رئيسيةأخبار النفطعاجلنفط

تفاصيل حريق مصفاة الصمود في بيجي العراقية

الطاقة

في تطور جديد يعيد إلى الواجهة أهمية سلامة المنشآت النفطية الحيوية في العراق، شهدت مصفاة الصمود في بيجي بمحافظة صلاح الدين، صباح اليوم الأحد 18 مايو/أيار 2025، حادث حريق اندلع بإحدى وحداتها الثانوية، ما أثار تساؤلات حول مستوى الجاهزية التقنية في أكبر مجمعات التكرير بالبلاد.

وأعلنت وزارة النفط العراقية في بيان رسمي -حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن فِرق الدفاع المدني تمكنت من السيطرة الكاملة على الحريق في وقت قياسي، مؤكدةً عدم تسجيل إصابات بين الكوادر العاملة، وعدم تأثُّر العمليات الإنتاجية داخل المصفاة جراء الحادث.

الحادث الذي وقع في وحدة تُعرف باسم "مصفاة الدهون"، ناجم عن انفجار في فرن رقم 100، وهو ما أسفر عن إصابة عاملين بإصابات طفيفة، وفق ما نقلته مصادر من مديرية الدفاع المدني، التي باشرت بعمليات الإخماد فور تلقّيها البلاغ، وتمكنت من عزل النيران ومنع امتدادها إلى وحدات إنتاجية أخرى داخل مجمع شركة مصافي الشمال.

يُشار إلى أن مصفاة الصمود -التي كانت تسمّى سابقًا "بيجي"- تعدّ من أبرز المنشآت النفطية العراقية، إذ أنشئت عام 1978، وتبلغ طاقتها التصميمية 280 ألف برميل يوميًا، وتضم وحدتين رئيستين، هما مصفاة صلاح الدين/1 وصلاح الدين/2، بالإضافة إلى مصفاة الشمال، التي أُعيد تشغيلها بالكامل في عام 2024 بعد سنوات من التوقف بسبب الأوضاع الأمنية.

حريق مصفاة الصمود

بدأت وقائع حريق مصفاة الصمود في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، عندما دوّت انفجارات محدودة في فرن حراري داخل وحدة الدهون، وعلى الفور، تدخلت فرق الدفاع المدني، وتمكنت من احتواء الحريق دون تسجيل خسائر كبيرة.

وتقع وحدة الدهون المتضررة ضمن النطاق الثانوي داخل مصفاة الصمود، إذ أكدت وزارة النفط أن الحادث لم يؤثّر في العمليات التشغيلية للمصفاة، التي واصلت عملها بطاقة اعتيادية، وهو ما يشير إلى فاعلية نظم الاستجابة السريعة والطوارئ لدى شركة مصافي الشمال.

وأفادت مصادر ميدانية أن العاملين المصابين تلقّوا العلاج في الموقع، وأن الإصابات لم تستدعِ نقلهم إلى مراكز طبية خارجية، ما يضع الحادث في خانة الحوادث المحدودة التي لم تخلّف آثارًا بنيوية في البنى التحتية.

مصافي النفط في العراق

مصفاة الصمود بين الماضي والحاضر

لا يخلو تاريخ مصفاة الصمود في بيجي من التحديات، فقد تعرضت المنشأة لدمار واسع، عقب سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على قضاء بيجي في مايو/أيار 2014، ما أدى إلى توقُّف الإنتاج كليًا.

وبعد تحرير قضاء بيجي في عام 2015، تعرضت المصفاة لعمليات نهب وفقدان معدّات وأجهزة رئيسة، الأمر الذي عاقَ جهود إعادة التشغيل.

وكشفت السلطات لاحقًا استعادة أجزاء كبيرة من المعدّات المسروقة، كما بدأت في تأهيل وحدات التشغيل على مراحل.

وتتبع مصفاة الصمود شركة مصافي الشمال، لكنها تعمل حاليًا بسعة 140 ألف برميل يوميًا فقط، لتعرُّضها إلى هجمات إرهابية من تنظيم داعش عام 2014، وهو السبب وراء تغيير اسمها.

الطاقة التكريرية لمصفاة الصمود

منذ عام 2021، وضعت وزارة النفط خطة لرفع الطاقة التكريرية لمصفاة الصمود إلى 280 ألف برميل يوميًا، من خلال تشغيل وحدتين جديدتين، بالإضافة إلى مشروعات تطوير وحدة تحسين البنزين.

وقد بدأت وحدة صلاح الدين/2 فعليًا بالإنتاج في يناير/كانون الثاني 2021، بطاقة 65 ألف برميل يوميًا، وشُغّلت مصفاة صلاح الدين/1، لاحقًا، بطاقة 60 ألف برميل يوميًا.

وفي فبراير/شباط 2024، افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رسميًا مصفاة الشمال في بيجي بطاقة 150 ألف برميل يوميًا، معلنًا عودة الإنتاج بعد توقُّف دام أكثر من 10 سنوات.

وأشار السوداني آنذاك إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تغطية احتياجات البلاد من المشتقات النفطية، وتُغني عن الاستيراد الخارجي، مما يوفر مليارات الدولارات التي يمكن إعادة توجيهها لمجالات خدمية واقتصادية.

جانب من افتتاح رئيس الوزراء لمصفاة الشمال في بيجي
جانب من افتتاح رئيس الوزراء لمصفاة الشمال في بيجي - الصورة من وزارة النفط

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. بيان وزارة النفط العراقية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق