رئيسيةأخبار الغازغاز

البحرين تسعى لشراء 60 شحنة من الغاز المسال الروسي

سامر أبووردة

في خطوة إستراتيجية لتعزيز أمنها الطاقوي، دخلت البحرين في محادثات متقدمة مع روسيا بشأن صفقة طويلة الأمد لتوريد الغاز الطبيعي المسال، هي الأولى من نوعها بين البلدين.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد احتياجات المملكة من الطاقة، ولا سيما خلال موسم الذروة في فصل الصيف، الذي يشهد ارتفاعًا حادًا في استهلاك الكهرباء.

وفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الصفقة المحتملة تمتد 3 سنوات، وتنص على تزويد المنامة بما يصل إلى 1.5 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، ما يعادل نحو 20 شحنة في العام، ليصل إجمالي الكميات المستهدفة خلال مدة الاتفاق إلى 60 شحنة.

ونوقشت تفاصيل الصفقة خلال لقاء جمع نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، ووزير النفط والبيئة البحريني محمد بن مبارك بن دينة، مطلع هذا الأسبوع.

وتمثل هذه الصفقة المرتقبة جزءًا من مساعي موسكو لتوسيع نفوذها في أسواق الطاقة العالمية، خلال وقت تسعى فيه روسيا -رابع أكبر منتج للغاز المسال عالميًا- إلى الدخول ضمن قائمة أكبر 3 مصدّرين عالميًا، مع خطط طموحة للوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ 100 مليون طن سنويًا على المدى المتوسط.

واردات البحرين من الغاز المسال

تمثل واردات البحرين من الغاز المسال تطورًا جديدًا في سياسة الطاقة لدى الدولة الخليجية، في ظل ارتفاع الطلب المحلي على الكهرباء نتيجة النمو الاقتصادي ودرجات الحرارة المرتفعة.

ووفقًا لما ذكره مدير وحدة الأبحاث بمنصة الطاقة المتخصصة أحمد شوقي؛ فإن عام 2025 يشهد انطلاقة جديدة في سوق الغاز المسال العربي، مع انضمام البحرين رسميًا إلى قائمة الدول المستوردة.

وقال شوقي إنه يُتوَقّع أن تستورد المملكة أول شحنة من الغاز المسال في مايو/أيار الجاري، في سابقة هي الأولى في تاريخها، بعد أن كان الإنتاج المحلي يغطي الاستهلاك.

مدير وحدة الأبحاث بمنصة الطاقة المتخصصة أحمد شوقي

وأشار إلى أن البحرين تعتمد على الغاز الطبيعي بنسبة 100% في توليد الكهرباء؛ ما يجعل تأمين إمدادات الغاز أمرًا حيويًا لاستقرار الشبكة الكهربائية، خاصة خلال أشهر الصيف.

وأضاف أن نحو 10% من الطلب على الغاز يذهب إلى مصفاة سترة، التي تخضع حاليًا لتوسعة سترفع طاقتها التكريرية من 267 ألفًا إلى 380 ألف برميل يوميًا؛ الأمر الذي يتطلب ضمان تدفقات كافية من الغاز لتلبية احتياجات التشغيل دون التأثير في إنتاج الكهرباء.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تصدُّر البحرين والعديد من الدول العربية الترتيب العالمي من حيث الاعتماد على الغاز في توليد الكهرباء عام 2024:

أكبر 10 دول حسب الاعتماد على الغاز في توليد الكهرباء

محطة يامال للغاز الطبيعي المسال

من المتوقع أن تأتي الشحنات الروسية من محطة يامال للغاز الطبيعي المسال، الواقعة في مقاطعة يامالو-نينيتس ذاتية الحكم في القطب الشمالي.

وتعد المحطة واحدة من أكبر 3 محطات إسالة في العالم، بطاقة إنتاجية تبلغ 17.4 مليون طن سنويًا، وفق بيانات المشروع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وتمتلك شركة نوفاتك، كبرى الشركات الروسية المنتجة للغاز المسال، حصة الأغلبية فيه المحطة، وتُوظف تقنيتي "سي 3 إم آر" و"أركتيك كاسكاد" في عمليات التسييل، بما يجعلها نموذجًا لاستغلال الموارد في البيئات الجغرافية القاسية.

الكهرباء في البحرين

أمن الطاقة في البحرين

من شأن هذه الإمدادات أن توفر للبحرين موردًا مستقرًا وموثوقًا للغاز خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

وتسعى المنامة إلى تعزيز أمن الطاقة لديها، وسط تقلبات الأسواق العالمية وتنامي المنافسة بين كبار المنتجين، خلال وقت يشهد فيه قطاع الغاز الطبيعي المسال سباقًا محمومًا بين روسيا والولايات المتحدة وقطر وأستراليا على حصص الأسواق الناشئة.

وبذلك، تمثل الصفقة المحتملة مع روسيا نقطة تحول في سياسة الطاقة لدى المملكة، وتضيف بعدًا جديدًا لملف واردات البحرين من الغاز المسال، بوصفها خيارًا إستراتيجيًا لضمان استمرارية الإمدادات وتلبية الطلب المحلي المتزايد، في ظل التحولات الإقليمية والدولية في قطاع الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق