التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

واردات الصين من الغاز المسال خلال 4 أشهر تنخفض.. ما الأسباب؟

هبة مصطفى

تراجعت واردات الصين من الغاز المسال خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري (2025)، بالمقارنة على أساس سنوي مع المدة ذاتها من العام الماضي.

وتراجعت شحنات الغاز المسال إلى بكين بنسبة 31%، منذ يناير/كانون الثاني مطلع العام الجاري (2025) حتى نهاية أبريل/نيسان الماضي، وفق بيانات جمركية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

ويبدو أن صاحبة أكبر مستورد للغاز المسال في العالم -سابقًا- ستواصل خفض الاستيراد خلال الربع الثاني أيضًا، في ظل استمرار عوامل محلية وخارجية مؤثرة في حجم الطلب.

وكانت الواردات الصينية قد سجلت مستوى قياسيًا منخفضًا في فبراير/شباط الماضي على أساس سنوي، كما تراجعت على أساس شهري.

واردات الصين من الغاز المسال

بلغت واردات الصين من الغاز المسال 20 مليون طن متري، خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري، وفق بيانات جمركية نقلتها رويترز.

وتتفق هذه الأرقام مع تقديرات وحدة أبحاث الطاقة، التي تُشير لانخفاض الواردات إلى 20.3 مليون طن، خلال المدة المذكورة.

ويمكن تقسيم الواردات شهريًا إلى:

  • يناير/كانون الثاني: 6.05 مليون طن (أعلى مستوى واردات بين الأشهر الـ4).
  • فبراير/شباط: 4.47 مليون طن.
  • مارس/آذار: 4.89 مليون طن.
  • أبريل/نيسان: 4.9 مليون طن.

وتُشير هذه الكميات إلى تراجع من مستوى 29 مليون طن، استوردتها بكين خلال الأشهر ذاتها العام الماضي.

وعلى صعيد فصلي، هبطت الواردات بنسبة 20% خلال الربع الأول (من يناير/كانون الثاني، حتى نهاية مارس/آذار)، بما يعادل 5.7 مليار متر مكعب.

ويكشف الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- عن تراجع واردات الصين من الغاز المسال خلال الأشهر الأخيرة:

واردات الصين من الغاز المسال على أساس ربع سنوي (2023 - 2025)

وأكد نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الغاز المسال لدى شركة شل، سيدريك كريمرز، أن الغاز المسال يعد دافعًا رئيسًا لنمو قطاعات الكهرباء والنقل (خاصة الثقيل).

وأشارت نائبة رئيس شركة "إن ENN" لتوزيع الغاز في الصين سو لي، إلى اتجاه تصاعدي للنمو على المدى الطويل، خلال المدة من 2030 حتى 2060.

ورغم الارتفاع الذي سجلته الواردات العام الماضي بنسبة 9%؛ فإن دراسة تحليلية -صادرة عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، في أبريل/نيسان الماضي- استبعدت استمرار وتيرة الانتعاش على المدى المتوسط والطويل.

وتتفق رؤية هذه الدراسة مع بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية خلال الربع الأول 2025" الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة.

وأزاحت اليابان أكبر الاقتصادات الآسيوية، من صدارة قائمة أكبر مستوردي الغاز المسال في العالم إلى المركز الثاني، بحجم واردات بلغ 18.37 مليون طن (منخفضة بنسبة 24%).

عوامل مؤثرة

تعتمد الصين على 3 مصادر لإنعاش مخزوناتها من الغاز: الإنتاج المحلي، واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب، واردات الغاز المسال.

وأثرت 5 عوامل في تراجع واردات بكين من الغاز المسال خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري، هي:

1) الإنتاج المحلي:

زاد إنتاج الغاز من الحقول الصينية المحلية بنحو 2.7 مليار متر مكعب، خلال الربع الأول من العام الجاري.

2) التدفقات عبر خطوط الأنابيب:

ارتفعت -أيضًا- تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب بنحو 1.2 مليار متر مكعب، وفق ما أعلنته شركة سينوك.

3) انخفاض الاستهلاك في الشتاء:

تزامنت قفزة الإنتاج المحلي مع حالة طقس معتدلة خلال فصل الشتاء الذي عزز خفض الاستهلاك.

4) ارتفاع الأسعار:

قُيمت أسعار الغاز المسال بمعدل أعلى من واردات خطوط الأنابيب أو الإنتاج المحلي.

5) الرسوم الجمركية:

كان للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرسوم المضادة التي أقرتها بكين، دور مهم في تراجع الواردات.

واضطرت بعض الشركات إلى إعادة بيع شحنات الغاز المسال الأميركي المستوردة في السوق الفورية، وإعادة توجيه مسارها، لتجنب الرسوم الإضافية في إطار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

وأكدت المديرة التنفيذية للتجارة والسلع لدى "سينوبك" تشو يانيان، أن الإنتاج المحلي وواردات خطوط الأنابيب عوضت تراجع الغاز المسال المكلف.

صهاريج تخزين الغاز المسال في الصين
صهاريج تخزين الغاز المسال في الصين - الصورة من صحيفة "تشاينا ديلي"

الطلب على الغاز في الصين

أبدت شركات صينية تفاؤلًا بشأن نمو الطلب على الغاز، ما سيترجم إلى زيادة في واردات الغاز المسال، رغم التراجع الملحوظ مؤخرًا.

وقد يرتفع الاستهلاك بنسبة 6% خلال العام الجاري، إذ تقدره شركة "سي إن بي سي CNPC" بما يصل إلى 448.5 مليار متر مكعب، في حين تتوقع "سينوبك" بلوغه 458 مليار متر مكعب.

وتقفز هذه التوقعات إلى معدل طلب يتراوح بين 650 و700 مليار متر مكعب، بحلول المدة من عام 2030 حتى 2035، وفق رئيس شبكة خطوط أنابيب النفط والغاز (المعروفة باسم بايب تشاينا PipeChina).

وقد يستقر الطلب عند 620 مليار متر مكعب خلال النصف الثاني من العقد المقبل، حسب رؤية رئيس "سينوبك".

ودارت توقعات شركات التوزيع في نطاق قريب مما سبق ذكره؛ إذ قدرتها شركة "إن ENN" بما يتراوح بين 550 و600 مليار متر مكعب، بحلول 2030.

وأكدت نائبة الرئيس سو لي، أن الشركة بصدد توسعة محفظتها من الغاز المسال، لتلبية الطلب المحلي والتوسع خارجيًا، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق