
كشف خبير منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" عن أرقام لافتة تتعلّق بثروة سوريا من الغاز، في وقت تتسارع فيه تحركات إقليمية لإعادة تأهيل البنى التحتية للطاقة داخل البلاد.
ووفقًا لأرقام وردت بمقابلة مرئية للخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن سوريا تمتلك احتياطيات مثبتة من الغاز الطبيعي تُقدَّر بنحو 15 تريليون قدم مكعبة، معظمها في الحقول البرية، ما يعكس إمكانات غير مستغلة حتى الآن، في ظل غياب نشاط استكشافي بحري فعلي منذ ما قبل عام 2011.
وتعزّز هذه الأرقام الجدل حول القدرات الحقيقية لقطاع الطاقة السوري، الذي شهد تراجعًا كبيرًا خلال الحرب التي استمرت أكثر من 13 عامًا، وأسهمت في تدمير منشآت الطاقة، وتقليص حجم الإنتاج إلى مستويات متدنية.
وبينما تسعى دمشق حاليًا لإعادة تأهيل منظومة الطاقة، يظل الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية الكامنة -وفي مقدمتها الغاز- أحد مفاتيح الاستقرار المستقبلي.
المنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا
في هذا السياق، برزت مؤشرات أولية حول إمكانات بحرية ضخمة، إذ تقع المنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا ضمن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وتشير التقديرات إلى أن هذا الحوض يحتوي على نحو 122 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وتتشارك فيه دول الجوار السوري، ما يفتح الباب أمام شراكات إقليمية مستقبلية حال توافر البيئة الاستثمارية المناسبة.
إلا أن حجم ثروة سوريا من الغاز لم يُترجم بعد إلى طاقة مستخرجة، بسبب العقوبات، ونقص التمويل، وتأخر عمليات الاستكشاف، ما يجعل الأرقام المعلنة أشبه بـ"كنز مجمّد" بانتظار انطلاقة جدّية في عمليات التنقيب والتطوير.
احتياطيات الغاز في سوريا
قال خبير الغاز والهيدروجين في منظمة أوابك، المهندس وائل عبدالمعطي، إن احتياطيات الغاز في سوريا المؤكدة تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة، وتوجد بالكامل في الحقول البرية.
وأوضح أن هذه البيانات تمثّل ما هو مثبت ومتاح حتى اللحظة، دون احتساب الإمكانات غير المكتشفة في البحر، مؤكدًا أنه "لم يكن هناك نشاط استكشافي جاد في المناطق البحرية منذ ما قبل عام 2011".
وأضاف عبدالمعطي، أن المنطقة الاقتصادية السورية تقع ضمن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، الذي تُقدَّر احتياطياته الإجمالية بنحو 122 تريليون قدم مكعبة.
وقال: "تشير التقديرات الأولية إلى أن حصة سوريا وحدها قد تبلغ 40 تريليون قدم مكعبة من الغاز".
ويرى خبير أوابك أن رفع العقوبات الدولية، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار، قد يُمكّنان سوريا من فتح باب الاستكشاف البحري أمام الشركات العالمية، لكنه نبّه إلى أن الأمر سيستغرق سنوات حتى يتحول هذا الغاز إلى طاقة قابلة للاستخراج.
شراكة سورية-تركية في الطاقة
بالتزامن مع هذه التصريحات، أعلنت سوريا، مؤخرًا، توقيع اتفاقية إستراتيجية مع تركيا لتعزيز التعاون في مجالَي الغاز والكهرباء، في خطوة وُصفت بأنها بداية مرحلة جديدة من التعافي الطاقي.
وتشمل الاتفاقية تزويد دمشق بنحو 6 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا، بالإضافة إلى 1000 ميغاواط من الكهرباء، تُنقل عبر خط مباشر من مدينة كلّس التركية إلى مدينة حلب.
ووفق ما أعلنه وزير الطاقة السوري محمد البشير، فإن مشروع ربط شبكة الكهرباء السورية مع نظيرتها التركية بخط 400 كيلو فولت يُتوقع تشغيله قبل نهاية العام الجاري، ما سيساعد في تخفيف حدة الأزمة الكهربائية التي تعاني منها البلاد.
وأشار الوزير التركي ألب أرسلان بيرقدار إلى أن دمشق بدأت بالفعل منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي تنفيذ خطط إعادة الإعمار، وعدّ قطاع الطاقة يأتي على رأس الأولويات.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الطاقة في سوريا يُظهر معاناة 14 عامًا من الحرب.. ماذا بعد؟
- حقل كونكو في سوريا.. ماذا تعرف عن أحد أكبر حقول الغاز بالبلاد؟
- حقول النفط والغاز في سوريا تدفع ثمن الحرب (ملف خاص)
اقرأ أيضًا..
- رسميًا.. شيفرون الأميركية محرومة من تصدير النفط الفنزويلي
- إنتاج قطر من الغاز يصعد 2.2 مليار متر مكعب.. وهذه أرقام الصادرات
- العراق يواصل دعم مباني الوزارات بالطاقة الشمسية.. تطور جديد
- إمكانات إنتاج الغاز الحيوي تقارب تريليون متر مكعب سنويًا.. وهذه أبرز التحديات (تقرير)
المصدر..