تَحقَّق اكتشاف غاز في تركيا يحتوي على احتياطيات متوسطة الكمية، وفق ما أعلنه الرئيس رجب طيب أردوغان. وتبلغ احتياطياته 75 مليار متر مكعب، بما يكفي منازل الدولة المعتمدة على الواردات بنسبة تفوق 90%؛ لنحو 42 شهرًا، أو 3 سنوات ونصف السنة.
وقال أردوغان، خلال فعالية عُقدت في إسطنبول، اليوم السبت 17 مايو/أيار 2025، إن هذا الكشف الجديد للغاز الطبيعي الذي عُثر عليه في البحر الأسود سيُلبي احتياجات المنازل في البلاد لمدة 3 سنوات ونصف السنة تقريبًا، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
يُشار إلى أن إنتاج تركيا اليومي من الغاز الطبيعي بحقل صقاريا الرائد في البحر الأسود يبلغ نحو 9.5 مليون متر مكعب، خلال الوقت الذي تُعزز فيه البلاد طموحاتها بمجال الطاقة محليًا ودوليًا.
من جانبه، عدّ خبير الصناعات الغازية المهندس وائل حامد عبدالمعطي، اكتشاف الغاز في تركيا، الذي يقع ضمن سلسلة الاكتشافات التي حققتها أنقرة مؤخرًا في منطقة البحر الأسود، متوسط الحجم.
قيمة أحدث اكتشاف غاز جديد في تركيا
تُقدر قيمة أحدث اكتشاف غاز جديد في تركيا بنحو 30 مليار دولار، ويقع في منطقة "جوكتبس-3" على عمق 3500 متر، وفق قول الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبدأت الحكومة في أواخر العام الماضي عمليات حفر جديدة بالبحر الأسود، في إطار خطّتها لتوسيع عمليات التنقيب. وقال وزير الطاقة، في مارس/آذار الماضي، إن سفينة الحفر "عبدالحميد خان" بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عملياتها ببئر "أماسرا 4"، في حملة استكشافية استغرقت نحو شهر.
وأكد الوزير هدف بلاده في تحقيق اكتشاف غاز جديدة بهذه المنطقة الغنية بالهيدروكربونات، وذلك لتعزيز إمداداتها المحلية، وتقليل الاعتماد على الواردات.
وأوضح أن إنتاج النفط والغاز في تركيا شهد طفرة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة، خاصةً في حقول جبل غابار؛ إذ وصل الإنتاج إلى 56.7 ألف برميل يوميًا.
وأشار إلى استمرار مشروعات الغاز الطبيعي؛ إذ يكفي الغاز الطبيعي المُستخرج من حقل صقاريا استهلاك 2.8 مليون أسرة.
التوسع في الخارج
تدفع تركيا، التي تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من مصادر الطاقة، إلى تقليل فاتورة الواردات، ودعم أمن إمدادات الطاقة بتطوير مشروعات النفط والغاز الطبيعي في الداخل والخارج.
وكان وزير الطاقة قد أشار، في مارس/آذار الماضي، إلى أن الحكومة مستمرة في دعم مشروعات التنقيب، سواء داخل البلاد أو من خلال استثماراتها الخارجية؛ إذ يبلغ إنتاجها النفطي في الخارج نحو 40 ألف برميل يوميًا، من مشروعاتها في العراق وروسيا وأذربيجان.
وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، وقّعت شركة النفط التركية اتفاقية لاستكشاف النفط والغاز بمنطقتين في المجر.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، في تغريدة عبر حسابه بموقع إكس، حينها: "في إطار زيارتنا إلى بودابست، أجرينا مباحثات مع وزير الخارجية والتجارة الخارجية المجري بيتر سيارتو، للتعاون سواء في بلدَيْنا أو في بلدان أخرى، وخاصة في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي".
وأعلن الوزير توقيع اتفاقات وشيكة مع بلغاريا. وقال إن بلاده تُجري حاليًا مباحثات لبدء عمليات التنقيب عن النفط والغاز في بلغاريا، ورجّح توقيع اتفاقية مع شركة أجنبية لم يُحدَّد اسمها، خلال مايو/أيار الجاري، للتنقيب عن الطاقة في الجزء البلغاري من البحر الأسود.
من جانبه، كتب خبير الصناعات الغازية المهندس وائل حامد عبدالمعطي، على حسابه بموقع "فيسبوك": "نؤكد أهمية منطقة البحر الأسود، وما تحتويه من ثروات غير مكتشفة من النفط والغاز ومساعي تركيا الحثيثة للبحث عنها. وهناك نقطة غاية في الأهمية؛ وهي أن تعاقدات تركيا لشراء الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا قاربت على الانتهاء، وهي تعاقدات طويلة المدة تبلغ نحو 25 سنة".
وتساءل الخبير المصري: "هل تركيا ستُجددها بالشروط نفسها أم ستسهم الاكتشافات الجديدة بوصفها ورقة ضغط في المفاوضات مع الجانب الروسي؟".
وأعلنت وزارة الطاقة التركية، في 12 مارس/آذار 2025، توقيع اتفاقية جديدة لتطوير موارد النفط والغاز بالبلاد. وفي تغريدة لوزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، تشمل الاتفاقية تعاونًا مشتركًا بين شركة النفط والغاز التركية "تباو" (TPAO) وشركتي كونتيننتال ريسورسز الأميركية (Continental Resources) وترانس أتلانتيك بتروليوم (TransAtlantic Petroleum) التي تعمل في تركيا منذ 17 عامًا.
موضوعات متعلقة..
- تفاصيل أول شحنة غاز مسال عمانية إلى تركيا منذ عامين
- مشروع تركيا لأنبوب نفط وغاز العراق.. 3 خبراء يحددون 5 محاور تهدد الصفقة المرتقبة
- واردات تركيا من الغاز المسال تسجّل أعلى مستوى في تاريخها
اقرأ أيضًا..
- استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر
- أكبر 10 محطات كهرباء في الوطن العربي.. قدرات عملاقة تتقاسمها 5 دول (صور)
- الحج في عصر تغير المناخ: بين قدسية الشعيرة وتحديات الاستدامة (مقال)
المصدر:
