغاز الطبيعي (17%) والنفط (2%)، تشكّل الطاقة المتجددة 35% من إجمالي إنتاج الكهرباء.
سجل ألبانيز في مجال تغير المناخ بولايته الأولى
قال خبير أسواق الطاقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تيم دايس: "يمكن لألبانيز الآن مواصلة جهوده لمساعدة قطاع الطاقة الأسترالي على التحول نحو مصادر أكثر نظافة".
وأضاف: "خلال ولايته الأولى، وافقت حكومة حزب العمال برئاسة ألبانيز على عدد قياسي من مشروعات الطاقة المتجددة، ورسّخت قانونًا تَعهَّد بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050".
وأكد أنه "يمكن للحكومة مواصلة خطّتها الرامية إلى أن تُشكّل الطاقة المتجددة 82% على الأقل من إنتاج الكهرباء في البلاد بحلول عام 2030".
نمو قياسي في مصادر الطاقة المتجددة
للوهلة الأولى، يبدو أن هدف الـ 82% أصبح في متناول اليد، فقد تصدرت مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عناوين الصحف، ما يشير إلى أن الطاقة المتجددة تواصل اكتساب زخم متزايد.
وفي الربع الأخير من عام 2024، سجلت سوق الطاقة الوطنية الأسترالية "إن إي إم" (NEM) حصة قياسية بلغت 46% من الكهرباء المُنتجة من مصادر الطاقة المتجددة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
ويُعدّ هذا أعلى مستوى مُسجل، ويعود ذلك أساسًا إلى النمو القوي في كل من الطاقة الشمسية المُولدة على أسطح المنازل والطاقة الشمسية المُولدة عبر الشبكة، التي زادت بنسبة 18% و9% على التوالي.
عقبات تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
هناك ما هو أكثر من مجرد عناوين رئيسة لتطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وعلى الرغم من المكاسب السريعة في تطوير مصادر الطاقة المتجددة، فإنها ما تزال غير كافية لتحقيق هدف ألبانيز المتمثل في 82% من الطاقة المتجددة.
ويعود ذلك إلى ما تعدّه غرفة التجارة الأسترالية وبعض الشركات الاستشارية ارتفاع تكاليف تطوير مشروعات الطاقة المتجددة في البلاد، بالإضافة إلى نقص الشفافية الحكومية، ومشكلات تكامل الشبكة ومعارضة المجتمعات المحلية.
وتشمل بعض العوامل الرئيسة لارتفاع التكاليف موازنة الطاقة المتجددة المتقطعة مع الطلب، وتحديث الشبكة الكهربائية وتطوير بنية تحتية جديدة للتخزين.
عقبات تطوير مصادر الطاقة المتجددة في أستراليا
أشار خبير أسواق الطاقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تيم دايس، إلى مشكلات أخرى تواجه قطاع الطاقة المتجددة في أستراليا، ومن أبرزها تعقيد الإجراءات التنظيمية والتخطيطية.
على سبيل المثال، تُعدّ عملية الموافقة على التخطيط لمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واسعة النطاق في ولاية نيو ساوث ويلز أبطأ بكثير وأكثر تكلفةً من مثيلاتها في الولايات الأخرى بالبلاد.
وتستغرق هذه المشروعات وقتًا أطول بمرّتين إلى 3 مرّات (من 4 إلى 7 سنوات)، وتكلفتها أعلى بنحو 25 مرة بالنسبة للمطورين مقارنةً بولاية كوينزلاند.
موضوعات متعلقة..
- ممر شحن أخضر يدعم كوريا الجنوبية وأستراليا في سباق المناخ.. ما قصته؟
- تغير المناخ قد يضرب قطاع السياحة في أستراليا.. 620 ألف وظيفة مهددة
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: الذكاء الاصطناعي يزيد الطلب العالمي على الكهرباء.. وهذا دور "نووي" الخليج
- أثر تقلب أسعار النفط في قطاع الطاقة الروسي.. ضربة للسياسات والإيرادات (مقال)
- ترمب يُلزم إيلون ماسك بتصنيع السيارات الكهربائية وأجزائها في أميركا
المصدر..