التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال قد يدفع إلى زيادة محطات الربط (تقرير)

نوار صبح

تشير توقعات إلى أن انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال قد يدفع إلى زيادة محطات وخطوط الربط، خصوصًا مع فرنسا المجاورة.

وأشار محللون إلى أن انقطاع التيار الكهربائي، الذي شلّ شبه الجزيرة الأيبيرية أواخر أبريل/نيسان الماضي، قد يدفع المفوضية الأوروبية إلى اقتراح المزيد من الربط الكهربائي في جنوب غرب الاتحاد لضمان مرونة أكبر للشبكة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأوضحت كبيرة المحللين لدى مجموعة بورصة لندن (LSEG)، مارغريتا فلوريس، أن "المفوضية الأوروبية أبدت، سابقًا، دعمها واهتمامها بمحطات الربط الكهربائي جنوب غرب أوروبا، ويمكن لانقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال أن يُسرّع هذا التعاون".

وأضافت أن الربط الكهربائي الإضافي يُسهم بضمان أمن الإمدادات في كلا البلدين، وسيُسرّع بناء مشروعات الطاقة المتجددة.

الانقطاع الشامل للكهرباء

حدث انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال في 28 أبريل/نيسان الماضي، بعد سلسلة من عمليات فصل التوليد بلغت نحو 2.2 غيغاواط في جنوب إسبانيا، حيث ألقى بعض المحللين باللوم على فائض الطاقة الخضراء الذي تسبَّب في تقلبات في الشبكة، وسط نقص ما يسمى بالقصور الذاتي.

وتُعدّ الطاقة الخضراء أقل مرونة من المحطات التقليدية، التي يمكنها زيادتها وخفضها بسهولة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة تهيمن على نظام الكهرباء الأيبيري، بينما تعتمد فرنسا بشكل كبير على كهرباء الحمل الأساس من الطاقة النووية.

الطاقة النووية

تعزيز بناء محطات الربط الكهربائي

أكدت مصادر في وزارة الطاقة الإسبانية أن إسبانيا والبرتغال سترسلان خطابين مشتركين إلى مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي ووزير الطاقة الفرنسي، تطلبان منهما "مواصلة تعزيز بناء محطات الربط الكهربائي المخطط لها بين شبه الجزيرة الأيبيرية وبقية القارة الأوروبية".

من جهتها، صرّحت وزيرة الطاقة الإسبانية، سارة أجيسين، الأسبوع الماضي، في أعقاب انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال بأن الحاجة إلى محطات ربط كهربائي جديدة بين إسبانيا وفرنسا أصبحت "قضية على المستوى الأوروبي".

وعلى الرغم من أن هناك حاليًا 6 محطات ربط كهربائية بين البلدين بقدرة إجمالية تبلغ 2.8 غيغاواط، إلى جانب محطة ربط أخرى قيد الإنشاء، يوجد غموض يكتنف مشروعين آخرين، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت أجيسين: "لقد قضينا وقتًا طويلًا في محاولة تأمين محطات ربط كهربائي جديدة".

وأضافت: "لدينا الآن مشروع خليج بسكاي في مرحلة متقدمة، ونأمل أن نراه مكتملًا في السنوات المقبلة، لكن محطات الربط الكهربائي عبر جبال البرانس ما تزال معلقة لسنوات عديدة".

أبراج نقل الكهرباء قرب الحدود الإسبانية في قرية ليندوسو بالبرتغال
أبراج نقل الكهرباء قرب الحدود الإسبانية في قرية ليندوسو بالبرتغال – الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

خطوط ربط جديدة

أشارت وزيرة الطاقة الإسبانية، سارة أجيسين، إلى مشروع كابل خليج بسكاي بقدرة 2.2 غيغاواط، الذي كان من المتوقع تشغيله في عام 2028، وكان المقترح إنشاء محطات ربط بين أراغون وجبال البرانس الأطلسية، وبين نافارا ولاندز، على الرغم من عدم اتخاذ قرار استثماري نهائي بشأن الأخيرين.

وتتمثل العقبة التقنية الرئيسة أمام تطوير المزيد من محطات الربط بين إسبانيا وفرنسا في سلسلة جبال البرانس.

وصرّح وزير البيئة الفرنسي السابق رئيس مركز الأبحاث "إيدن"، برايس لالوند، بأن مدّ خطوط كهرباء عالية الجهد عبر الجبال كان معقدًا ومكلفًا للغاية، وكذلك التحايل عليها عبر مسار بحري.

وأشار إلى صعوبة إضافية تكمن في إيجاد "المزيج المناسب من القدرات المتجددة والقابلة للتحكم".

التحفظ الفرنسي

يعتقد المحللون أن فرنسا كانت متحفظةً تحديدًا بشأن بناء خطوط جديدة، حيث سيسمح ذلك بتدفّق الكهرباء الإسبانية الأرخص إلى السوق الفرنسية، ما قد يُقوّض ربح صادرات الطاقة النووية الفرنسية.

وقال المحلل الفرنسي نيكولا غولدبرغ: "إن زيادة الربط الكهربائي مع إسبانيا ستعود بالنفع على المنتجين الإسبان أكثر من الفرنسيين، وبينما سيشهد المستهلكون الفرنسيون تأثيرًا إيجابيًا، سيشهد المستهلكون الإسبان تأثيرًا أقل".

أبراج خطوط الطاقة الكهربائية عالية الجهد في منطقة بوشان بفرنسا
أبراج خطوط الطاقة الكهربائية عالية الجهد في منطقة بوشان بفرنسا – الصورة من رويترز

ولهذا السبب، يجب أن يستند المنطق إلى فوائد جماعية وطويلة الأجل.

وتوقعت أحدث توقعات مجموعة بورصة لندن تقاربًا في الأسعار بين إسبانيا وفرنسا عند بدء تشغيل خط الربط الكهربائي لخليج بسكاي في عام 2028.

ووفقًا لكبيرة المحللين لدى مجموعة بورصة لندن، مارغريتا فلوريس، لن يستمر هذا التقارب بعد عام 2030 نظرًا لعدم كفاية سعة النقل بين مناطق الأسعار المختلفة.

وقالت فلوريس: "لن تتمكن فرنسا من الاستفادة الكاملة من الكهرباء الأرخص القادمة من شبه الجزيرة الأيبيرية".

إزاء ذلك، لخّص السياسي الفرنسي جان فيليب تانغوي معارضة بعضهم في بلاده لزيادة محطات وخطوط الربط الكهربائي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق