التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

إمدادات المعادن الحيوية تتجه نحو المركزية.. وتحذير من هيمنة الصين وقيود التصدير

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • أسواق المعادن الحيوية تتجه نحو التمركز الجغرافي لا التنويع
  • حصة أكبر 3 منتجين في السوق بلغت 86% في 2024، مقارنة بـ82% في 2020
  • نمو الاستثمارات في المعادن الحيوية تباطأ إلى 5% في 2024
  • الطلب على النحاس مرشَّح للارتفاع الكبير بسبب توسعة شبكات الكهرباء
  • استقرار نشاط الاستكشاف في 2024، بعد صعود متواصل منذ 2020

تواجه إمدادات المعادن الحيوية في الوقت الراهن تحديًا مزدوجًا من التمركز وقيود التصدير، ما يهدد خطط التحول نحو الطاقة النظيفة.

وبحسب تقرير حديث، حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، فإن التنويع صمام الأمان لضمان أمن الطاقة، لكن سوق المعادن الحرجة تكشف اتجاهًا معاكسًا تمامًا.

وأظهر أن السوق العالمية باتت أكثر اعتمادًا على مورّدين قلائل، حيث ارتفعت حصة أكبر 3 منتجين لمجموعة من المعادن الأساسية، مثل النحاس والليثيوم والنيكل والكوبالت والغرافيت والعناصر الأرضية النادرة إلى 86% في 2024، مقارنة بـ82% فقط في عام 2020.

أمّا الصين، فقد عززت هيمنتها لتصبح رائدة في تكرير 19 من أصل 20 معدنًا حيويًا، بمتوسط حصة سوقية تبلغ 70%، بينما تستحوذ إندونيسيا على الحصة الكبرى من النيكل.

إمدادات المعادن الحيوية في مرمى الخطر

رغم أن أسواق المعادن الحيوية تبدو حاليًا وفيرة الإمدادات مع تراجع الأسعار مقارنةً بذروتها في عامي 2021 و2022، فإن التمركز وقيود التصدير يُنذران باضطراب السوق، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، الصادر اليوم الأربعاء 21 مايو/أيار (2025).

وفي عام 2024، ارتفع الطلب على الليثيوم بنسبة تقارب 30%، متجاوزًا معدل النمو السنوي البالغ 10% خلال أواخر 2010، بينما سجل كل من النيكل والكوبالت والغرافيت والمعادن الأرضية النادرة نموًا بين 6 و8%.

ويقف قطاع الطاقة وراء الجزء الأكبر من هذا الطلب، وشكّل 85% من إجمالي نمو الطلب على معادن البطاريات، في حين يعدّ توسُّع استثمارات الشبكات داخل الصين المحرك لارتفاع الطلب على النحاس خلال العامين الأخيرين.

ومع ذلك، فرضت زيادة المعروض بقيادة الصين وإندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ضغوطًا على الأسعار، خاصة بالنسبة لمعادن البطاريات.

فمنذ عام 2020، تضاعفَ معدل نمو المعروض من معادن البطاريات مقارنة بأواخر 2010، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وكانت النتيجة موجة هبوط حادة في الأسعار، إذ تراجعت أسعار الليثيوم بأكثر من 80% منذ عام 2023، في حين انخفضت أسعار الغرافيت والنيكل والكوبالت بنسبة تراوحت بين 10 و20% خلال عام 2024.

عمليات تنقيب عن المعادن الحيوية
عمليات تنقيب عن المعادن الحيوية - الصورة من إنرجي كابيتال آند باور

مخاطر ضعف الاستثمارات وهيمنة الصين

رغم توقعات نمو الطلب على المعادن الحيوية، تواجه قرارات الاستثمار تحديات كبيرة بسبب حالة عدم اليقين في الاقتصاد والسوق.

فقد شهد عام 2024 تباطؤًا في وتيرة الإنفاق، حيث ارتفعت الاستثمارات بنسبة 5% فقط، مقارنة بـ14% في 2023، مع نمو حقيقي معدّل حسب التضخم لا يتجاوز 2%.

كما شهد نشاط استكشاف المعادن الحيوية استقرارًا بعد سنوات من النمو المستمر منذ 2020، مع تراجع واضح في الإنفاق على استكشافات النيكل والكوبالت والزنك، في حين استمر الارتفاع في استكشاف الليثيوم واليورانيوم والنحاس.

كما بدأت تمويلات الشركات الناشئة في التباطؤ، بسبب انخفاض أسعار المعادن، ما أضعف الحافز على الاستثمار، وأثَّر في المشروعات الجديدة.

على صعيد آخر، كشف التقرير أن جهود تنويع إمدادات المعادن الحيوية، وتحديدًا في قطاع التكرير، ستشهد تقدمًا بطيئًا خلال العقد المقبل.

وبحسب التوقعات، سينخفض متوسط حصة أكبر 3 مورّدين للمواد المكررة عند 82% بحلول عام 2035، ما يعني عودة تركيز السوق إلى مستويات 2020، مع استمرار الهيمنة الصينية على قطاع التكرير وإعادة تدوير البطاريات، حيث تمثّل ثلثي النمو العالمي في قدرات التدوير منذ 2020.

وعلى صعيد التعدين، يظل المشهد مشابهًا، لكن أقل تركيزًا مقارنة بالتكرير، حيث تنبع غالبية الزيادة في الإنتاج من دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية للكوبالت، وإندونيسيا للنيكل، والصين للغرافيت والعناصر الأرضية النادرة.

وارتفعت حصة أكبر 3 دول في قطاع تعدين المعادن المرتبطة بالطاقة من 73% في 2020 إلى 77% في 2024، في حين يظهر التنوع بوضوح في الليثيوم الذي شهدَ زيادة من منتجين ناشئين، مثل الأرجنتين وزيمبابوي.

 عمليات تنقيب عن المعادن الحيوية
عمليات تنقيب عن المعادن الحيوية - الصورة من مايننغ تكنولوجي

توقعات أسواق المعادن الحيوية

سلَّط تقرير وكالة الطاقة الضوء على المخاطر التي تواجه أسواق النحاس، إذ تشير التوقعات إلى نقص محتمل في المعروض بنسبة 30% بحلول عام 2035، نتيجة لارتفاع الطلب لتعزيز شبكات الكهرباء حول العالم.

في الوقت نفسه، كشف التقرير أن أيّ اضطراب في إمدادات بعض المعادن الإستراتيجية المرتبطة بالطاقة قد يُسبِّب تأثيرات اقتصادية كبيرة، إذ تخضع 55% منها -حاليًا- لقيود التصدير، وتشمل المواد الخام والمكررة، فضلًا عن تقنيات المعالجة.

ونظرًا لسيطرة الصين على تكرير المعادن الإستراتيجية، أظهر 15 معدنًا تقلبات سعرية تفوّق النفط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي مواجهة التحديات المتزايدة لأمن الطاقة، أطلقت الحكومات حول العالم موجة من السياسات الجديدة لتعزيز تأمين إمدادات المعادن الحيوية، شملت تمويلًا عامًا، وشراكات إستراتيجية، وإصلاحات محلية.

وأكد التقرير أن تنويع الإمدادات لن يتحقق بقوى السوق فقط، بل يتطلب دعمًا سياسيًا، خاصة مع كون تكلفة المشروعات في المناطق الجديدة أعلى بنسبة 50% من تكاليف المنتجين الحاليين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. تحديات تواجه إمدادات المعادن الحيوية من وكالة الطاقة الدولية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق