المعادن الحيوية في أفريقيا.. خريطة الإنتاج والاحتياطيات
خلال 2024
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

يشهد قطاع المعادن الحيوية في أفريقيا تطورات ملحوظة، حيث تمتلك القارة كنوزًا طبيعية هائلة تكتسب أهمية بالغة في صناعة التقنيات الحديثة والطاقة النظيفة.
وكشف تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن القيمة السوقية لإنتاج المعادن الحيوية المتعلقة بالطاقة في أفريقيا تُقدَّر -حاليًا- بنحو 50 مليار دولار من عمليات التعدين، بالإضافة إلى 16 مليار دولار من عمليات التكرير، أي بإجمالي 66 مليار دولار.
وتوقَّع التقرير أن تسهم المشروعات المعلنة في رفع القيمة الإجمالية لهذا القطاع إلى نحو 83 مليار دولار بحلول عام 2040.
كما تشير المشروعات المعلنة إلى أن القارة قد تستحوذ على نحو 4% من القيمة السوقية العالمية لتكرير هذه المعادن بحلول العام نفسه.
المعادن الحيوية في أفريقيا لعام 2024
يبرز الكوبالت كونه أحد أهم المعادن الحيوية في أفريقيا، وخاصة المتعلقة بقطاع الطاقة، إذ تستحوذ على نحو 70% من الإنتاج العالمي، وتنفرد جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها بنسبة تتجاوز 66.5% من هذا الإنتاج.
كما تملك أفريقيا 57% من الاحتياطيات العالمية من الكوبالت، بحسب التقرير الصادر -حديثًا- عن وكالة الطاقة الدولية.
وتمتلك القارة نحو 17% من الإنتاج العالمي للنحاس، وتأتي جمهورية الكونغو الديمقراطية في الصدارة، بنسبة تصل إلى 12.6% من الإجمالي العالمي، في حين تبلغ احتياطيات القارة من المعدن الأحمر 10.3%.
أمّا الليثيوم، فتسجل أفريقيا 11% من إنتاجه العالمي، بقيادة زيمبابوي بنسبة 9%، بينما لا تتجاوز احتياطيات القارة 1.6%.
ومع امتلاك أفريقيا نحو 24.1% من الاحتياطيات العالمية من الغرافيت، تبرز القارة قوة واعدة في هذه السوق الحيوية، رغم أن إنتاجها الحالي لا يتجاوز 6.5% من الإمدادات العالمية.
كما تسهم القارة بنسبة 2.6% من الإنتاج العالمي للنيكل، في حين تمتلك نحو 2.7% من الاحتياطيات العالمية.
وما تزال مساهمة أفريقيا من المعادن الأرضية النادرة متواضعة، إذ لا تتجاوز 0.7%، وتمتلك 1.9% من الاحتياطيات العالمية.

وعلى صعيد المعادن الرئيسة الأخرى، تهيمن القارة على نحو 76% من الإنتاج العالمي للمنغنيز، وتحتضن 37.3% من الاحتياطيات العالمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أمّا معادن مجموعة البلاتين، فتحتكر القارة ما يقارب 62.7% من الإنتاج العالمي، وتستحوذ على 79.3% من الاحتياطيات العالمية.
وتشير أحدث البيانات إلى أن أفريقيا تسهم بنسبة 28.9% من الإنتاج العالمي للبوكسيت، بينما تحتفظ بنحو 25.5% من الاحتياطيات العالمية.
اتجاهات سوق المعادن الحيوية في أفريقيا
ما تزال معظم الدول الأفريقية تصدّر المعادن الحيوية بصورتها الخام، ما يفوت عليها فرصًا اقتصادية هائلة، وسط ارتفاع الطلب.
وتشير التقديرات إلى أن تطوير صناعات المعالجة داخل القارة يمكن أن يعزز الأرباح والإيرادات الضريبية، إلى جانب خلق وظائف ذات مهارات عالية.
ولتحقيق ذلك يجب بذل جهود مضنية للتصدي لعدّة التحديات، أبرزها:
- ضمان توفير الكهرباء موثوقة وبأسعار معقولة.
- تحسين البنية التحتية للنقل.
- تنمية المهارات الفنية لدى العاملين.
- تعزيز القدرات التنظيمية.
في الوقت نفسه، أظهر التقرير أن القارة تشهد زخمًا استثماريًا متزايدًا، لا سيما من الشرق الأوسط والصين.
ففي مارس/آذار 2025، أعلنت زيمبابوي أنها أوشكت على تشغيل مصنع جديد لمعالجة الليثيوم بقدرة 500 طن يوميًا، بتمويل من مستثمرين صينيين.
كما تضخ كل من السعودية والإمارات استثمارات في العديد من المشروعات بالمنطقة.

سياسات المعادن الحيوية في أفريقيا
يُعدُّ تحديث سياسات المعادن الحيوية في أفريقيا خطوة مهمة لتعزيز قيمة مضافة لمواردها؛ بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية.
فقد فرضت الكونغو الديمقراطية حظرًا مؤقتًا على تصدير الكوبالت في أوائل 2025 للحدّ من فائض المعروض والحفاظ على استقرار الأسعار العالمية، ضمن إستراتيجية شاملة لتعزيز قدرات المعالجة المحلية.
كما تدرس البلاد فرض حصص تصديرية وحدود إنتاجية، وتسعى لتأمين شراكة مع الولايات المتحدة لدعم أمن عمليات التعدين في مناطق الصراع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وعلى النهج نفسه، أصدرت زيمبابوي في 2023 مرسومًا للسيطرة على عمليات تعدين الليثيوم ومعالجته وتصديره، لتعزيز الاستفادة محليًا وجذب الاستثمارات.
وتبرز -أيضًا- جهود الكونغو وزيمبابوي وزامبيا لتعزيز الشفافية، عبر تطبيق معايير تتبُّع المعادن ومحاربة الفساد.
موضوعات متعلقة..
- المعادن الحيوية في أفريقيا كنوز قد تقلب وجه القارة.. من يستخرجها؟
- المعادن الحيوية في أفريقيا.. هل يخلصها ترمب من قبضة الصين؟
- 9 دول تستحوذ على المعادن الحيوية في أفريقيا.. والمغرب يتصدر
اقرأ أيضًا..
- إمدادات المعادن الحيوية تتجه نحو المركزية.. وتحذير من هيمنة الصين وقيود التصدير
- أبرز إنجازات أرامكو السعودية في محاربة الانبعاثات خلال 2024
- أحدث توقعات الطلب على النفط والمعروض من 3 مؤسسات كبرى (تقرير)
المصدر: