لدعم توطين الطاقة المتجددة .. 4 تقنيات جديدة يقدمها طلاب مصريون (صور)
داليا الهمشري

يبذل الباحثون جهودًا مضنية في سبيل توطين الطاقة المتجددة في مصر ضمن جهود البلاد للتوسع بالمشروعات سعيًا لتحقيق الحياد الكربوني.
حيث يبرز دور الجامعات المصرية بمثابة حاضنات أساسية للمواهب الشابة، تعمل على صقل قدراتها وتوجيهها نحو تلبية احتياجات الدولة والمساهمة الفعالة في التغلب على التحديات المستقبلية، خاصة في قطاعي الطاقة والبيئة.
وفي هذا الإطار، نجح طلاب الفرقة الثانية في قسم الطاقة والطاقة المتجددة بكلية الهندسة والتكنولوجيا بالجامعة المصرية الصينية في تطوير مجموعة من المشروعات الهندسية المبتكرة، اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعكست هذه المشروعات وعيًا مبكرًا بالتحديات والفرص في هذا المجال الحيوي.
مشروعات متميزة
جاءت هذه المشروعات المتميزة بمثابة ثمرة للجهود المبذولة ضمن مقرر "التحكم الآلي"، وتحت الإشراف الأكاديمي المباشر والتوجيه المستمر من رئيس القسم بالجامعة الأستاذ المساعد الدكتور هادي حبيب، وبمشاركة قيّمة من المعيد المهندس كيرلس سامي.
لم يقتصر دورهما على تقديم المعرفة النظرية فحسب، بل امتد ليشمل تحفيز الطلاب على التفكير النقدي والابتكار وتطبيق مبادئ التحكم الآلي لتقديم حلول عملية تخدم أهداف ترشيد استهلاك الطاقة وإدارة الموارد بكفاءة.
وتتوافق هذه المشروعات مع التوجهات الوطنية للبحث العلمي وخطة الدولة الطموحة للتنمية المستدامة والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.
وأوضح رئيس قسم الطاقة والطاقة المتجددة بكلية الهندسة والتكنولوجيا بالجامعة المصرية الصينية الدكتور هادي حبيب -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه المشروعات الطلابية قد عكست فهمًا عمليًا للتحديات المستقبلية وقدرة الطلاب على تطبيق المعرفة النظرية للتوصل إلى حلول عملية ومستدامة، ومن أبرزها:
منظومة الإدارة الهجينة للطاقة المنزلية الذكية:
اعتمد هذا المشروع على متحكم أردوينو لإدارة ذكية لاستعمال الألواح الشمسية، والبطاريات، والشبكة الكهربائية الأساسية.
ويهدف هذا النظام إلى تحقيق أقصى كفاءة اقتصادية وبيئية بالاعتماد على المصادر المتجددة أولًا، مع تقليل الاعتماد على الشبكة التقليدية؛ ما يُسهِم في خفض فواتير الكهرباء وإطالة عمر البطاريات.

ويمثل هذا المشروع -الذي شارك فيه الطلاب نور بكير وأحمد وليد ومروان حافظ- حلًا مثاليًا للتعامل مع تعريفات الكهرباء المتغيرة مستقبلًا.
تتبع الألواح الشمسية ثنائي المحور باستعمال تحكم PID:
مشروع تطبيقي يستعمل أردوينو وخوارزمية تحكم PID لتحريك اللوح الشمسي بدقة في محورين لتتبع مسار الشمس.
ويهدف المشروع إلى دراسة وقياس نسبة التحسن في كفاءة إنتاج الطاقة مقارنة بلوح شمسي ثابت؛ ما يوفر بيانات قيّمة حول الجدوى الاقتصادية لتطبيق هذه التقنية على نطاق واسع في محطات الطاقة الشمسية.

وشارك في المشروع الطلاب: كلارك عماد، محمد عصام، أحمد محمد.
تحسين كفاءة الألواح الشمسية (MPPT):
يركز هذا المشروع على الجانب الكهربائي لتحسين أداء الألواح باستعمال أردوينو وخوارزمية Perturb and Observe لتتبع نقطة القدرة القصوى (MPPT).
ويضمن النظام عمل اللوح الشمسي عند النقطة التي يخرج عندها أعلى قدرة ممكنة، بغض النظر عن الظروف البيئية؛ ما يزيد إجمالي الطاقة الكهربائية النظيفة المنتجة.
وشارك في المشروع الطلاب: ياسمين أحمد، ملك عبدالسلام، شيماء عز الدين.
إنتاج الهيدروجين النظيف من الهواء:
يجمع هذا المشروع المبتكر بين توفير المياه النظيفة وإنتاج الطاقة المستدامة، ويعتمد على الطاقة المتجددة لتكثيف رطوبة الهواء وتحويلها لماء شرب، ثم تحليل الماء لإنتاج الهيدروجين القابل للتخزين والاستعمال، مقدمًا بذلك حلًا متكاملًا للمناطق التي تعاني ندرة المياه ومصادر الطاقة التقليدية.
وشارك فيه الطلاب: كيرلس كرم، كيرلس عاطف، محمد جمال، ياسر صبحي، أحمد محمد، عبدالله محمد.
نظام التحكم المدمج الذكي بالماء (لأغراض التسخين والتبريد):
يدمج هذا النظام تسخين وتبريد الماء في منظومة واحدة يتم التحكم فيها بذكاء باستعمال متحكمات ESP وأردوينو.
ويتيح النظام تحديد درجات حرارة الماء المطلوبة ومراقبة المنظومة عن بُعد عبر تطبيق جوال؛ ما يزيد الراحة ويقلل بشكل كبير الطاقة المهدرة في عمليات التسخين والتبريد التقليدية.

وشارك فيه الطلاب: أدهم وليد جمال الدين، محمد شريف، زياد محمد، ياسين عماد، عبدالرحمن علي، كريم رأفت، أحمد محمد.
وأكد الدكتور هادي حبيب -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن ما أنجزه طلاب الفرقة الثانية بالجامعة المصرية الصينية، بدعم أكاديمي موجه واهتمام صناعي ملموس، يؤكد أن الاستثمار في العقول الشابة وتوفير بيئة محفزة للابتكار هو مفتاح تحقيق رؤية مصر 2030.

ولفت إلى أن هذه المشروعات ليست مجرد واجبات دراسية، بل هي لبنات حقيقية في بناء مستقبل مصر وتوطين الطاقة المتجددة في البلاد.
كما تجسد أهمية التعاون بين المجالين الأكاديمي والصناعي في صقل الكفاءات وتوجيهها نحو تلبية احتياجات سوق العمل ودفع عجلة التنمية المستدامة.
موضوعات متعلقة..
- طريقة مبتكرة لإنتاج الهيدروجين بتكلفة أقل
- رفع كفاءة ألواح الطاقة الشمسية بنظام تتبع.. تقنية لباحث مصري
- كفاءة الألواح الشمسية.. هل يمكن مضاعفتها 1000 مرة؟
اقرأ أيضًا..
- كيف أسهم المغرب في إنقاذ إسبانيا من انقطاع الكهرباء؟.. الكواليس كاملة
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في أبريل 2025.. الإمارات تنفرد بالصدارة
- حقل زاكوم السفلي.. 17.2 مليار برميل نفط تعزز إنتاج الإمارات
- أكبر 5 محطات كهرباء في الجزائر.. منشآت عملاقة توفر 6.5 غيغاواط