هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

مشروع هيدروجين بريطاني على شفا الانهيار.. ما علاقة "سابك" السعودية؟

أسماء السعداوي

يواجه مشروع هيدروجين كبير تحديات مالية كبيرة قد تؤدي إلى فشله قبل أن يبدأ، علاوة على توجيهه ضربة لأهداف الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول عام 2050.

وهددت شركة النفط البريطانية "بي بي" بخفض مستهدفات الإنتاج من المشروع أو إلغائه، مالم تتدخل الحكومة بقيادة السير كير ستارمر بتقديم دعم مالي كبير.

وبحسب قاعدة بيانات مشروعات الهيدروجين العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المقرر أن يُنتج المشروع -وهو "اتش تو تيسايد" (H2Teesside)- الهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز الطبيعي، مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

ويحتلّ المشروع أهمية خاصة للحكومة، إذ يمثّل نحو 10% من مستهدفات الإنتاج بحلول عام 2030، بعد أن رفعت الإدارة الحالية مستهدفات إنتاج الهيدروجين إلى 10 غيغاواط (من 5 غيغاواط في 2021) لتسريع إزالة الكربون.

معلومات عن مشروع الهيدروجين الأزرق

كشفت شركة "بي بي" النقاب عن مشروع هيدروجين "اتش تو تيسايد" قبل أكثر من 4 سنوات؛ بهدف توفير الإمدادات النظيفة اللازمة لكل من الصناعة والمنازل.

وكان من المتوقع بدء إنتاج الهيدروجين الأزرق في عام 2027 أو قبله، مع الوصول إلى قدرة 1 غيغاواط بحلول عام 2030.

وبقدرة 1.2 غيغاواط، من المتوقع أن يلبي أكثر من 10% من أهداف الهيدروجين في المملكة المتحدة بحلول نهاية العقد.

ووصفت شركة "بي بي" المشروع بأحد أكبر مشروعات الهيدروجين الأزرق في البلاد، وأضافت -عبر موقعها الإلكتروني- أنه سيحقق النمو الاقتصادي في تيسايد، ويوفر الهيدروجين منخفض الكربون لتلبية احتياجات قطاع عريض من المستهلكين، علاوة على توفير فرص عمل ومكاسب فنية وبيئية ومجتمعية واسعة النطاق.

شعار شركة بي بي
شعار شركة بي بي - الصورة من مجلة فورتش

أزمة مشروع هيدروجين اتش تو تيسايد

قال مسؤولون مطلعون، إنّه من المحتمل أن تلغي شركة "بي بي" مشروع الهيدروجين في تيسايد، أو تخفض مستهدفات إنتاجه بنسبة 75%، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانية.

وتعاني شركة النفط العالمية في تأمين العدد الكافي من العملاء لجعل استثمارها بالقطاع المتعثر عالميًا مجديًا تجاريًا.

ولمواجهة التحديات التي تضرب القطاع، طلبت الشركة مع الحكومة دعم إنتاج محطة الهيدروجين الأزرق وعملائها من أجل استمرار المشروع.

وثمة محادثات جارية بين "بي بي" والحكومة بشأن إمكان تقديم دعم حكومي كبير، وهو ما تدرسه وزارة الطاقة والحياد الكربوني برئاسة الوزير إيد ميليباند.

وأكد متحدث باسم الشركة استمرار العمل مع الحكومة لإحراز تقدُّم بشأن المشروع المهم.

كما نقل متحدث باسم الحكومة المعنى ذاته، مشيدًا بالمشروع الذي سيغذّي كلًا من الصناعة ومشروعات إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030.

ولفت -أيضًا- إلى وجود مشروعات هي الأولى من نوعها في البلاد لإنتاج الهيدروجين واحتجاز الكربون في تيسايد؛ لتأمين مستقبل الصناعات الثقيلة ومكافحة أزمة المناح، وتوفير الآلاف من فرص العمل.

لكن مسؤولًا محليًا -هو عمدة منطقة "تيس فالي" بين هوشين- وصفَ الأنباء بـ"النكسة المحتملة المثيرة للقلق"، منتقدًا "بي بي" لطلب زيادة الدعم الحكومي، لأنه "ليس أساسًا سليمًا لاستثمار بهذا الحجم"، على حدّ وصفه.

وطالبَ الشركة بوضع خطة محكمة للمشروع، قائلًا، إن ثمة اهتمام كبير لدى مستثمرين بُدلاء بموقع مشروع الهيدروجين، و"سنواصل استكشاف كل الخيارات".

يتزامن ذلك مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل إحدى أكبر محطات الكيماويات في بريطانيا التي تملكها شركة سابك السعودية؛ جراء ارتفاع التكاليف وأسعار الطاقة.

وقررت الشركة السعودية استمرار العمل بالغاز الطبيعي وتعليق خطة تطوير المحطة وهي "أولفينز 6" (Olefins 6)، بما يبدد أحلام استهلاكها للهيدروجين الذين كانت ستنتجه "بي بي" من مشروعها المتعثر "إتش تو تيسايد".

مشروعات الهيدروجين الأزرق لدى "بي بي"

كان إعلان مشروع هيدروجين "إتش تو تيسايد" وقت تولّي بيرنارد لوني منصب الرئيس التنفيذي لشركة بي بي.

وفي ذلك الوقت، وعدت الشركة باستثمار ملياري جنيه إسترليني (2.7 مليار دولار) في مشروعات الهيدروجين وتحقيق الريادة في أهداف الحياد الكربوني.

والآن، يواجه قطاع الهيدروجين تحديات متزايدة بسبب ارتفاع التكاليف والأسعار وانخفاض الطلب، علاوة على الشكوك التنظيمية والتأخيرات واضطراب سلاسل التوريد من بين أخرى.

 الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي بي بيرنارد لوني
الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي بي بيرنارد لوني - الصورة من شبكة سي إن إن

وبعد رحيل لوني عن منصبه، تولّى موراي أوشينكلوس مسؤولية قيادة الشركة في سبتمبر/أيلول (2023)، ويسعى لزيادة إيرادات الشركة وحملة الأسهم بالتركيز على النفط والغاز الطبيعي وخفض استثمارات الطاقة الخضراء والتركيز على المشروعات الأكثر ربحًا.

ولتلك الأسباب، ألغت "بي بي" مشروعها لإنتاج الهيدروجين الأخضر "إتش واي غرين تيسايد" (HyGreen Teesside) في مارس/آذار الماضي (2025).

وكان المتوقع أن تصل قدرة الإنتاج بوساطة المحللات الكهربائية إلى 500 ميغاواط بحلول عام 2030، على أن تدخل المرحلة الأولى حيز الإنتاج في العام الجاري.

وفي هولندا، انسحبت شركة بي بي من أعمال تطوير مشروع الهيدروجين الأخضر "إتش 2-فيفتي" (H2-Fifty) بقدرة 250 ميغاواط في ميناء روتردام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. بي بي تهدد أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا من صحيفة "ذا تيليغراف"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق