دعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مسؤولين من الدول الحليفة في شمال آسيا إلى ولاية ألاسكا لتقييم جدوى الاستثمارات المحتملة في مشروع غاز مسال وخط أنابيب غاز مقترح طوله 1300 كيلومتر.
وربما يزور مسؤولون من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ألاسكا للوقوف على موقع خط الأنابيب المذكور البالغة تكلفته 44 مليار دولار، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وتدرس حكومات طوكيو وسول وتايبيه ضخ استثماراتٍ في الولايات المتحدة على أمل الاستفادة من الإعفاءات الجمركية التي أقرها ترمب.
وإلى جانب البلدان الآسيوية الثلاثة، جذب مشروع غاز مسال ألاسكا كذلك اهتمام تايلاند التي تدرس جديًا استيراد 5 ملايين طن من الوقود منخفض الانبعاثات سنويًا من المشروع في محاولة لخفض عجزها التجاري مع واشنطن، ولتجنب التعرفة العالية مع إدارة ترمب، بحسب تقارير صحفية.
دعوة الحلفاء
تعول الولايات المتحدة على اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان في شراء الغاز الطبيعي المسال من مشروع غاز مسال ألاسكا؛ وهو ما تجلّى في توجيه الدعوة للمسؤولين في تلك الدول لزيارة ألاسكا لمناقشة عددٍ من المشروعات، بما في ذلك خط أنبوب غاز ضخم، خلال الوقت الذي تخطط فيه حكومات آسيوية لضخ استثمارات في أميركا على أمل الاستفادة من الإعفاءات الجمركية التي أقرها ترمب.
وسيستضيف وزير الداخلية الأميركي دوغ بورغوم، ووزير الطاقة كريس رايت المؤتمر الذي ستنطلق فعالياته في 2 يونيو/حزيران المقبل، وفق ما صرحت به مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها إلى وكالة رويترز.
وستتضمن الفعالية زيارةً إلى المنحدر الشمالي النائي في ألاسكا -منطقة واسعة تقع في أقصى شمال الولاية- الذي يُعد موطنًا لحقول غاز عالقة تتطلع الولايات المتحدة إلى استغلالها عبر خط أنابيب غاز مقترح تلامس تكلفته الرأسمالية 44 مليار دولار أميركي.
وسيمر خط أنابيب الغاز البالغ طوله 800 ميل (1300 كيلومتر)، عبر الولاية قبل إسالة الغاز عبر مشروع غاز مسال، تمهيدًا لتصديره، بشكل رئيس إلى العملاء الآسيويين.
وحض دونالد ترمب حلفاءً أمثال اليابان وكوريا الجنوبية على شراء الطاقة الأميركية، مع التهديد بفرض تعرفات على التجارة؛ وقال الرئيس الأميركي إن طوكيو وسول ترغبان في استثمار تريليونات الدولارات بمشروع خط أنابيب الغاز المذكور.
الصفقات الكبرى غير حاضرة
من غير المرجح أن يتمخض عن اجتماع ألاسكا المرتقب إبرام صفقاتٍ كبرى تتعلق بمشروع خط أنابيب الغاز الذي تأخر طويلًا، كما هو مأمول منذ البداية، بحسب ما قالته مصادر، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعرب رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، عن تفاؤله إزاء مشروع غاز مسال ألاسكا في أثناء اجتماع خاص مع ترمب خلال شهر فبراير/شباط الماضي، على الرغم من الشكوك التي تساور طوكيو بشأن جدوى المشروع.
وأبدى المسؤولون والمديرون التنفيذيون اليابانيون والكوريون الجنوبيون حذرهم بشأن مشروع لا يزال في طور الإعداد منذ عقود، ولم يُحرز تقدمًا يُذكر بسبب التكلفة والتحديات اللوجستية.
ولم يُدلِ البيت الأبيض بتفاصيل حول اجتماع ألاسكا المقبل، مكتفيًا بقوله إن ترامب "لديه تاريخ حافل في تعزيز إنتاج الطاقة في أميركا، وإنه سيُعيد مكانة أمتنا بصفتها قائدًا عالميًا في مجال الطاقة".
اتفاقية غير ملزمة
إلى جانب مسؤولين يابانيين وكوريين، سيحضر كذلك مسؤولون من شركة الطاقة التايوانية سي بي سي (CPC) اجتماع ألاسكا، علمًا بأن الأخيرة كانت قد أبرمت في شهر مارس/آذار الماضي اتفاقيةً غير ملزمة للاستثمار في مشروع خط الأنابيب وشراء إنتاجه، بحسب ما أعلنته وزارة الاقتصاد الأميركية.
وفي الأسبوع الماضي صرح وزير التجارة الكوري الجنوبي آن دوك-غيون بأن حكومته دُعيت لحضور اجتماع ألاسكا، غير أن الوقت "معقّد للغاية، علمًا بأن كوريا الجنوبية تستعد لإجراء انتخابات رئاسية في 3 يونيو/حزيران.
كما تلقّى وزير التجارة الياباني يوجي موتو، هو الآخر، دعوةً لحضور الفعالية نفسها، وفق ما أعلنه مصدران.
لكن سيكون من الصعب على موتو الحضور بسبب التزاماته البرلمانية، في حين أن مستوى مشاركة طوكيو قد يتأثر بتقدم المفاوضات التجارية بين طوكيو وواشنطن، بحسب مصدر في الحكومة اليابانية.
في الوقت نفسه أكد مسؤول وزارة التجارة اليابانية، اليوم الجمعة 23 مايو/أيار (2025) أنه لم يُتخذ قرار بَعْد بشأن مشاركة طوكيو في اجتماع ألاسكا، في تصريحات إلى رويترز، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقد يستغرق إبرام اتفاقيات ملزمة بشأن مشروع خط أنبوب الغاز وقتًا؛ إذ لم يُعِد المطورون بَعْد دراسة التصميمات الهندسية الأولية اللازمة لتوضيح التكاليف الإجمالية للمشروع، ويُتوقع بدء الدراسة في وقت لاحق من العام الجاري، وفقًا لمصدر.
وسيناقش اجتماع ألاسكا بشكل موسع أوجه التعاون في مشروعات الطاقة في القطب الشمالي، ومن المقرر أن يشارك وزير الداخلية الأميركي دوغ بورغوم، ووزير الطاقة كريس رايت، في مؤتمر الطاقة المستدامة الذي سيُعقَد بمدينة أنكوريج في ألاسكا خلال المدة من 3 إلى 5 يونيو/حزيران المقبل.
موضوعات متعلقة..
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في مايو.. أميركا تتصدر وتراجع ترتيب الجزائر وعمان
- صادرات الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا تتأثر بتأخير تعاقدات محطة كالكسيو باس
- كالكاسيو باس.. سابع محطة للغاز المسال في أميركا تبدأ الإنتاج (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- كم تنتج حقول النفط في البحرين يوميًا؟ (تقرير)
- الطاقة النووية في أفريقيا.. فرص واقعية أم زوبعة في فنجان؟
- فيتنام تخطط لاستيراد مليوني برميل شهريًا من النفط الأذربيجاني.. دولة خليجية حاضرة
المصادر:
- أميركا تروح لصالح مشروع غاز مسال في ولاية ألاسكا من رويترز.
- تايلاند تدرس استيراد 5 ملايين طن من غاز مسال ألاسكا سنويًا من صحيفة "ذا نيشن".
