رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

خطط الطاقة المتجددة في بريطانيا تتعرض لانتكاسة جديدة تهدد أهداف 2030

محمد عبد السند

تعرّضت أهداف الطاقة المتجددة في بريطانيا لانتكاسة جديدة، بعدما خفّضت شركة إس إس إي (SSE) خطتها الخمسية للإنفاق بواقع 3 مليارات جنيه إسترليني (4 مليارات دولار)، وعدلت عن خططها لنمو الطاقة المتجددة.

*(الجنيه الإسترليني = 1.34 دولارًا أميركيًا)

ووفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عزت الشركة خطواتها الأخيرة إلى تأخر التخطيط الذي عرقل بدوره تنفيذ العديد من المشروعات الخضراء.

وقالت الشركة، الواقع مقرها في إسكتلندا، إن سعة الطاقة المتجددة المركبة لديها ستلامس نحو 7 غيغاواط بحلول عام 2027، تراجعًا بواقع 2 غيغاواط من توقعات سابقة.

وأبدت الشركة نظرة تشاؤمية بشأن تحقيق مستهدفاتها من الطاقة المتجددة المقررة بحلول نهاية 2030، والمتمثلة في إنتاج 50 تيراواط/ساعة، نتيجة تأخر المشروعات.

خفض الإنفاق الرأسمالي

أعلنت شركة "إس إس إي" أنه من غير المرجح أن تحقق مستهدفاتها بشأن الطاقة المتجددة في نهاية العقد الحالي في أعقاب تقلّص خطط إنفاقها الخمسية بما يتراوح بين 3 (4 مليارات دولار أميركي) و17.5 مليار جنيه إسترليني (24 مليار دولار أميركي).

وتُعد "إس إس إي" واحدة من أكبر مطوري الطاقة في المملكة المتحدة، وبناءً عليه فإن خفض إنفاقها المخطط على مشروعات طاقة متجددة جديدة من شأنه أن يوجّه ضربة قوية إلى مستهدفات الطاقة المتجددة في بريطانيا بحلول عام 2030.

وسيشتمل خفض الإنفاق على تقليل الاستثمارات بواقع 1.5 مليار جنيه إسترليني (نحو ملياري دولار أميركي) على تطوير مبادرات طاقة متجددة، بما في ذلك مزارع بحرية ومشروع طاقة كهرومائية، إلى جانب خفض آخر يعادل القيمة المذكورة من الإنفاق المخطط له على مشروعات طاقة متجددة ونقل كهرباء أخرى.

وألقى الرئيس التنفيذي لشركة "إس إس إي"، أليستير فيليبس-ديفيس، باللائمة على "التأخيرات في السياسات والتخطيط"، وكذلك "بيئة الاقتصاد الكلي المتغيرة" في خفض الإنفاق؛ ما يلقي بشكوك جديدة على أهداف الطاقة المتجددة في بريطانيا.

وقال فيليبس-ديفيس إن الشركة واجهت تأخيرات في تنفيذ مشروعي طاقة متجددة إسكتلنديين، وهما مشروع الطاقة الكهرومائية كوار غلاس (Coire Glas) في المرتفعات الإسكتلندية، وتطوير مزرعة الرياح البحرية بيريك بنك (Berwick Bank) التي قُدمت إلى الحكومة الإسكتلندية للحصول على الموافقة بشأنها في أواخر عام 2022.

وكان من المقرر أن يسدّ هذان المشروعان المذكوران احتياجات الكهرباء لنحو 9 ملايين أسرة في المملكة المتحدة بمجرد دخولهما حيز التشغيل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

شعار شركة "إس إس إي"
شعار شركة "إس إس إي" - الصورة من موقع الشركة الرسمي

مشروعات متأخرة

واجهت "إس إس إي" كذلك تأخيرات في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع مزرعة الرياح البحرية أركلو بنك (Arklow Bank) الواقعة قبالة السواحل الأيرلندية.

واستهدفت حكومة المملكة المتحدة مضاعفة طاقة الرياح البرية في البلاد، وزيادة سعة الطاقة الشمسية 3 أضعاف، وسعة طاقة الرياح البرية 4 أضعاف بحلول عام 2030، في إطار خطة أوسع لبناء منظومة كهرباء تعتمد بنسبة 95% على المصادر المتجددة.

وتوقعت "إس إس إي" مساعدة حكومة كير ستارمر على تحقيق أهداف الطاقة المتجددة عبر زيادة توليدها للكهرباء النظيفة 5 مرات، لتصل إلى 50 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030.

وقفزت إنتاجية الطاقة المتجددة لدى "إس إس إي" بنسبة 18% في العام الماضي، لتصل إلى 13.3 تيراواط/ساعة في مارس/آذار الماضي.

التحول إلى الربط الكهربائي

من شأن تراجع "إس إس إي" عن خطط الاستثمار في الطاقة المتجددة أن يمكّن المجموعة المدرجة على مؤشر فايننشال تايمز 100 (FTSE 100) من التركيز على الاستثمار في خطوط الربط الكهربائي ذات الجهد العالي وشبكات توزيع الكهرباء المحلية، التي توفر عوائد متوقعة ومنظمة.

وهبط إجمالي الأرباح المعدلة لشركة "إس إس إي" بنسبة 3%، ليصل إلى 2.14 مليار جنيه إسترليني خلال العام، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومع ذلك أكدت الشركة التزامها بتطوير مزارع رياح بحرية جديدة في المياه البريطانية؛ إذ قال فيليبس ديفيز إن "إس إس إي" ستواصل استثماراتها بالوتيرة نفسها، التي تُقدّر بنحو 8 ملايين جنيه إسترليني يوميًا، مطالبًا بتوفير ظروف سوقية مستقرة وخفض المخاطر لدعم طموحاتها.

ويشتمل هذا على إلغاء المقترحات الرامية إلى استبدال سلسلة من الأسواق الإقليمية بسوق الكهرباء في بريطانيا مع تحديد الأسعار بناء على العرض والطلب المحلي، وفق ما قاله فيليبس ديفيز.

وفي هذا الصدد قال الرئيس التنفيذي لشركة "إس إس إي" أليستير فيليبس-ديفيس: "على الرغم من أن السوق تحتاج إلى إصلاحات، فإنها لا تحتاج إلى تسعيرة قائمة على المناطق".

وأضاف: "رأينا معارضة شديدة من قِبل شريحة واسعة من اللاعبين في الصناعة -كلهم من المطورين الرئيسين- لنظام التسعيرة القائمة على المناطق؛ ما يضيف الكثير من عدم اليقين وإضافة مليارات الجنيهات إلى فاتورة تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.الطاقة المتجددة في بريطانيا تنتكس مجددًا، من صحيفة الغارديان.

2.إنتاج شركة "إس إس إي" من الطاقة المتجددة يتراجع بحلول 2027، من بلومبرغ.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق